Page 108 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 108

‫‪6‬‬

                  ‫ت�صور الموهبة وعلاقته بتطور ر أ��س المال الاجتماعي‬

‫‪Joseph s.renzulli‬‬                                             ‫جوزيف إ��س‪ .‬رينزولي‪ ،‬جامعة كنك	تيكت	‬

‫على موقف توني من المدر�سة؛ �إذ أ��صبح �شخ�صية محلية‬           ‫«تظل الفائدة التي ن ؤ�منها لأنف�سنا عار�ضة وغير م�ضمونة‪ ،‬إ�لى �أن‬
‫م�شهورة‪ ،‬وقام عدد آ�خر من الطلاب با�ستعارة كتب من ق�سم‬                    ‫ت�صبح م�ضمونة لنا جميًعا‪ ،‬وتدمج في حياتنا العامة»‪.‬‬
‫توني الخا�ص في المكتبة‪ .‬لقد نتجت فكرة ميلاني ا إلبداعية‬
‫والتزامها بالمهمة من تطوير تعاطف عميق والتزام بالهموم‬         ‫جين �آدامز‬
‫الب�شرية‪ ،‬وتطبيق موهبتها على �أمر بعيد عن الأنانية‪ .‬وعندما‬
‫�ُسئلت ميلاني ع ّما قامت به‪ ،‬قالت بب�ساطة‪« :‬ما قمت به لم‬         ‫تغيير العالم ‪ ...‬حياة واحدة في كل مرة‬

              ‫ُيغ ّير العالم‪ ،‬لكنه غ ّير عالم ولد �صغير»‪.‬‬     ‫بعد ملاحظة الولد ال�صغير يبكي في حافلة المدر�سة‬
                                                              ‫مرا ًرا وتكرا ًرا‪ ،‬قامت ميلاني (‪)Melanie‬؛ وهي طالبة في‬
                       ‫معلومات أ��سا�سية‬                      ‫ال�صف الخام�س‪ ،‬بالجلو�س �إلى جواره‪ ،‬وبد�أت تتجاذب معه‬
                                                              ‫�أطراف الحديث‪ .‬قال لها توني (‪ ،)Tony‬وهو ابن ال�صف‬
‫لقد بد�أْ ُت العمل‪ ،‬في وقت مبكر من �سبعينيات القرن‬            ‫ا ألول الأ�سا�سي الذي كان يخفي وجنتيه خلف نظارة �سميكة‪،‬‬
‫الع�شرين‪ ،‬على و�ضع ت�صور للموهبة يتحدى ا آلراء التقليدية‬      ‫لم تر ميلاني مثلها من قبل‪ « :‬أ�نت لا تفهمين !» أ�لا ترين هذه‬
‫للمفهوم‪ ،‬الذي يرى �أن الموهبة يمكن معرفتها من خلال‬            ‫النظارات؟ �أنا �ضعيف الب�صر‪ .‬الطلاب ي�سخرون مني‪ .‬لدي‬
‫العلامات العالية في اختبارات الذكاء‪ .‬لم يلق هذا العمل‬         ‫كتب خا�صة لمو�ضوعاتي‪ ،‬ولكن لا يوجد في المكتبة كتب‬
‫الحما�س المطلوب من الم�ؤ�س�سات التي ُتعنى بالموهبة في‬
‫ذلك الوقت‪ ،‬إ��ضافة �إلى رف�ض كتاباتي من جميع المجلات‬                                       ‫يمكنني �أن �أقر�أها‪».‬‬
‫الرئي�سة العاملة في حقل تعليم الموهوبين‪ .‬وقد دفعتني‬           ‫وفي وقت مت أ�خر من ذلك اليوم‪ ،‬ذهبت ميلاني �إلى معلمة‬
‫قناعاتي ب�ش�أن الآفاق الرحبة ل إلمكانات الب�شرية إ�لى‬         ‫ا إلثراء‪ ،‬وعر�ضت عليها أ�ن تجعل من توني م�شروعها ال�سنوي‬
‫البحث عن جمهور في مكان �آخر‪ .‬وفي عام ‪1978‬م‪ ،‬قامت‬              ‫من «النوع الثالث»(‪ .)1‬وفي غ�ضون ا أليام القليلة التالية‪ ،‬و�ضعت‬
‫كابان (‪ )Kappan‬بن�شر مقالي تحت عنوان «ما الذي ي�صنع‬           ‫ميلاني ومعلمة الإثراء خطة‪ ،‬بد�أت ب�إقناع ودي للأولاد الذين‬
‫الموهبة؟‪ :‬إ�عادة اختبار التعريف» (‪.)Renzulli, 1978‬‬            ‫ي�ضايقون توني‪ ،‬حيث قام عدد قليل من الطلاب والطالبات‬
‫وفي ال�سنوات التالية‪ ،‬بد أ� العلماء وممار�سو المهنة و�صانعو‬   ‫الكبار المحترمين بمرافقته في أ�ثناء نزوله من الحافلة‪،‬‬
‫ال�سيا�سات بالميل إ�لى �آراء أ�كثر مرونة إ�زاء معنى هذه‬
‫الظاهرة المعقدة ال ُم�س ّماة بالموهبة‪ .‬و ُيع ّد المقال الذي‬              ‫والجلو�س معه في غرفة الطعام لتناول الغداء‪.‬‬
‫ن�شرته كابان أ�كثر المقالات انت�شا ًرا في هذا الحقل‪ .‬وقد‬      ‫بعد ذلك‪ ،‬طرحت ميلاني عد ًدا من الأ�سئلة با�ستعمال �أداة‬
‫�ألمحت إ�لى هذا الحدث لأ�شير فقط إ�لى وجود �أمل وميل‬          ‫لتحديد اهتماماته في القراءة‪ ،‬ثم و ّظفت عد ًدا من أ�ف�ضل‬
‫لدى ا آلخرين �إلى تغيير آ�رائهم بخ�صو�ص بع�ض المعتقدات‬        ‫الخطاطين في المدر�سة لكتابة مخطوطة كبيرة بعنوان‬
‫الرا�سخة‪ ،‬و�إلى ا�ستعداد الممار�سين والقيادات إلجراء‬          ‫«كتاب كبير» يتعامل مع اهتمامات توني في الريا�ضة وق�ص�ص‬
‫مزيد من الدرا�سات بهدف تو�سعة ت�صورات الموهبة المرنة‬          ‫المغامرات‪ ،‬ثم و ّظفت �أف�ضل فناني المدر�سة في عمل ر�سوم‬
                                                              ‫لكتب توني‪ ،‬وتولت هي دور المحرر ومدير الإنتاج لتلك ال�سل�سلة‪.‬‬
    ‫الموجودة حال ًيا للمهنة والقادة بدرا�سة النطاق ا ألكثر‪.‬‬   ‫ومع تقدم الم�شروع في الأ�شهر التالية‪ ،‬طر�أ تغير ملحوظ‬

‫�أ ّما بالن�سبة �إلى ما ُيعرف هذه الأيام بالت�صور ذي الحلقات‬  ‫(‪ )1‬نوع ا إلثراء الثالث هو بحث يختاره فرد أ�و مجموعة �صغيرة لدرا�سة م�شكلة واقعية‪.‬‬
‫الثلاث للموهبة (القدرة فوق المتو�سط وغير الخارقة‬
 ‫‪103‬‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113