Page 103 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 103

‫‪ 98‬تحويل الموهبة إ�لى نبوغ‪ :‬النموذج المتمايز للموهبة والنبوغ ب�صفته نظرية تط ّورية‬

‫التي ت�ؤثر في الإخوة جمي ًعا ب�صورة م�شابهة – م�س�ؤولة عن‬                                                                                          ‫وبكلمات �أخرى‪ ،‬ف�إن «طريق �إريك�سون إ�لى التميز» يتطلب ما‬
‫ن�سبة �صغيرة من الفروق الفردية في القدرات المعرفية‬                                                                                                           ‫هو �أكثر من مجرد « الممار�سة ت�صنع الكمال»‪.‬‬
‫وال�شخ�صية‪ .‬وبعبارة أ�خرى‪ ،‬ف إ�ن �سلوكات تن�شئة الوالدين لا‬
‫ُت�سهم كثي ًرا في جعل الأبناء مت�شابهين‪ ،‬وفي الوقت نف�سه‪،‬‬                                                                                          ‫هناك حجج إ��ضافية تدعم و�ضع مكون التع ّلم‪ /‬الممار�سة‬
‫مختلفين عن غيرهم من العائلات ا ألخرى‪ .‬وهذا يتفق مع‬                                                                                                 ‫في رتبة أ�دنى من العوامل ال�شخ�صية‪ .‬ا ألولى‪ ،‬أ�ن مجموعة‬
‫وجهة نظر علماء �آخرين في مجال الجينات ال�سلوكية ‪(Scarr,‬‬                                                                                            ‫المحفزات ال�شخ�صية تتكون من عدد كبير من المتغيرات‬
                                                                                                                                                   ‫المت�صلة بالتح�صيل‪ ،‬في حين ُتق ّدم عملية التع ّلم‪/‬الممار�سة‬
 ‫)‪ .1992‬وقد قدم روي (‪ )Rowe, 1994‬التف�سيرات التالية‪:‬‬                                                                                               ‫القليل فقط من المقايي�س الكمية والنوعية‪ .‬وحتى الآن‪ ،‬لم‬

