Page 295 - creativephilanthropy
P. 295

‫‪  |  294‬ا إلبداع في العمل الخيري‬

‫م�ن الوا�ض��ح أ�ن عدم الر�ضا مرتب ٌط ج ًّدا بال�ش�غف تجاه الر�س��الة وثقافة النق�د الذاتي اللذين‬
‫نوق�ش�ا أ�علاه‪ .‬فالق�ضية الرئي�س��ة لم تكن «هل كنا نقوم بهذا على نحو غير �صحيح» بقدر ما هي‬

                         ‫با ألحرى «كيف يمكننا أ�ن نقوم به ب�صورة �أف�ضل (حتى)»‪.‬‬

‫في بع�ض الحالات‪ُ ،‬ذ ِك َر أ� َّن الر�ضا عن طرائق العمل الحالية‪ ،‬وال�سعي �إلى التح�سين الم�ستمر‪،‬‬
‫كانا من ناحية نتيج ًة للعنا�صر الجديدة (�سواء أ�كانت الرئي�س التنفيذي ل�شركة‪/‬كبار الموظفين‬
‫�أم في مجل�س ا إلدارة)‪ ،‬ومن ناحية �أخرى نتيجة إ��شراك الأ�شخا�ص الذين لم يروا أ� ًّيا من الأقوال‬
‫وال�شعارات التقليدية من الم�س َّلمات‪ ،‬فعلى �سبيل المثال في م ؤ��س�سة �آني ي‪ .‬كاي�سي كان ال�سعي �إلى‬
‫التح�س�ين‪ -‬والا�س��تعداد للالتزام بوجهات النظر الجذرية‪ُ -‬يعزى جزئ ًّيا �إلى حقيقة �أن أ�ع�ضاء‬
‫المجل�س لم يكونوا خبراء برعاية ا ألطفال أ��صحاب مفاهيم را�سخ ٍة عما يجب فعله وكيف‪ .‬وبالمثل‬
‫فقد ن�سب �صندوق كارنيجي في المملكة المتحدة �سعيه �إلى الح�صول على أ�ف�ضل ال�سبل ألداء هذه‬

 ‫ا ألمور �إلى مجموع ٍة متنوع ٍة من (ال�شخ�صيات الم�ستقلة) التي ي�ستقطبها إ�لى مجل�س إ�دارته‪.‬‬

‫غير أ� َّن المثير للاهتمام ُذ ِك َر في م�ؤ�س�س��ة والا���س ب�أ َّن عدم الر�ضا عن طرائق العمل الحالية‬
‫كان نتيج ًة لا�ستقرار مجل�س الإدارة جزئ ًّيا؛ وعلى وجه التحديد ألن أ�ع�ضاء مجل�س ا إلدارة نف�سه‬
‫قد بقي على حاله ‪ 10‬أ�عوا ٍم أ�و أ�كثر‪ ،‬فا�ستطاعوا �أن يروا �أ َّن البرامج التي وافقوا ب أ�نف�سهم عليها‬
‫لم تل ِّب الحاجات تما ًما كما توقعوا منها‪ ،‬و أ� َّن أ�نواع التطبيقات ذاتها في المناطق ذاتها ا�ستمرت‬

                                                             ‫ناجح ًة‪.‬‬

‫إ�دراك البيئة المتغيرة‪ :‬مر ًة �أخرى‪ ،‬لم يكن من الوا�ضح هل كان الوعي للبيئة المتغيرة �سب ًبا �أو‬
‫نتيج ًة للمراجعات المنتظمة‪ ،‬إ�لا أ�نه من الجلي �أ َّن هذه الم ؤ��س�سات كانت متطلع ًة نحو الخارج‪ ،‬وقد‬
‫ق َّومت بانتظا ٍم كيف يمكن �أن ت�ؤثر التغييرات البيئية ا ألو�س��ع نطا ًقا �س��ل ًبا أ�و �إيجا ًبا في المجالات‬
‫التي عملت فيها الم�ؤ�س�س��ة أ�و الم�س��تفيدون منها‪ ،‬ف�لًض عن موقف وفاعلية الم ؤ��س�س��ة بذاتها‪ .‬وقد‬
‫كان عدي�د م�ن الم�ؤ�س�س��ات الت�ي ُدر�س��ت في الولايات المتحدة (على �س��بيل المثال م�ؤ�س�س��ات بيو‪،‬‬
‫ووالا���س‪ ،‬وناي�ت) م�در ًكا ل�ضرورة �أخذ �آثار تفوي��ض الحكومة وتخفي�ض��ات الميزانية بخ�صو�ص‬
‫�أن�ش�طتها و إ��س�تراتيجياتها بالح�س��بان‪ .‬ولم ي أ�خ�ذ تحلي�ل البيئ�ة المتغ�ير ِة البني�ات والعملي�ات‬
   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299   300