Page 207 - creativephilanthropy
P. 207

‫‪  |  206‬الإبداع في العمل الخيري‬

                                      ‫م�شروع الحكيم ا ألرجونيا‬

‫�أ�س���س ه�ذا الم�ش�روع عام ‪1998‬م بال�ش�راكة مع خم���س هيئات أ�خ�رى‪ ،‬وج�اء ر ًّدا على «ه َّوة‬
‫متزاي�دة ب�ين الأغني�اء والفق�راء‪ ،‬وعل�ى ن�س��بة البطال�ة المرتفع�ة‪ ،‬والمعاي�ير المنخف�ضة لخدمة‬
‫المجتم�ع‪ ،‬وال�ضغط المتزايد عل�ى المجتمعات المحلية‪ ...‬فقدان المزايا العام�ة‪ ،‬العن�صرية والتوتر‬
‫الاجتماع �ي‪ ،‬والت�آكل الخط�ير لحقوقنا الديموقراطية وثقافتن �ا»‪(Victorian Women’s Trust .‬‬
‫)‪ .2000: p. 5‬ه َد َف الم�ش�روع إ�لى توفير فر�ص للنا���س تم ِّكنهم من الاجتماع والتعبير عن ر ؤ�يتهم‬
‫المف�ضلة للم�س��تقبل‪ ،‬و إ�لى تطوير و�س��ائل تم ِّكن النا���س ب�صفتهم مواطنين من الانخراط ب�صورة‬
‫فاعل�ة في ق�ضاي�ا ذات اهتمام لهم‪ .‬كان منهج عمل الم�ش�روع‪« :‬من حكمة النا���س‪ :‬عم ٌل ألوقاتنا»‬

                                                      ‫(الم�صدر نف�سه)‪.‬‬

‫ت�أتي فل�سفة الم�شروع (وبطرائق عدة‪ ،‬فل�سفة العمل ا ألو�سع لل�صندوق) من توما�س جيفر�سون‬
‫ال�ذي كت�ب في ع�ام ‪1820‬م‪« :‬لي���س لدي عل�م بتجمع آ�من م�ن الق�وى العليا للمجتمع با�س��تثناء‬
‫النا���س �أنف�س��هم؛ و إ�ذا كنا نعتقد �أن النا���س لي�س��وا متنورين بالقدر الكافي ليفر�ضوا �سيطرتهم‪،‬‬
‫ف�إن الحل هو لي�س �أن ن أ�خذ منهم‪ ،‬بل �أن ن ؤ�ثر في قدرتهم على اتخاذ القرارات‪ .‬وللمحافظة على‬
‫ديمقراطي�ة المجتمع يتعين على المجتمع أ�ن يجد و�س��ائل لت�س��خير المعرف�ة المتخ�ص�صة في خدمة‬
‫الاختيار العام‪ ،‬و�أن نبعدها عن �أن ت�صبح �أ�سا�س قوة للنخبة» (اق ُتب�س في الم�صدر نف�سه‪.)17 :‬‬

‫كان لم�شروع الحكيم ا ألرجواني الريادة في الت�شجيع على عملية انخراط مدنية لعامة أ�هالي‬
‫الم�دن في عملي�ة تمت�د في جمي�ع �أنح�اء الولاية‪ ،‬وفي حوار وعمل يكون للن�س��اء فيه دور رئي���س في‬
‫القي�ادة‪« .‬ي�ش�ترك النا���س في جمي�ع �أنح�اء الولاي�ة في ممار�س��ة غير م�س��بوقة لح�وار مجتمعي‬
‫ي�صفون فيه ر�ؤيتهم و أ�فكارهم لخلق برنامج عمل‪ .‬ويجتمعون في مجموعات قد ي�صل عدد �أفراد‬
‫الواح�دة منه�ا إ�لى ع�ش�رة �أ�ش�خا�ص‪ ...‬م�ن بيرنز دي�ل‪ ...‬إ�لى مي إ�ل�ى دورا‪ .‬ويلتقي ا أل�ش�خا�ص‬
‫بمع�دل ثلاث �س��اعات و�س��ط ًّيا في غرفهم في البهو وفي المطابخ ودور العب�ادة وفي نوادي القراءة‬
‫و�أماك�ن العم�ل؛ لم ي�س��بق لمعظ�م ه�ؤلاء ا أل�ش�خا�ص فعل �أي �ش�يء مث�ل هذا من قب�ل‪ .‬تثير هذه‬
‫العملي� ُة ا أل�ش�خا�َص‪ ...‬ق�ادة المجموع�ات‪ ...‬ير�س��لون تقارير مكتوب� ًة مف َّ�صلة ب�صورة ا�س��تثنائية‬
‫وم�صوغة ب�صورة دقيقة‪ ...‬ي�ش�عر النا���س بالابتهاج عند مقابلة أ��شخا�ص �آخرين ت ؤ� ِّرقهم ق�ضايا‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212