Page 116 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 116

‫المرجع في تربية الموهوبين ‪111‬‬

                               ‫يميز الن�ساء البارزات كافة‪.‬‬                                            ‫هم َم ْن �صنع العالم الحديث‪ .‬وبالرغم من وجود نق�ص في‬
                                                                                                      ‫الدرا�سات الموجهة والمرتبطة بالم�صير مبا�شرة‪ ،‬ف إ�ن حياة‬
‫�إذا افتر�ضنا أ�ن ا ألفراد الذين يتمتعون بمقايي�س عالية‬                                               ‫الأفراد البارزين في مجال اخت�صا�صهم ت ؤ�كد أ�ن الر�ؤية‬
‫لمراكز ال�ضبط الداخلية‪ ،‬يمتلكون مقايي�س عالية لبع�ض أ�نواع‬                                            ‫والم�صير مرتبطان ‪ -‬إ�لى حد كبير‪ -‬بتطوير م�ستويات عالية‬
‫الدمج الخا�صة بالف�ضول‪ ،‬والاهتمامات ال�شخ�صية‪ ،‬ودافعية‬
‫التح�صيل‪ ،‬عندها ن�ستطيع الا�ستدلال ب�أن امتلاك مركز‬                                                                           ‫متميزة من ا ألداء والنجاح‪.‬‬
‫�ضبط داخلي قد يقود إ�لى « إ�ح�سا�س بالغر�ض أ�و الهدف»‪.‬‬
‫وعندما يوجد الإح�سا�س بالغر�ض‪ ،‬يتعزز تقرير الم�صير‪� ،‬أو‬                                               ‫إ�ن الأفراد الذين ينظرون ب إ�يجابية واهتمام �إلى الر ؤ�ية �أو‬
‫وحينئ ٍذ‪ ،‬ي�صبح‬  ‫أ�مك ّثماريمقيولدًا إ�نلىحوالت�شطعوويرربرالؤ�ايتةجاعه‪.‬ن‬  ‫ربما يت�ضخم‪،‬‬                ‫الم�صير‪،‬يكونونظاهرينللعيان‪،‬لي�سفيا�ستذكارهمالما�ضي‬
‫الم�ستقبل‪ .‬ومع‬                                                            ‫ه�ؤلاء الأفراد‬              ‫فح�سب‪ .‬ولكن‪ ،‬في ا�ست�شراف الم�صير �أي ً�ضا‪ .‬انظر‪ ،‬على �سبيل‬
‫الإح�سا�س بالر ؤ�ية‪ ،‬ي�أتي ال�شعور بمقدرة المرء على إ�حداث‬                                            ‫المثال‪� ،‬إلى هذا الغلام الناطق با�سم ال�شباب في المركز‬
‫التغيير (ا إلح�سا�س بالقوة لتغيير ا أل�شياء)‪ .‬وما أ�ن يتحقق‬                                           ‫العالمي للرحمة با ألطفال‪ ،‬هذه المنظمة التي ينتمي �إليها‪،‬‬
‫هذا ا إلح�سا�س حتى يبزغ ال�شعور بالم�صير �إلى حيز الوجود‪.‬‬                                             ‫والتي�سافرمن�أجلها‪،‬داع ًيا إ�لىالتعليم‪،‬و�إلى�سيا�سةاللاعنف‬
                                                                                                      ‫في العالم (‪ .)Silverman, Roeper & Smith, 2000‬ومع أ�ن‬
‫قدم ري (‪ )Rea, 2000‬في معر�ض كتابته عن الدافعية‬                                                        ‫تحديد وو�صف هذه ال�سمات التي تف�صل ه ؤ�لاء ا أل�شخا�ص عن‬
‫المثلى �صيغة تعريف لدافعية التح�صيل أ�و ا إلنجاز‪ .‬وتت�ألف‬                                             ‫الأداء الب�سيط أ�و النجاح يبدو �أم ًرا �صع ًبا‪� ،‬إل ّا �أن مظاهر تلك‬
‫ادلاتفيعي ُتةناتلتجحعن�صديلوك�ضمعاه�أاورفديها�مصونراتلهتاوقالع‪،‬مثولالىقتيمحة‪�،‬صويالل ًاعاقطائف ًةم‪،‬ا‬
‫على أ�دلة‪ ،‬كما هو الحال بالن�سبة إ�لى مفهوم �سيكزنتميهالي‬                                                         ‫الخ�صائ�ص وال�سمات وا�ضحة �إلى حد كبير‪.‬‬
‫(‪ )Cikszentmihalyi‬عن التدفق‪ .‬وقد عزا (ري) الهزل‬
‫الجاد �إلى التدفق‪ ،‬وهو يعتقد ب�أن حفز الطلاب ب�صورة‬                                                   ‫وبالرغم من ندرة الدرا�سات البحثية في هذه المجالات‪،‬‬
‫مثالية لتطوير تفوقهم في مرحلة التدفق مرده تميزهم في‬                                                   ‫إ�ل ّا �أن مكونات محتملة للر ؤ�ية والم�ستقبل بد�أت تبرز في عدد‬
‫الأداء‪ ،‬وقدراتهم العقلية والج�سدية الفائقة‪ .‬و�إذا كان على‬                                             ‫قليل من البحوث الجيدة في مجالات علم النف�س والتربية‪.‬‬
‫�صواب في ت�صوره ب�أن التدفق الذي يمثل دافعية التح�صيل‬                                                 ‫وت�شتمل هذه على دافعية ا إلنجاز‪ ،‬ودافعية الكفاءة‪ ،‬ومركز‬
