Page 171 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 171

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫مشاعرهم خاطئة‪ ،‬وربما يحاولون إنكارها والتظاهر بأنهم غير غاضبين‪ .‬وقد يلجأ بعضهم إلى عقاب‬
                                                   ‫الذات كضرب أنفسهم أو جرحها‪.‬‬

‫بعض الأطفال يشعرون بالغضب من الآخرين أو من موقف مع ّين‪ ،‬لكنهم يشعرون بالعجز عن‬
‫تعديل ما يسبب لهم ذلك الغضب‪ ،‬ويدركون أن غضبهم لا يترك أث ًرا في تغيير أي شيء‪ ،‬ويعتقدون أن‬

               ‫غضبهم لن يفهمه أحد ولن يتقبله أحد‪ ،‬أو قد يشعرون بالذنب إزاء هذا الغضب‪.‬‬

‫قد يو ّجه الغضب‪ ،‬أو الغيظ أحيا ًنا‪ ،‬الناجم عن الاكتئاب الوجودي إلى الظلم الذي تسببه الحياة‪.‬‬
‫فيشعر الراشدون والأطفال الذين يعانون من هذا الاكتئاب الوجودي أنهم يعيشون في عالم سخيف‬
‫لا معنى له‪ ،‬وأن هذا العالم لا يجب أن يكون كذلك‪ .‬ويشعر هؤلاء بالغضب لعجزهم عن إحداث أ ّي‬
‫فرق مهم في هذا العالم‪ ،‬وأنهم المهت ّمون الوحيدون‪ ،‬فالآخرون‪ ،‬على ما يبدو لهم‪ ،‬غير مكترثين لهذه‬

                                                                      ‫القضايا‪.‬‬

‫الغضب والإحباط شعوران يمر بهما كل شخص من وقت لآخر‪ .‬ومن المهم فهم العلاقة بين‬
‫الغضب والاكتئاب‪ ،‬لأن ذلك يقود إلى بعض الاستراتيجيات التي تخفف الاكتئاب‪ .‬ولقد ط ّور غالبيتنا‬
‫طرقاً مقبولة اجتماعياً للتعبير عن الغضب أو التعامل معه‪ ،‬فإذا ما و ِّجه الغضب بطريقة ملائمة‪ ،‬فإنه‬
‫يمكن أن يح ّرك الشخص للقيام بعمل ايجابي لمعالجة الموقف‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن الاكتئاب‬
‫سلبي ويق ّيد الشخص‪ ،‬لأن الشخص الذي ينكر غضبه يكون أكثر عرضة للاكتئاب الذي يلوم فيه الآخرين‪.‬‬
‫وهو أكثر احتمالاً لتكرار التفكير في لوم الذات حيال سوء الموقف‪ ،‬أو حيال عدم فاعلية الآخرين‬

                                                         ‫ومواقفهم المثيرة للرعب‪.‬‬

‫الانفعال الأ ّولي والأكثر وضوحاً للنفس وللآخرين هو الاكتئاب‪ ،‬ولكن هنالك دائماً غضب وراء‬
‫ذلك الاكتئاب‪ .‬يقول المثل القديم‪ “ :‬أينما يكون الغضب يكون تحته أذى”‪ .‬كذلك أينما وجد الاكتئاب‬

                                                              ‫يكون تحته غضب‪.‬‬

‫وبالرغم من أن الغضب مثير للنشاط‪ ،‬إلا أننا لا نعني بهذا القول أن تسمح لطفلك أن يغضب‬
‫غضباً شديداً غير مكبوح‪ .‬فنوبات الغضب لا تساعد الطفل‪ ،‬ولا يرغب الآخرون بأن يكونوا حوله عندما‬
‫تنتابه َس ْورة غضب‪ .‬وبدل ًا من ذلك يمكن بقليل من المساعدة من أحد الراشدين المهتمين أن تعليم‬
‫الطفل التخلي عن الغضب وتوجيهه بطرق معقولة تساعده على الشعور بالقوة والتأثير وليس بالعجز‪.‬‬
‫صحيح أن توجيه سلوكات الطفل عندما يكون مكتئباً أو غاض ًبا يكون صع ًّبا‪ ،‬إلا أن ذلك أمر ممكن‪،‬‬
‫لاس ّيما إذا ط ّورت معه علاقة قوية‪ .‬هناك بعض الطرق لتغيير الاكتئاب إلى غضب ملائم ومساعد للطفل‬

                                              ‫عرضت في مكان لاحق من هذا الفصل‪.‬‬

                 ‫شعور الشخص بخيبة الأمل حيال ذاته‬

‫ينشغل كثير من الناس بنوع من العقاب الذاتي عندما يخيب أملهم في أنفسهم‪ .‬والأطفال‬
‫الموهوبون مرشحون لعمل ذلك عندما يضعون معايير عالية للأداء أو يندفعون إلى تبني معتقدات‬

                               ‫‪148‬‬
   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176