Page 80 - CONCEPTIONSOFGIFTEDNESS
P. 80
مفهوم الموهبة الم�ستندة �إلى المدر�سة 79
نماذج �أ�ساليب التعليم
لقد ازدادت ح ّدة الم�شكلة التي ن�ش�أت نتيجة العجز في معرفة الفروق بين نوعي المجال ،بفعل
ال�صراع بين نموذجي التعليم وعلاقتهما بالتط ّور المتق ّدم ،حيث يتناف�س نموذج التعليم المبني على
القدرات المتعددة /الموهبة ،مع نموذج تعليم الطفل المتكامل ،The Whole Child Model
الذي يعتمد على الم�صادر وتعزيز الموهبة ).(Coleman & Cross, 2001; Coleman, 1985
ويتعامل النموذجان مع ا ألهداف ،ودور الطالب ،والتعليم ،بطرق متعار�ضة ،مع ما لهذه الاختلافات
من ت أ�ثير كبير على التط ّور المتق ّدم.
ويعمل النموذج المهيمن في التعليم ،وهو نموذج الطفل المتكامل ،على تعزيز ا ألفكار التي لا تتوافق
�أو تتطابق مع ما نعرفه حول التط ّور المتق ّدم في المجال .ويجري تقدير التط ّور المتق ّدم ،وتثمينه في
نموذج تدري�س الطفل المتكامل ،و ُي�ض ّمن في �سيا�سات المدار�س وفل�سفاتها ،لكن �إظهار التط ّور المتق ّدم
يواجه بال�شك ،و أ�حيانا بالعدائية .ويحدث العك�س من ذلك في نموذج الموهبة /القدرات المتعددة ،حيث
يقابل التط ّور المتق ّدم بالترحاب والرعاية .ويفتر�ض نموذج تدري�س الطفل المتكامل �أن ا ألطفال يجب
�أن يكونوا متوازنين ن�سب ًيا في تح�صيلهم واهتماماتهم ،ولهذا ف�إن معيار التطور المتقدم ُي�ستمد من
خلال تقدير متو�سط �أداء الأقران في م�ستويات �ص ّفية/عمرية محددة .و ُيف َّ�ضل ا�ستخدام المعيار الم�ستند
�إلى ا ألقران على المعيار الم�ستند إ�لى المجال .ويهتم نموذج الطفل المتكامل ب�صورة �أكبر بمعالجة
الثغرات والعجز في التط ّور أ�كثر من اهتمامه بالفر�ص ال�ضائعة للتطور المتقدم .ولكن يخ�شى هنا من أ�ن
عدم الاهتمام بالاختلالات �سي�ؤدي إ�لى �إحداث �سل�سلة من الم�شكلات الجدية في الم�ستقبل لدى المتعلم.
ويفتر�ض نموذج النبوغ/القدرات المتعددة �أن الهدف من التربية هو زيادة التط ّور المتق ّدم �إلى
أ�ق�صى درجة .أ�ما بالن�سبة للمواهب التي ح ّددت خلال �سنوات المدر�سة ،ف�إن الطلاب ُي�ش ّجعون على
التعلم ب�سرعة ،و�أن ي�صبحوا مهيئين بدرجة عالية لتطوير مواطن القوى المتوقعة لديهم .ومن الجدير
بالذكر أ�نه يمكن عزو انعدام التط ّور إ�لى التدري�س غير الفعال أ�كثر من عزوه إ�لى عجز المتعلم .ويقا�س
معيار التط ّور بنا ًء على النمو في المجال �أو جانب الموهبة نف�سها ،ويكون المعيار في هذه الحالة هو
نمط التط ّور في المجال� .أما انعدام الفر�ص في الجوانب غير المرتبطة بالمجال ،ف ُينظر إ�ليها على أ�نها
ثانوية وغير هامة ،حيث يتعامل الطلاب معها لاح ًقا ب أ�نف�سهم .ولا ُيتابع التط ّور المتوازن بفاعلية �إذ
ُيفتر�ض �أن لا علاقة له بالتط ّور المتق ّدم.
وي�ش ّوه ت�أثير نموذج الطفل المتكامل ال�سياق الم�ستند إ�لى المدر�سة ،ويعزز ال�سيا�سات والممار�سات
المتناق�ضة التي تعمل �ضد التط ّور المتق ّدم .و أ�حد ا ألمثلة التي تو�ضح هذا الأمر هو الف�صل بين القدرة
وا ألداء الذي نوق�ش �ساب ًقا .ويثير هذا الف�صل ق�ضية ما �إن كانت هناك مرحلة ت�صبح فيها إ�دعاءات
القدرة العالية ذات معنى .ونحن نعتقد أ�ن هذه المرحلة موجودة ،لأن الطالب يجب �أن يظهر عند دخوله
المدر�سة الثانوية اهتما ًما وان�شغال ًا في مجال ما .وبدون هذا الالتزام ،ف�إنه من غير المحتمل حدوث
التط ّور المتق ّدم ألن الان�شغال المق�صود �أمر �ضروري .ولم يعد التم�سك بالقدرات الكامنة على أ�نها ب�شارة
بالتط ّور المتقدم حجة قوية ،لأن الفرد يجب أ�ن يلعب دو ًرا في تط ّوره.