Page 298 - creativephilanthropy
P. 298

‫ماضملا ‪:‬ثلاثلا ءزجلا  |  ‪297‬‬

‫في بع�ض الحالات‪ ،‬ومن �ضمنها م�ؤ�س�س��تا �آني إ�ي كا�س��ي ونايت‪ ،‬اعتمدت الم�ؤ�س�س��ات �أ�سلوب‬
‫�إبداعي في تقديم المنح لتوفير الخدمات‪ ،‬ولكنها لا ترى نف�سها في المقام ا ألول م ؤ��س�سا ٍت مزودة‬
‫للخدم�ات و�صانعة للمنح‪ ،‬بل با ألح�رى على أ�نها �صناع للتغيير‪ .‬أ� َّما (ا ألعمال الخيرية) وتقديم‬
‫المنح المحلية فما هي إ�لا و�س��يلة للبقاء على ات�صال وللتطوير و�صقل وا�س��تعرا�ض الحلول‪ ،‬ولكنها‬

              ‫تعرف أ�ي ً�ضا أ�ن تمويل الم ؤ��س�سة لن يكون كاف ًيا أ�ب ًدا لتحقيق تغيي ٍر م�ستدا ٍم‪.‬‬

‫ولتحقي�ق تغي�ير م�س��تدام بت�أث�ير يتج�اوز الحا�صلين عل�ى المنح‪ ،‬تبتع�د الم ؤ��س�س��ات المعتمدة‬
‫للأ�س��لوب الإبداعية عن تقديم المنح التقليدي لم�ش�اريع التقديم‪ .‬وت�سعى �إلى الم�ساهمة والتو�صيل‬
‫لآفا ٍق جديد ٍة ب�صورة فعالة‪ ،‬حول الق�ضايا والم�شكلات‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى ت�شجيع الحوار والعمل من‬
‫قبل ا آلخرين على نح ٍو ا�ستباق ٍّي‪ ،‬فتقديم المنح لي�س �سوى بداية عملي ٍة طويلة ا ألمد عاد ًة‪ ،‬وربما‬

                                ‫يكون إ��ستراتيجي ًة واحد ًة فقط في �أدوا ٍت معقد ٍة‪.‬‬

‫وتختلف الم ؤ��س�سات في مدى قدرتها على تبني دو ٍر وا�ض ٍح لمنا�صرة ال�سيا�سات‪ ،‬لكنها ت�شترك‬
‫في الر أ�ي القائل ب أ� َّنه بالن�سبة إ�لى معظم الق�ضايا‪� ،‬سيتطلب التغيير الم�ستدام تغيي ًرا في �سيا�سات‬
‫المنظم�ات ا ألخ�رى وممار�س��اتها‪ ،‬ومن �ضمنه�ا الحكومة‪ ،‬وي�أت�ي الاختلاف في م�دى ر�ؤية هذه‬
‫الم�ؤ�س�سات لدورها محاول ًة مبا�شر ًة للت أ�ثير في �سيا�سات الحكومة‪ ،‬أ�و بالأحرى لتقديم (التنوير)‪،‬‬
‫ولتحفي�ز النقا���ش والح�وار الإبداع�ي البن�اء‪ .‬والم�ش�ترك بينه�ا هو أ�نه�ا لا تخ�ش�ى التحدث عن‬

                                       ‫ال�سيا�سة وا آلثار المترتبة على الحكومة‪.‬‬

                                                ‫الإطار ‪1-6‬‬

  ‫لق�د �أ�صب�ح القط�اع غير الربح�ي والعمل الخ�يري مطواع�ين للغاية‪ ،‬ويحت�اج نموذج‬
  ‫ال�ش�راكة (ع�اد ًة م�ع الحكوم�ة) �إل�ى إ�عادة النظ�ر فيه‪ ،‬وقد ُ�ص� ِّور العمل الخ�يري‪ ،‬رغم‬
  ‫التعبير المجازي‪ .‬كم الم�ؤ�س�سات حرة من ت أ�ثير الحكومة؟ مهما كانت الإجابة ال�صحيحة‪،‬‬
   293   294   295   296   297   298   299   300   301   302   303