‫«تقع قرابة ثلاثة �أرباع العائلات ا ألمريكية في هذا المدى‬                                                                                           ‫يتو�صل الم ؤ� ّلف بعد �إلى درا�سة واحدة تقيم �صدق التنب ؤ�‬
‫من فئات الطبقة الاجتماعية‪ ،‬حيث ثبت �ضعف �آثار التن�شئة‪،‬‬                                                                                            ‫لمجموعة كبيرة من المتغيرات المنتمية إ�لى مكون المحفزات‬
‫بالرغم من الفروق ال�ضخمة في م�ستويات تمويل مدار�سها‬                                                                                                ‫ال�شخ�صية مقابل مكون التع ّلم‪/‬الممار�سة‪ .‬لكنه يعتقد‬
‫الحكومية‪ ،‬وكذلك في ا ألجواء الفكرية المنزلية‪ .‬وبطبيعة‬                                                                                              ‫بقوة �أن الم�ساهمة الم�شتركة لأية مجموعة من العوامل‬
‫الحال‪ ،‬أ�نا لا �أق�صد التلميح �ضم ًنا �إلى �أن الذكاء يتطور‬                                                                                        ‫ال�شخ�صية‪� ،‬سوف تتنب أ� ب�أ ّي مزيج من مقايي�س التع ّلم‪/‬‬
‫دون التعر�ض للخبرات المدر�سية‪ ،‬والكتب‪ ،‬وبرامج التلفاز‪،‬‬                                                                                             ‫الممار�سة‪ .‬والثانية‪ ،‬با�ستعمال مجاز �شائع‪ ،‬يحتاج محرك‬
‫والمجلات‪ ،‬والمحادثات الجيدة‪ .‬وما �أعنيه بب�ساطة هو أ�ن‬                                                                                             ‫التع ّلم‪/‬الممار�سة �إلى وقود كي يعمل‪ ،‬وهذا الوقود ي�أتي‬
‫أ�نماط التعر�ض هذه قد تكون متوافرة على نحو وا�سع في‬                                                                                                ‫مبا�شرة من المحفزات ال�شخ�صية والبيئية‪ .‬وقد تكون هذه‬
 ‫ثلاثة �أرباع المجتمع الأمريكي؛ لدعم النمو العقلي الكامل»‪.‬‬                                                                                         ‫المحفزات من التعاطف‪� ،‬أو التناف�س‪ ،‬أ�و دعم الوالدين‪� ،‬أو‬
                                                                                                                                                   ‫المحفزات ال�شخ�صية �أو البيئية‪ ،‬التي‬                                ‫�أ ّي عن�صر من عنا�صر‬
‫�أ ّما الحجة الثالثة‪ ،‬فت�ستدعي منظور علم الظواهر‪ ،‬الذي‬                                                                                             ‫على إ�دارة مطردة للتع ّلم والممار�سة‪،‬‬                               ‫ت�ساعد في المحافظة‬
‫يرى أ�ن ت أ�ثير المحفزات البيئية يتعر�ض للتنقية با�ستمرار من‬                                                                                       ‫خا�صة عندما يواجه المتع ّلم �صعوبات ع ّدة‪.‬‬
‫خلال نظرات الأ�شخا�ص الذين ت�ستهدفهم هذه الم�ؤثرات‪.‬‬
‫وتعطي عملية تنقية المدركات الح�سية أ�همية أ�كبر للمحفزات‬                                                                                           ‫تقلي�ص الت أ�ثيرات البيئية‬
‫ال�شخ�صية‪ ،‬وتقوي الحجج ل�صالح و�ضعها مبا�شرة بعد مكون‬
‫اابلليبئمييوئةيهةبغةي‪.‬فرويقمود�شُتجتوفر�دّكسةار اخلت–فلاربوفا�قصاتورإلبةدير�أناككبايرةلإ �خمسوبنةبإ���إ–س�سه ُتاه�ّامسمهمااىلفمتيد�أثيخولرجااوتتد‬  ‫يتعار�ض و�ضع المحفزات البيئية في �أ�سفل الهرمية‬
                                                                                                                                                   ‫العر�ضية مع الح�س العام‪ ،‬وكذلك مع كثير من الأدب المتوافر‬
       ‫ت�شابهات بينهم (‪. )Plomin & McClearn, 1993‬‬                                                                                                  ‫في العلوم الاجتماعية‪ .‬وكما أ��شرنا �ساب ًقا‪ ،‬ف إ�ن البيئيـــة‬
                                                                                                                                                   ‫)‪ (environmentalism‬هي الأيدولوجية التي ُت�ش ّكل القاعدة‬
                                                                                                                                                   ‫الأ�سا�سية للعلوم ال�سلوكية (;‪Cohen, 1999; Harris, 1998‬‬
                                                                                                                                                   ‫‪ .)Pinker, 1997; Tobby & Cosmides, 1992‬ومع ذلك‪،‬‬
‫تتعلق الحجة الرابعة بالاهتمام المتزايد في درا�سة المرونة‬                                                                                           ‫اف أليمرم اجلاذليا أ�لثاجيرناجتدل ًاال��سسلاوخك ًنياةفب أ�يههميذهة‬  ‫فقد �شككت البحوث‬
‫(‪ ،)O’Connell Higgins, 1994‬التي ت�شير �إلى قدرة بع�ض‬                                                                                                                                                                   ‫المدخلات العر�ضية؛‬
‫الأفرادعلىتحقيقم�ستوىعا ٍلمنالن�ضجال�شخ�صي‪،‬بالرغم‬                                                                                                  ‫ا ألو�ساط (‪Collins, Maccoby, Steinberg, Hetherington,‬‬
‫من معاناتهم الت�أثيرات البيئية ال�سلبية‪ ،‬وتقترح �إمكانية‬                                                                                           ‫‪.)& Bornstein, 2000‬‬
‫تجاوز هذه العقبات البيئية الم ؤ�ثـرة ;‪(Bartholomew, 1997‬‬
                                                                                                                                                   ‫هناك أ�ربع حجج متقدمة في هذا ال�سياق‪ُ .‬يطلق على‬
                               ‫)‪.Gagne, 2000‬‬                                                                                                       ‫ا ألولى ا�سم طبيعة الرعاية والتن�شئة‪ ،‬وت�شير �إلى أ�ن معظم‬
                                                                                                                                                   ‫المقايي�س البيئية تت أ�ثر بالنمط الجيني جزئ ًيا؛ ا ألمر الذي‬
‫وباخت�صار‪ ،‬لم يو�ضع مكون المحفزات البيئية في المركز‬                                                                                                ‫ي ؤ�دي إ�لى ت�ضخيم م�ساهمتها ب�صورة م�صطنعة‪ .‬وقد بين‬
‫ا ألخير ب�سبب عدم �أهمية ت أ�ثيره‪ ،‬بل لوجود الاختلافات‬                                                                                             ‫�سكار‪ ،‬وكارتر �سالتزمان ‪(Scarr and Carter-Saltzman,‬‬
‫البيئية في البيئات العادية غال ًبا‪ .‬وقد ُو ِجد �أن (‪ )%75‬من‬                                                                                        ‫)‪ ،1982‬على �سبيل المثال‪� ،‬أن القدرات التعليمية ل ألمهات‬
‫روي)‪ ،‬لا ت�صنع‬  ‫ا ألمريكية ‪-‬على الأقل‪( -‬كما أ��شار‬   ‫افلرع ًاقئالبايتن‬                                                                             ‫ترتبط بم�ستوى ذكائهن بقوة‪ .‬وت�ستند الحجة الثانية �إلى‬
   ‫المتو�سطة‪.‬‬   ‫الإنجازات العالية ج ًدا وا إلنجازات‬                                                                                                ‫الملاحظات المتكررة في درا�سات التوائم وا ألبناء بالتبني‪،‬‬
                                                                                                                                                   ‫التي ت�شير �إلى �أن الت�أثيرات العائلية الم�شتركة ‪ -‬بيئة العائلة‬
   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108