Page 16 - creativephilanthropy
P. 16

‫لخيا لامعألا اذامل ‪:‬لوألا ءزجلا  |  ‪15‬‬

‫في أ�ي�دي لاع�ب واح�د‪ ،‬خا�صة �إن كان اللاعبون‪ ،‬مثل الم�ؤ�س�س��ات‪ ،‬لا يمتلكون الم�صادر المنا�س��بة‬
                                                 ‫لمعالجة الم�شكلة‪ ‬الراهنة‪.‬‬

‫لكل من الأ�ساليب الثلاثة مزاياها الإيجابية؛ ولا يوجد �أدنى �شك في أ�ن الم�ؤ�س�سات قد قدمت‬
‫الكثير في العالم‪ ،‬ولكن ال�س�� ؤ�ال ا أل�سا�س��ي لي�س‪( :‬هل تقوم الم ؤ��س�سات ب�أعمال جيدة)؟ بل‪( :‬هل‬
‫تق�دم الم ؤ��س�س��ات أ�ف�ض��ل ما بو�س��عها في البيئة الحالي�ة؟)‪ ،‬وهناك من يحاج�ج أ�ن إ�حدى نقاط‬
‫�ضعف الم ؤ��س�س��ات هي �أن العالم قد تغير كثي ًرا في الوقت الذي بقيت فيه الم ؤ��س�س��ات على ما هي‬
‫عليه بطرائق عدة‪ ،‬ونحن نعتقد أ�ن الأ�ساليب التي و�ضحنا معالمها آ�ن ًفا غير فعالة في عالم اليوم؛‬
‫ومن ثم تحول دون أ�ن ت�س��تغل الم ؤ��س�س��ات �صفتها المميزة المتمثلة بتحررها من القيود ال�سيا�س��ية‬
‫وقيود ال�سوق؛ ومن ثم تقديم إ��سهام فريد للجدل الديموقراطي‪ ،‬تو�سيع نطاق ا�ستدامة �أثرها‪.‬‬

‫�إ ًذا‪ ،‬م�ا ه�ي البدائل؟ �أ�سا�ًس�ا‪ ،‬نحاجج �أنه لكي تحقق إ�مكاناته�ا الكامنة ال�صحيحة وبت أ�ثير‬
‫أ�ك�بر‪ ،‬لا ب� َّد م�ن طريقة رابع�ة؛ �ألا وهي‪ :‬ا ألعم�ال الخيري�ة ا إلبداعي�ة؛ �إذ إ�ن ا ألعمال الخيرية‬
‫الإبداعي�ة تبني على بع�ض عنا�صر وممار�س��ات نماذج الم�ؤ�س�س��ات الخيري�ة‪ ،‬والعلمية‪ ،‬والعلمية‬
‫الجديدة؛ ولكنها تتميز ب إ��ضافة مكونات جديدة حا�سمة‪ ،‬وتزيد نطاق ا�ستدامة ت أ�ثيرها‪ ،‬وتمنح‬
‫الم�ؤ�س�س��ات الخيري�ة دو ًرا ممي� ًزا في المجتم�ع‪ .‬وهدفنا في هذا الكتاب هو تو�ضي�ح الطرائق التي‬
‫يمكن من خلالها أ�ن تحقق الم�ؤ�س�سات ذلك؛ بتبني ما ندعوه الطريقة الإبداعية؛ ون�ستك�شف لماذا‬
‫تتبن�ى الم�ؤ�س�س��ات مث�ل هذه الطريقة‪ ،‬وما ال�ذي تنطوي عليه الطريقة ا إلبداعية من ممار�س��ة؛‬
‫وم�ا ا ألدوات ا إلداري�ة الت�ي تحتاجها؛ وما �صور التوتر والمع�ضلات التي تت�س��بب بها؛ وما النتائج‬

                                                         ‫التي تنجزها‪.‬‬

                                               ‫نه�ضة الم ؤ��س�سة‬

‫بعد عقود من الركود والانحدار‪ ،‬ت�شهد الم ؤ��س�سات نه�ضة جديدة؛ �إذ ُتظ ِهر بلدان مختلفة مثل‬
‫الولاي�ات المتحدة‪ ،‬والمملكة المتحدة‪ ،‬و أ��س�تراليا‪ ،‬واليابان‪ ،‬و�إيطاليا‪ ،‬و�ألمانيا‪ ،‬وال�س��ويد‪ ،‬وتركيا‪،‬‬
‫والبرازي�ل‪ ،‬اهتما ًم�ا متجد ًدا في ت أ��سي���س م ؤ��س�س��ات خيري�ة؛ ففي ع�ام ‪2004‬م �أوردت �صحيفة‬
‫ا إليكونوم�ست ‪� The Economist‬أن هناك (انفجا ًرا) في الم�ؤ�س�سات الخيرية الخا�صة الجديدة في‬
‫الولايات المتحدة‪ ،‬ووف ًقا لل�صحيفة فقد قفزت �أرقام الم ؤ��س�سات من قرابة ‪ 22000‬في بدايات عقد‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21