Page 294 - creativephilanthropy
P. 294
ماضملا :ثلاثلا ءزجلا | 293
بما يكفي؛ فالأمر الوحيد المقبول هو �أف�ضل ما يمكن �أن تفعله الم�ؤ�س�سة .وقد �شرحت ثقافة النقد
الذاتي هذه في بع�ض الم ؤ��س�سات مع ا إل�شارة �إلى أ��سلوب ور ؤ�ية الم ؤ��س�سين؛ فعلى �سبيل المثال تف�سر
م ؤ��س�س��ة نايت بحثها المتوا�صل عن (ا ألف�ضل) من حيث مثابرة م ؤ��س�س��يها وتركيزهم و�ش�غفهم
لحف�ظ وتعزيز الديموقراطية و�ضم�ان ال�صحافة الح َّرة ذات الجودة العالية .وعلى نحو مماثل
أ�رجع تطوير البرامج إ�لى ت�ش�جيع زيادة م�ش�اركة الجمهور في �صنع الاختيارات المهمة لل�سيا�س��ة
في �صنادي�ق بي�و الخيري�ة بخط�اب جاي هوارد بي�و في ع�ام 1953م الذي حذر فيه م�ن أ�خطار
ديمقراطية (الجمود التخريبي) من قبل المواطنين.
المراجع�ة الجذري�ة المنتظمة :كانت ثقاف�ة النقد الذاتي هذه متجلي� ًة بو�ضو ٍح في المراجعات
الجذري�ة ع�ن كيفي�ة تحويل الم�ؤ�س�س��ة لر ؤ�يته�ا ور�س��التها إ�لى واق ٍع ملمو� ٍ��س ،وكان�ت جميع هذه
الم ؤ��س�س��ات قد در�س��ت والتزمت بمراجع ٍة جذري ٍة واحد ٍة على ا ألقل ،وعاد ًة ما تكون أ�كثر توات ًرا
(و أ�حيا ًنا حتى منتظم ًة) .كانت هذه الا�ستعرا�ضات �أكثر �شمو ًل وتنو ًعا من مراجعات الم ؤ��س�سات
التقليدي�ة النموذجي�ة .وق�د ج�رت ه�ذه المراجعات ب�ص��ورة جي�دة متخطية تقويم�ات ا ألداء لما
ق�د أ�نجزت�ه الم�ؤ�س�س��ة في ال�س��نوات القليل�ة الما�ضية ،على الرغ�م من �أن هذا ق�د كان جز ًءا من
العملية بو�ضوح .وقد ا�ستمرت بع�ض المراجعات عا ًما �أو �أكثر ،وغطت ر�سالة الم�ؤ�س�سة و�أولوياتها
و أ�ن�شطتها و�سيا�ساتها وعملياتها ،وتوظيفها ،وبنياتها ،وكلفتها ،وهلم ج ًّرا.
لكن هذه الم�ؤ�س�سات لم تنظر �إلى الداخل فح�سب ،بل نظرت خار ًجا �أي ً�ضا نحو البيئة الوا�سعة.
وقد �أدرجت الأحداث والاتجاهات ،لا �س��يما في البيئة الاجتماعية وال�سيا�س��ية ،غير �أ َّنها لم تكن
في المجالات الرئي�سة لم�صالح الم�ؤ�س�سة ،و أ�ي ً�ضا في عوالم الم�ؤ�س�سات والعوالم غير الربحية� .إ ًذا ما
هي الق�ضايا الرئي�سة التي يتعين معالجتها ،وماذا كانت الم�ؤ�س�سة تقوم به حال ًّيا ،ومن كان يقوم
ب أ�ي عم ٍل؟ و أ�ين؟ وما كانت الثغرات الموجودة؟ و أ�ين كانت الم ؤ��س�سة ت�ستطيع أ�ن تتدخل على نحو
�أكثر فاعلية وكيف؟ وما الموارد الممكن تطبيقها؟ وماذا يمكن تعلمه من البرامج وطرائق العمل
ال�سابقة؟ كانت هذه جميعها مراجعا ٍت لم يقف عندها أ�ي عائق.
عدم الر�ضا عن طرائق العمل الحالية .لقد كان عدم الر�ضا عن طرائق العمل الحالية ،وما
حققته الم ؤ��س�سة في بع�ض ا ألحيان� ،سب ًبا ،و�أحيا ًنا أ�خرى �أحد �آثار المراجعة و إ�عادة النظر .وكان