Page 228 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 228
الفصل 10القيم والتقاليد والتف ّرد
إلى أهم ّية التواصل ،وبناء علاقات الثقة معهم لمساعدتهم على اجتياز سنوات المراهقة ،وبداية الرشد.
إن حفاظك على علاقات المح ّبة مع أطفالك في سنوات المراهقة ال ّتي ير ّجح فيها أ ّنهم يريدون رفض
التقاليد وتح ّديها ،سوف يم ّكنك من مساعدتهم على تعزيز شعورهم بالارتباط بالمجتمع والعائلة،
وتغذية روح الإبداع لديهم .ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، ،فقد تستطيع حتى مساعدتهم في فهم
أهم ّية التقاليد والطقوس ال ّتي من الممكن أن يش ّككوا فيها ،أو يق ّللوا من أهم ّيتها مؤ ّق ًتا ،مثل لقاءات
العائلة في أ ّيام العطل ،أو مذ ّكرات الشكر المكتوبة.
من المحتمل أ ّن يكون الأطفال الموهوبون نافذي البصيرة عند تح ّديهم القيم والمعتقدات والتقاليد،
فغال ًبا ما يلفت انتباههم نفاق الكبار وعدم ثباتهم .وقد تصبح هذه الأمور محور نقاش عندما يحاول
طفلك إقناعك بأ ّن وجهة نظره صحيحة .ستسمح علاقاتك القو ّية بطفلك بمثل هذا النقاش المتبادل
بطريقة لا يشعر فيها أ ّي من الطرفين أ ّنه مهاجم شخص ًّيا .وقد تساعدك ملاحظات طفلك على إعادة
تقويم بعض المعتقدات والتقاليد والعادات بطريقة صح ّية ،على الرغم من أ ّنها قد تكون مؤلمة أحيا ًنا.
التم ّرد يمكن أن يد ّمر العلاقات :يزيد الصراع على السلطة والنفوذ بين الآباء والأبناء من تح ّدي التقاليد.
وغال ًبا ما يختار المراهقون الموهوبون ،بحكم مقدرتهم الإبداع ّية الرائعة؛ أصدقاء مختلفين ،وغير
عاديين ،ومن المحتمل أن يتم ّردوا في البيت أو المدرسة من وقت إلى آخر ،وخا ّصة إن و ِجدت
صراعات على النفوذ في أ ّي من المكانين .فهم ،مثل ًا ،قد يصبغون شعرهم ،أو يلبسون ملابس مخجلة،
أو يعتزلون عائلاتهم أو مجتمعهم ،أو يج ّربون موا ّد وسلوكات خطرة ،أو يه ّددون بترك المدرسة ،أو
يعملون ذلك ك ّله ،ح ّتى أ ّن بعضهم قد يعلن تمرده وعصيانه .وفي بعض الأحيان ،قد يج ّرب المراهقون
والراشدون الصغار شي ًئا؛ كي يستشعروا ر ّدة الفعل .إن مثل هذه السلوكات ،رغم أنها غير تقليدية
بالمعنى الإبداعي ،تخيف الآباء وتقلقهم ،خا ّصة عندما يدركون أ ّن الطفل يؤذي مستقبله الشخص ّي أكثر
من إيذائه والد ْيه ،أو الآخرين الذين يتم ّرد عليهم .إل ّا أن من المهم أل ّا تكون ر ّدة فعل الآباء سريعة أو
عنيفة؛ لأ ّنها حينئ ٍذ ستص ّعد الصراع ،وتؤ ّدي بالطفل إلى التم ّرد بصورة أكبر .ولهذا ،يستحسن التدخل أو
أي نوع من العلاج ،خاصة إذا كانت مثل هذه السلوكات تميل إلى الجنوح.
إ ّن سنوات المراهقة هي سنوات انتهاك التقاليد :وكما قال «مارك توين»« :عندما كنت ول ًدا في الرابعة
عشرة من العمر ،كان والدي جاهل ًا ج ًّدا إلى درجة أ ّنني لا أطيق وجوده ،لك ّنني عندما أصبحت في
الحادية والعشرين ،كنت منده ًشا ،كم تع ّلم هذا العجوز في سبع سنوات!» .وخلاصة القول هي أن
ح ّتى أكثر المراهقين الموهوبين تم ّر ًدا ينضجون ،ولكن حسب برنامجهم الزمني ،لا برنامجنا نحن.
اكتشف الأدوار غير التقليد ّية للنوع الاجتماعي (الجندر) :ينتاب الآباء القلق عندما يتح ّدى الأطفال،
وأحيا ًنا يسخرون ،من الأدوار التقليد ّية للجنسين .لكن هذا السلوك من الأطفال يعكس سعة اهتمامهم
وفضولهم .يكون الأطفال الموهوبون -من الجنسين كل ْيهما -مزدوجي الاهتمامات والا ّتجاهات أكثر
من الأطفال الآخرين ،حيث تح ّب الفتيات الموهوبات «الأشياء الب ّنات ّية» التقليد ّية ،لك ّنها قد تستمتع
أي ًضا بالأشياء الصبيان ّية مثل ،كرة القدم ،أو الأنشطة الخشنة والقاسية المفتوحة .وبالطريقة نفسها،
يميل الأولاد الموهوبون إلى اهتمامات واسعة مثل ،الألعاب التخيل ّية ،أو الف ّن ،أو الطبخ ،إضافة إلى
205