‫المثلى‪ ،‬هو بمثابة الو�ضع المثالي لتطوير الموهبة‪ ،‬و�إذا كانت‬                                           ‫ال�ضبط‪ ،‬والدافعية الداخلية‪ ،‬ونظرية التقرير الذاتي‪،‬‬
‫دافعية التح�صيل‪ ،‬التي ت�سير جن ًبا �إلى جنب مع الدافعية‬                                               ‫ونظرية التنظيم الذاتي ;‪(Ambrose, 2000; Rea, 2000‬‬
‫االلنذاذتييرة‪،‬اولأت�قسار�يسرياللملر��ؤصييار‪،‬واولممر�كصيزرا؛ل�فض إ�بنطااللمدراءخلي–‪،‬حبينمئثاٍذب‪-‬ة‬
‫�سيبد أ� بتو�ضيح كيفية الترابط بين تطور النبوغ والعوامل‬                                               ‫;‪Rotter, 1966; Ryan & Deci, 2000; Schwartz, 2000‬‬
                                                                                                      ‫‪Wicker, Lambert, Richardson & Kahler, 1984; Wil-‬‬
  ‫المعرفية الم�صاحبة‪ ،‬ومكوناتها الفرعية المو�ضحة هنا‪.‬‬
                                                                                                           ‫)‪.liams 1998, Wong & Csikzentmihalyi, 1991‬‬
            ‫دور الموهوبين والتعليم العام‬
                                                                                                      ‫لقد تحدث �إريك�سون (‪ )Erikson, 1964‬عن ا إلرادة‪،‬‬
‫يمكن معرفة الكثير عن تاريخ الب�شرية وثقافتها بو�ساطة‬                                                  ‫وع ّرفها ب أ�نها الت�صميم المتوا�صل لممار�سة الاختيار الحر‬
‫ا إل�سهامات الإبداعية ألكثر الرجال والن�ساء المبدعين‬                                                  ‫كما هو الحال بالن�سبة إ�لى �ضبط النف�س‪ .‬كما ع ّرف الغر�ض أ�و‬
‫في العالم‪ ،‬حيث يذكر الم ؤ�يدون لتقديم خدمات منتظمة‬                                                    ‫الهدف ب�أنه ال�شجاعة في ت�صور الأهداف القيمة ومتابعتها‪.‬‬
‫للموهوبين أ��سماء �أ�شخا�ص‪ ،‬من أ�مثال توما�س أ�دي�سون‬                                                 ‫�أ ّما الكفاية‪ ،‬فهي تلك التي تتحول في نهاية المطاف �إلى‬
‫(‪ ،)Adison‬وماري كوري (‪ ،)Curie‬وجونا�س �سالك (‪،)Salk‬‬                                                   ‫براعة وحرفية في العمل‪ .‬وت�شير معظم ا ألبحاث الخا�صة‬
‫و إ�يزادورا دونكن (‪ ،)Duncan‬و�ألبرت �آين�شتاين (‪،)Einstein‬‬                                            ‫بالموهوبين الذين �أ�سهموا في مناحي الحياة ك ّلها‪� ،‬إلى �أنهم‬
‫كم�سوغ على تقديم م�صادر إ��ضافية لتطوير الخبرات التعليمية‬                                             ‫يمتلكون داف ًعا قو ًيا �إزاء عدم التنازل‪ ،‬أ�و الر�ضوخ‪ ،‬أ�و التهاون‪.‬‬
‫لل�شباب الموهوبين‪ .‬و�إذا افتر�ضنا أ�ن ه�ؤلاء الأفراد هم الذين‬                                         ‫وت�ؤكد هذه البحوث با�ستمرار التزام ه ؤ�لاء ا ألفراد بالمهمة‬
‫اخترعوا العلوم والثقافة والحكمة عبر القرون الغابرة‪ ،‬عندها‬                                             ‫الموكلة �إليهم‪ ،‬على الرغم من تعر�ضهم لظروف �سيئة �أحيا ًنا‪.‬‬
‫يمكننا افترا�ض أ�ن ه ؤ�لاء ا أل�شخا�ص الداعمين والراعين‬
                                                                                                      ‫يقع الإح�سا�س بالاتجاه تحت مكون الر�ؤية وا إلح�سا�س‬
                                                                                                      ‫بالم�صير �ضمن مكونات عملية الهاوندتوث‪ ،‬مثلما يقع‬
                                                                                                      ‫الإح�سا�س بالقوة لتغيير الأ�شياء تحت المكون ذاته (انظر‬
                                                                                                      ‫ال�شكل ‪ .)6:2‬وقد وجدت ريز (‪ )Reis, 1995, 1998‬في‬
                                                                                                      ‫معر�ض بحثها عن الن�ساء الموهوبات‪� ،‬أن ا إلح�سا�س بالم�صير‬
   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121