Page 14 - creativephilanthropy
P. 14

‫لخيا لامعألا اذامل ‪:‬لوألا ءزجلا  |  ‪13‬‬

‫كب�يرة‪ -‬بمعالج�ة الفقر‪ ،‬ولكنه �ش�مل �أي ً�ض�ا الرعاية ال�صحي�ة والخدم�ات الاجتماعية ب�صورة‬
‫عامة‪ ،‬ومع تزايد الخدمات الحكومية لبع�ض المجموعات‪ ،‬وا�ستقدام برامج ال�ضمان الاجتماعي‬

      ‫ب�صورة أ�كبر‪ ،‬ع َّدلت الم ؤ��س�سات طريقتها‪ ،‬وق َّدمت خدمات ُتك ِّمل الخدمات الحكومية‪.‬‬

‫ربم�ا كان ه�ذا ا أل�س��لوب فاع� ًلا حتى بداي�ات القرن الع�ش�رين‪ ،‬ومع ذلك فق�د كانت تعاني‬
‫‪-‬وما زالت‪� -‬صو ًرا كثيرة من العجز تمنع الم�ؤ�س�س��ات من ا�س��تغلال طاقاتها الكامنة إ�لى حدها‬
‫ا ألعظ�م‪ ،‬و�إح�دى �صور العجز هذه أ�ن هذه الطريقة يمكن ‪-‬وه�ي كذلك ح ًّقا‪ -‬أ�ن تتبناها أ�نواع‬
‫�أخرى من الم�ؤ�س�سات الخيرية‪ ،‬ومن بينها الم ؤ��س�سات الدينية‪ ،‬ولي�س وا�ض ًحا �أين يقع الدور المميز‬
‫للم ؤ��س�سات الخيرية ن�سبة إ�لى المانحين البديلين مثل المنظمات أ�و الحكومات غير الربحية‪ .‬وفق‬
‫�ش�روط الا�س��تمرارية ت���ؤدي الطريقة الخيري�ة إ�لى فرق بالن�س��بة �إلى أ�ولئ�ك المحظوظين تما ًما‬
‫لي�س��تفيدوا م�ن الخدم�ة‪ ،‬ولكن لا ت�أثير لها �أبع�د من ذلك �أب ًدا‪� ،‬إذا ما اقت�ص��ر ا ألمر على ذلك‬
‫فقط‪ .‬وعلاوة على ذلك تنزع إ�لى العمل على التوقع الزائف ب�صورة كبيرة ا آلن من �أن �ش�خ ً�صا‬
‫آ�خ�ر �س��يقوم بمهمة تو�س��يع الت�أث�ير والحفاظ عل�ى ا�س��تمراريته‪ .‬تقليد ًّيا‪ُ ،‬افتر��ض �أن ما تبد ؤ�ه‬
‫الم ؤ��س�س��ات �ست�س��تمر به الحكومات‪ ،‬بل يجب عليها ذلك (‪ .)Anheier and Toepler 1999‬ومن‬
‫ث�م؛ ف���إن الطريق�ة الخيري�ة تتعامل مع ا ألعرا�ض ولي���س ا أل�س��باب؛ �أي �إنها لا تتغ�ير إ�لا ب�صورة‬
‫قليل�ة؛ وعلي�ه فقد مثلت الحجة الأخيرة النقد الأ�سا�س��ي الذي أ�دى �إلى ظهور �أ�س��لوب الم ؤ��س�س��ة‬

                                                      ‫الخيرية‪/‬العلمية‪.‬‬

‫إ�ن الم ؤ��س�سة الخيرية العلمية مختلفة عن الم�ؤ�س�سة الخيرية في ت أ�كيدها التعامل مع الأ�سباب‬
‫الحقيقي�ة للم�ش�كلات لا م�ع �أعرا�ضه�ا؛ فبد ًل م�ن �إطعام الجوع�ى‪� ،‬أ�صبحت المهم�ة الحقيقية‬
‫للم ؤ��س�س��ة الخيرية العلمية الق�ضاء على أ��س��باب الفقر ;‪(Bulmer 1995, 1999; Nielsen 1985‬‬
‫)‪ .Karl 1997; Smith and Borgmann2001‬ومرة أ�خرى‪ُ ،‬يع ُّد ظهور الم�ؤ�س�سة الخيرية العلمية‬
‫نتاج وقتها؛ ففي بدايات القرن الع�ش�رين حتى منت�صفه كان الاعتقاد بقوة (الطريقة العلمية)‬
‫عال ًي�ا ج� ًّدا؛ تما ًم�ا مثلما كانت فك�رة الهند�س��ة الاجتماعية؛ فالم�ش�كلات الاجتماعي�ة والطبية‬
‫والاقت�صادية يمكن أ�ن ُتل جميعها ما إ�ن ُتف َهم أ��سبابها‪ ،‬وتطبق عليها حلول (علمية)‪ .‬و�أ�صبح‬
‫تقديم التعليم والبحوث‪ ،‬لا الخدمات‪ ،‬للمحتاجين‪ ،‬مناطق التركيز الأ�سا�س��ية لن�ش�اط ا ألعمال‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19