Page 175 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 175
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
أو ربما طريقة لمحاولة عقابهم .وربما كان الأمر كذلك ،لكن ذلك ،يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
تحدث مع مختص حتى تحصل على رأي سديد .حتى لو صدرت عن الطفل مجرد “إيماءة بالانتحار”ولم
يفعل ما يمكن أن يقود إلى الموت ،فإنك يجب أن تتصرف .إن أفعالك تب ّين للطفل مدى اهتمامك به
وبحياته .أعمالك التي تقوم بها حيال ذلك تنقل إلى الطفل كم أنت مهتم به.
الانتحار
بينما تستمر دراسة انتشار الانتحار ،فإننا نعرف تماماً أن الأطفال الموهوبين يكتئبون وينتحرون.
ولا شك أن أي انتحار يع ّد عمل ًا مأساوياً وله عواقب ج ّدية على العائلة والأصدقاء قد تستمر مدى
الحياة .وبالرغم من أن التفكير في الانتحار لا يؤدي دائماً إلى سلوك انتحاري ،إلا أنه يجب أن يؤخذ
دائ ًما على محمل الجد ،لاس ّيما في سن المراهقة حيث يحاول الطفل الموهوب أن يكتشف هويته،
وحيث تتعارض حاجته للانجاز مع حاجته للانتماء لزملائه.
لا يستطيع كثير من الناس أن يستوعبوا فكرة أن الأطفال الموهوبين يفكرون بالانتحار .فهؤلاء
الأطفال لديهم إمكانات كثيرة ،ولديهم ما يعيشون لأجله ،فلماذا يريدون أن ينهوا حياتهم؟ لماذا
يفعلون هذا بأنفسهم؟ وبنا؟
عندما ينمو اليأس ،والعجز والاكتئاب فإن الغضب الكامن تحتها يتضخم؛ وقد يشعر الطفل أن
الانتحار هو الطريق الوحيد للخلاص -فهو حل دائم لمشكلة مؤقتة .يكون هذا القرار أحياناً اندفاع ًيا،
وأحياناً أخرى يكون مخططاً له بشكل جيد .وقد يكون موج ًها إلى الذات ليعاقب الطفل نفسه .ويكون
أحياناً أخرى موج ًها لإيقاع الأذى بأفراد العائلة أيضاً.
يقول المر ّبي “جيمس ديلايل” “ :James Delisleالمراهقون الموهوبون يغرر بهم هذه الأيام
في عالم ي ّتسم بعدم الاهتمام والتعصب ،لكن هؤلاء المراهقين الذين لديهم مشكلات ،قد يجدون،
بمساعدة الكبار والزملاء المهمين ،بدائل أقل شدة وأقل حسماً من اللجوء إلى الانتحار .49ومما لا شك
فيه أن علاقتك الصادقة ،والمنفتحة والقائمة على الاحترام والعناية بالطفل ستقطع شوطاً طويل ًا في
الوقاية من الاكتئاب الممتد والخطير .كما أن إدراكك لهذه القضايا المهمة وجهودك الحانية للتعامل
معها عندما تظهر سوف يعزز علاقاتك مع الطفل.
وبالرغم من الجهود الممتازة التي تقوم بها العائلة ،إلا أن الطفل الموهوب قد يقدم على الانتحار
أحيا ًنا .وهذا يح ّير الآباء والمعلمين الذين يقولون إنهم لم تكن لديهم أدني فكرة عن وجود مشكلة.
فالطفل يكون ماهراً أحيا ًنا في إخفاء اكتئابه حتى أن أقرب أصدقائه لا يلاحظون أي شيء .فمثل ًا ،ربما
تسأل الأم ابنتها قبل وقوع المشكلة بيوم واحد “هل أنت بخير يا عزيزتي؟” فتجيب الطفلة “بالتأكيد
يا أمي ،سأكون في البيت بعد انتهاء التدريب” .فتشعر الأم بالطمأنينة ،ثم ،عندما تنتحر الطفلة في
الليل ،يبقى الوالدان في حيرة ،كيف لم يلاحظا شيئاً عليها؟ وتترك هذه المأساة أثراً عاطفياً باقياً على
أفراد العائلة ،لكنها تكون فرصة لإعادة توطيد العلاقات بين العائلة والأصدقاء فيدعمون بعضهم بع ًضا،
ويسعون إلى من يساعدهم في التغلب على أحزانهم.
152