Page 233 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 233
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
وأعمامهم وأخوالهم وع ّماتهم وخالاتهم .ومن ناحية أخرى يعيق قدرة العائلات الممت ّدة ،التي يمكن
أن تمنح الشعور بالاستقرار والانتماء والحماية للأطفال ،على المحافظة على علاقاتها الاجتماع ّية مع
الآخرين من بعيد.
في الأجيال الماضية ،عاشت العائلات الممت ّدة م ًعا ،وعملت في البلدة الصغيرة ذاتها ،وشاركت
في الفعال ّيات الاجتماع ّية ذاتها ،وتناولت الطعام م ًعا ،وقضت أوقات العطل م ًعا .كان الأطفال يلعبون
مع أبناء عمومتهم ،ويعرفون خالاتهم وأخوالهم وعماتهم وأعمامهم .وكان أفراد العائلة إذا ما ُتو ّفوا
ُيدفنون في المقبرة ذاتها ،وكانت كلمة عائلة تعني :الأعمام ،والع ّمات ،والأخوال والخالات ،وأولاد الع ّم،
وبنات الع ّم ،وليس الوالدين والأش ّقاء فقط .كان الناس في التج ّمعات العائل ّية يتح ّدثون عن خبراتهم
المشتركة ،بما في ذلك ك ّل ما يحدث لهذا الشخص أو ذاك ،أو كيف ح ّقق هذه الشخص أو ذاك نجا ًحا
مم ّي ًزا ،أو تعامل مع مأسا ٍة ،أو فش ٍل في حياته .وكان الأطفال يسترقون السمع إلى هذه القصص،
ويسألون والديهم عنها في أثناء العودة إلى المنزل .وهكذا ،فقد ساعدت هذه اللقاءات والأحاديث في
ترسيخ قيم العائلة وتقاليدها ،والإحساس بالانتماء إليها من جيل إلى جيل .يومها ،كان الأطفال يعرفون
موقع عائلتهم في سياق العائلة الكبرى ،أ ْي معرفة أوجه الاختلاف وأوجه الشبه بين العائلة الصغرى
والعائلة الكبرى.
ومع عبورنا إلى القرن الحادي والعشرين ،أصبح يتوافر لدينا ق ْدر كبير من الحر ّية في أسلوب
الحياة؛ حيث نمتلك حر ّية اختيار مكان سكننا ،ومكان عملنا ،ونوع العمل الذي نمارسه .لك ّننا من جهة
أخرى أصبحنا أكثر انعزال ًا عن الآخرين في أوجه عديدة ،فقد فقدنا ميزة وجود جيران وأفراد من العائلة
يعيشون قري ًبا م ّنا ،ويهت ّمون بأطفالنا ،ويشاركوننا الأعياد والمناسبات الخا ّصة الأخرى .ونحن نتر ّدد كثي ًرا
قبل أن نضرب جذو ًرا عميقة في علاقاتنا مع مجتمعنا المحل ّي الجديد؛ لأ ّننا نتو ّقع الرحيل إلى مكان
آخر في غضون سنوات قليلة .وبناء على ذلك ،فإ ّنه يصعب على أفراد العائلة الواحدة عندما تفصل
بينهم مسافات كبيرة أن يسندوا بعضهم بع ًضا لمواجهة مشكلات الحياة ،فعلى سبيل المثال ،عندما
ُين َقل أحد أفراد العائلة إلى المستشفى إثر حادث مؤسف ،فإ ّن الأفراد الآخرين لا يمكنهم ،نظ ًرا لبعد
المسافات ،الانطلاق بسياراتهم بكل بساطة؛ ليكونوا إلى جانب سرير ذلك المصاب كما كانوا يفعلون
في الماضي .وعندما تض ّطرب العلاقات داخل العائلة ،لا يتواجد أفرادها ك ّلهم ليق ّدموا رأ ًّيا ،أو يسدوا
نصيحة .صحيح أنه يمكنهم الا ّتصال هاتف ًّيا ،أو إرسال رسالة إلكترون ّية ،لك ّن الترابط الفعل ّي الما ّدي
يكون مفقو ًدا.
كان الناس قدي ًما يلجئون إلى العائلة في حالات الطوارئ ،لك ّنهم اليوم يلجئون إلى الأصدقاء ،أو
إلى المرشدين النفسيين ،كما أ ّنهم معظم الأحيان ،ينتظرون إلى أن تتفاقم المشكلة قبل أن يتح ّدثوا
مع أ ّي شخص آخر .صحيح أ ّن سهولة التن ّقل والحركة تمنح الناس قس ًطا من الحر ّية ،ولك ّنها تك ّبدهم
تكاليف باهظة من جهة أخرى.
الطلاق والزواج :لقد تزايدت حالات الطلاق وتكرار الزواج في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ ،إذ
تشير الأرقام الرسمية إلى أن نصف الزيجات تقري ًبا تنتهي بالطلاق ،وتتف ّكك على إثره العائلات ،ويترك
210