Page 296 - creativephilanthropy
P. 296

‫ماضملا ‪:‬ثلاثلا ءزجلا  |  ‪295‬‬

‫وا ألن�شطة الخا�صة بالحكومة فح�سب بالح�سبان‪ ،‬بل الوجه المتغير للقطاع غير الربحي و�أن�شطة‬
                                        ‫الم ؤ��س�سات الأخرى وم�صالحها �أي ً�ضا‪.‬‬

‫�إدراك ن�درة الم�وارد وقي�ود ا ألدوار‪ :‬ثم�ة عام� ٌل آ�خ�ر يدف�ع ه�ذه الم�ؤ�س�س��ات لتبني أ��س��لوب‬
‫�إبداعي؛ وهو الوعي للحجم المحدود ج ًّدا لمواردها ن�س��ب ًّيا لاحتياجات الق�ضايا التي كانت ت�س��عى‬
‫�إل�ى معالجته�ا‪ .‬وكان ه�ذا �صحي ًحا حتى عند تلك الم�ؤ�س�س��ات التي امتلكت �أ�ص��و ًل ودخ ًل مال ًّيا‬

                                         ‫كبيرين ج ًّدا وف ًقا لمعايير الم ؤ��س�سات‪.‬‬

‫�شجع الوعي لندرة الموارد المالية لهذه الم�ؤ�س�سات على �أن تنظر بعناي ٍة فائق ٍة في مدى أ�ولوياتها‬
‫ونطاقه�ا وم�ش�اركتها‪ ،‬وعل�ى أ�ن تكون �أكثر انتقائي ًة بخ�صو�صه�ا‪ ،‬و أ�دى بها كذلك إ�لى النظر في‬
‫بناء موارد أ�خرى غير ا ألموال‪ ،‬و أ�دى في بع�ض الحالات �إلى إ�نجاز هذا فع ًل؛ فعلى �س��بيل المثال‬
‫�أدت أ�حدث مراجع ٍة لم ؤ��س�سة والا�س أ�خي ًرا �إلى الإدراك ب�أ َّن �أحد مواردها الرئي�سة كان معرفتها‪.‬‬
‫وبالمث�ل يتح�دث �صندوق ن�س��وة العه�د الفيكتوري ع�ن اقترا�ض (عقول نا� ٍ��س �آخري�ن)‪ ،‬ويتبنى‬
‫�صندوق كارنيجي في المملكة المتحدة �إ�ستراتيجي ًة مماثل ًة‪ .‬وكان أ�حد الموارد غير الم�ستغل ب�صورة‬
‫�شائعة والذي (اكت�شفته) هذه الم ؤ��س�سات هو �شبكاتها‪ ،‬أ�و قدرتها على بناء الروابط الاجتماعية‬
‫بين النا���س والمنظمات وا�س��تخدامها‪ .‬وكان ُينظر إ�لى الت�أثير أ�و النفوذ المحتمل على نحو متزاي ٍد‬
‫عل�ى �أنه مور ٌد أ��سا�س�� ٌّي في القدرة على جلب الف�صائ�ل (المتنازعة في بع�ض الأحيان) إ�لى طاولة‬

                                              ‫الحوار‪ ،‬من بين أ�مو ٍر أ�خرى‪.‬‬

‫و أ�دى الوعي بالندرة الن�سبية لموارد هذه الم�ؤ�س�سات �إلى �إعادة تقويم �أدوارها‪ ،‬والقيود ونقاط‬
‫الق�وة الت�ي تنط�وي عليها‪ .‬و إ�ذ ت�درك �أ َّن مواردها المالية تكفي لتمويل عد ٍد مح�دو ٍد من المنح أ�و‬
‫العمليات فح�س��ب‪ ،‬فقد بحثت هذه الم ؤ��س�س��ات عن �سبل لتو�سيع ت أ�ثيرها وا�ستدامة برامجها من‬

                                              ‫خلال اعتماد أ��سلوب �إبداعي‪.‬‬

‫(الحي�ز) أ�و ال�س��ماح بالتغي�ير‪ :‬لي���س اعتماد أ��س��لوب �إبداعي مجرد م�س�� أ�لة دوافع �أو حوافز‬
‫طب ًعا‪ ،‬بل أ�ي ً�ضا عدم وجود عوائق �أو قيود‪ .‬وقد أ��شار عدد من الم�ؤ�س�سات المدرو�سة �إلى أ� َّن اعتماد‬
‫�أ�س��لوب إ�بداعي كان ممك ًنا من خلال وجود (الحيز) للتغيير؛ فعلى �س��بيل المثال مع �أ َّن جوزيف‬
   291   292   293   294   295   296   297   298   299   300   301