Page 170 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 170

‫الفصل ‪ 7‬المثالية‪ ،‬التعاسة‪ ،‬والاكتئاب‬

           ‫أنه مسئول عن الارتقاء بالإنسانية بسبب قدراته ومواهبه‪ -‬وهي مهمة تبدو شاقة ج ًدا‪.‬‬

‫عندما تطغى على الطفل مشاعر المسؤولية الشخصية عن الإنسانية‪ ،‬فإن النتيجة الحتمية هي‬
‫الحزن‪ ،‬والغضب والعجز والاكتئاب‪ .‬ولكي يتمكن هؤلاء الأطفال من البقاء‪ ،‬ويقتنعوا بحياتهم‪ ،‬فإن علينا‬

                                                          ‫أن نساعدهم على الآتي‪:‬‬

                                   ‫‪ 	.1‬أن يشعروا أن هناك من يفهم مشاعرهم بصدق‪.‬‬

                      ‫‪ .	2‬أن يشعروا أن هناك من يشاركهم مثالياتهم وأنهم ليسوا وحدهم‪.‬‬

          ‫‪ .	3‬أن يض ّموا جهودهم إلى جهود آخرين يشبهونهم بطرق يمكن أن تؤثر في العالم‪.‬‬

‫عندها فقط سيجد هؤلاء الأطفال معنى لحياتهم ولعلاقاتهم بالآخرين بحيث يعتقدون أنهم‬
‫ينتمون إلى هذا العالم‪ .‬ويمكن أن تكون العائلات والأصدقاء والمعلمون مرشدين مه ّمين لمساعدة‬

         ‫هؤلاء الأطفال على الكشف عن طرق لإيجاد معنى لحياتهم وتطوير نظرة معقولة للحياة‪.‬‬

‫لقد وجد كثير من الآباء والأمهات أن أطفالهم يتلقون مزي ًدا من الدعم ويواجهون قليل ًا من‬
‫الإحباط إذا شاركوا في أعمال تطوعية مع منظمات تكافح من أجل تحسين ظروف المجتمع‪ .‬وبما أن‬
‫غالبية الناس المعنيين بقضايا المجتمع هم من المثاليين‪ ،‬فإن الطفل الموهوب سيجد على الأرجح أنه‬

                                      ‫مرتبط بالآخرين‪ ،‬وأن لحياته معنى لأنه يساعدهم‪.‬‬

‫وعندما يعطي الطفل جزءاً من وقته لقضية اجتماعية‪ ،‬فإن إحساسه بالضبط الذاتي يزداد‪ ،‬ويجد‬
‫اتجاهاً ايجابياً وعمل ًا محدداً لينجزه‪ .‬وقد يكون العمل التطوعي مثل ًا الخدمة في مطبخ يقدم الحساء‬
‫للفقراء أو القراءة لمرضى في دار للرعاية‪ .‬إن نوع الخدمة التي يقدمها الطفل أقل أهمية من حقيقة‬

                                     ‫مساهمته مع الآخرين المهتمين بالوضع مثله تما ًما‪.‬‬

‫كما أن كثي ًرا من الراشدين الذين يمرون بأزمة في منتصف العمر يهتمون بالقضايا الوجودية‪،‬‬
‫ويطرحون أسئلة مثل‪“ :‬هل هذا كل ما في الحياة؟” و“ما معنى حياتي؟” لا شك أن الكبار يجدون‬
‫صعوبة في التعامل مع هذه القضايا‪ .‬تخيل كيف ستؤدي مثل هذه الأسئلة إلى اكتئاب شديد عندما‬
‫تكون في المقام الأول في ذهن طفل موهوب عمره ‪ 12‬سنة و ُيدعى يوم ًيا “بالمهووس” أو“الأبله” ‪.45‬‬

                        ‫الاكتئاب والغضب‬

‫هذه الأنواع الأربعة من الاكتئاب لها قاعدة مشتركة ‪ -‬كلها تتضمن شعو ًرا بالغضب‪ ،‬فالطفل إما‬
‫أن يكون غاض ًبا من نفسه أو من موقف مع ّين أو حتى من القدر‪ ،‬ولكنه غضبان في كل حال‪ .‬ويرافق‬
‫ذلك شعور بالعجز‪ ،‬لأن الطفل يشعر أنه لا يستطيع تغيير نفسه ولا تغيير الموقف الذي هو فيه‪ .‬قد‬
‫يستعمل الأطفال الذين يغضبون من أنفسهم العقاب الذاتي ليع ّوضوا عما يرونه سوء تصرف منهم‪،‬‬
‫لاس ّيما إذا كانوا قد نشئوا على القليل من النقد‪ .‬وإذا كان هؤلاء مثاليين‪ ،‬فإن حديثهم الذاتي سيؤكد‬
‫إخفاقاتهم وعيوبهم بطريقة غاضبة‪ .‬قد يعتقدون أنه يجب أن لا يكون عندهم مثل ذلك الغضب وأن‬

                               ‫‪147‬‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175