Page 234 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 234

‫الفصل ‪ 11‬تعقيدات الرعاية الأبوية الناجحة‬

‫آثا ًرا دائمة على الوالدين‪ ،‬والأطفال‪ ،‬والأصدقاء‪ ،‬وح ّتى على الأجداد وغيرهم من أفراد العائلة الممت ّدة‪.‬‬
‫ومن الممكن أن يكون الطلاق والانفصال العائل ّي أش ّد تأثي ًرا في الأطفال الموهوبين؛ وذلك بسبب‬
‫حساس ّيتهم للانفعالات‪ .‬وعلى الرغم من أ ّن ترتيبات ال ِوصاية يراد لها أن تكون منصفة‪ ،‬إل ّا أ ّنها قد تؤ ّدي‬
‫إلى صعوبات إضاف ّية‪ ،‬سواء كان الوالدان في المدينة ذاتها‪ ،‬أو في مدينة أو ولاية بعيدة‪ ،‬كما أ ّنها قد‬
‫تؤذي الحياة العائل ّية بع ّدة طرق خطيرة‪ .‬ومع أ ّن الأطفال مرنون بوجه عا ّم‪ ،‬إل ّا أ ّن التن ّقل من منزل‬
‫إلى آخر يكون أم ًرا صع ًبا؛ وذلك بسبب احتمال اختلاف الروتين والقوانين والتوقعات والتقاليد في‬

                                                                     ‫المنزلين‪.‬‬

‫يتض ّمن الطلاق معه دائ ًما حز ًنا انفعال ًّيا‪ ،‬وخيبة أمل في العائلة ك ّلها‪ .‬كما تتأ ّثر العلاقات العائل ّية‬
‫من ع ّدة أوجه‪ .‬يمكن أن يف ّضل الطفل الذك ّي‪ ،‬لاس ّيما إن كان مراه ًقا‪ ،‬الانفصال عن عائلته‪ ،‬ويف ّكر قائل ًا‪:‬‬
‫“لقد خذلتني عائلتي؛ لذا فإ ّنني سوف أحمي نفسي بالتقليل من أهم ّية هذه العائلة‪ ،‬بما في ذلك أفراد‬

                                             ‫العائلة الممت ّدة‪ ،‬والشركاء الجدد لوالد ّي”‪.‬‬

‫وعندما يصاحب الطلاق شجار بين الوالدين‪ ،‬وصراخ وأصوات مرتفعة وتصرفات حا ّدة ومخيفة‪،‬‬
‫فإ ّن أطفال الوالدين المط ّلق ْين سوف يتشككون في مدى ثقتهم بوالديهم‪ ،‬أو ح ّتى بأ ّي شخص بالغ آخر‪.‬‬
 ‫وقد يفقدون الثقة بمن سيتز ّوجون في المستقبل‪ ،‬ظ ًّنا منهم أ ّن الزواج سيكون مج ّرد مغامرة كبيرة‪.2‬‬

‫يضيف تكرار الزواج‪ ،‬والمحاولات المتتالية للطلاق‪ ،‬وضم أطفال الزوجين في العائلات الجديدة‪،‬‬
‫تح ّديات خا ّصة ‪ ،‬إذ يتع ّين على الأطفال تق ّبل الوضع‪ ،‬والشروع ببناء علاقات مع زوج الأ ّم‪ ،‬أو زوجة‬
‫الأب‪ .‬كما يتع ّين أن ُتقبل التقاليد المعمول بها في إحدى العائلتين من قبل أطفال العائلة الأخرى‪ ،‬وأن‬
‫يبدأ الأش ّقاء بتحديد موقعهم النسب ّي في العائلة والقضايا المتعلقة بالموقع والسلطة‪ .‬يع ّد التك ّيف مع‬
‫الوضع الجديد أم ًرا صع ًبا في العادة‪ ،‬وكثي ًرا ما تحتاج العائلات المختلطة الجديدة إلى مساعدة المرشد‬

                                                                      ‫النفسي‪.‬‬

‫تسارع الأحداث‪ :‬تو ّقعت وزارة العمل الأمريك ّية والمخ ّططون للمستقبل في أواخر السبعينيات من‬
‫القرن الماضي‪ ،‬أ ّن انتشار الحواسيب والأجهزة التكنولوج ّية الأخرى سيؤ ّدي إلى تقليص عدد كبير من‬
‫الوظائف‪ ،‬حيث إ ّننا لن نحتاج عند نهايات القرن لأن نعمل أكثر من أربعة أ ّيام في الأسبوع‪ .‬وقالت هذه‬
‫التوقعات أن الشركات سوف تضم مراكز لرعاية الأطفال‪ ،‬كما أننا سوف نتم ّتع بأسابيع إجازة طويلة‪،‬‬
‫وسوف يتوفر لنا وقت فراغ أطول‪ .‬ولهذا أوصى المخططون بضرورة أن نبدأ التخطيط وتطوير هوايات‬

                                                     ‫جديدة لاستغلال أوقات الفراغ‪.‬‬

‫وقد انقضى القرن العشرون‪ ،‬وبدأ القرن الحادي والعشرون‪ ،‬لكن الواقع ظ ّل مختل ًفا تما ًما عن تلك‬
‫التو ّقعات‪ ،‬حيث يعاني معظمنا من ضغوطات العمل الذي يتط ّلب الكثير من الوقت والجهد‪ ،‬ويسافر‬
‫كثير من الع ّمال من مكان عملهم وإليه م ّدة ساعة أو أكثر ذها ًبا وإيا ًبا‪ ،‬ويعملون ثماني ساعات في‬
‫اليوم‪ ،‬ويتابعون عملهم في المنزل أحيا ًنا‪ ،‬فيتع ّرض هؤلاء الع ّمال إلى ضغوطات لكسب ما يكفيهم‬
‫للعيش المريح‪ ،‬وامتلاك سيارتين ومنزل جميل‪ ،‬والتوفير من أجل التقاعد ودراسة الأبناء الجامعية‪،‬‬
‫ويلازمهم إحساس دائم بضرورة الإنتاج‪ ،‬ح ّتى في عطلة نهاية الأسبوع‪ .‬إضاف ًة إلى ذلك فإ ّن الناس‬

                               ‫‪211‬‬
   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239