Page 232 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 232
الفصل 11
تعقيدات الرعاية الأبوية الناجحة
لقد ر ّكزنا في الفصول السابقة على الأطفال ،وعلى ما يمكن أن يفعله أولياء الأمور لهم .ونتح ّول
الآن إلى الحديث عن العلاقات بين الوالدين ،وما يجب أن يقوما به؛ كي يعتنيا بنفسيهما وبالعائلة ك ّلها.
فليس سهل ًا أن تكون وال ًدا لطفل موهوب ،بل إ ّنه لأمر مرهق أحيا ًنا ،وقد أصبح هذه الأ ّيام أكثر تعقي ًدا
م ّما كان عليه في العقود السابقة.
ولا شك أن طرق رعاية الوالدين لأطفالهم حال ًيا قد اختلفت ع ّما كانت عليه منذ أ ّيام والدينا،
وأ ّيام أجدادنا من قبل .في تلك الأيام ،حيث كان من المألوف أن يأخذ الأب ابنه الصغير إلى مخزن
الحطب ،ويجلده بحزامه الجلدي .أ ّما في هذه الأيام فقد غدت أساليب رعاية الأطفال أكثر ديمقراط ّية،
وأق ّل اعتما ًدا على العقاب .كان يسمح للأطفال قدي ًما أن يتواجدوا حيث يوجد الكبار ،شريطة التزامهم
الهدوء على مبدأ أن « ُيروا ولا ُيسمعوا» ،ولك ّننا اليوم نش ّجعهم على التح ّدث إلينا ،ومشاركتنا أفكارهم
ومشاعرهم .كما اختلفت تو ّقعاتنا من أطفالنا هي الأخرى ،فقد ساعدتنا بحوث الدماغ الحديثة على أن
نفهم متى يكون الأطفال أكثر استعدا ًدا للتع ّلم ،وكيف يكون ذلك ،حيث أشارت هذه البحوث إلى قدرة
أطفالنا في بعض الميادين ،على تع ّلم أكثر م ّما ك ّنا نتو ّقع منهم.
إ ّن أساليب رعاية الأطفال تتغ ّير يو ًما بعد يوم ،حيث تكافح الأجيال الشا ّبة لتلحق بالتوصيات
التي تمخ ّضت عنها آخر البحوث ونصائح الخبراء ،ومن ث ّم تقويم المعلومات الجديدة في ض ْوء القيم
والممارسات التقليد ّية .علاو ًة على ذلك ،فقد أضعفت بعض التغ ّيرات التي حدثت في المجتمع تأثير
الوالدين ،وقل ّلت من دعم العائلات الممت ّدة ،إذ يعيش بعض أفراد العائلة الواحدة هذه الأ ّيام بعيدين
ج ًّدا عن بعضهم بع ًضا .وأصبحت التغ ّيرات التكنولوج ّية والاستهلاك ّية والاجتماع ّية من العوامل المه ّمة
التي تؤ ّثر في أطفالنا .وهذه بالطبع مج ّرد بعض الصعوبات التي تواجه رعاية الأطفال.
العوامل المؤّثرة في الرعا ّية الحديثة للأطفال
التن ّقل والحركة :تنتقل العائلة العادية في الولايات المتحدة الأمريك ّية إلى مكان جديد م ّرة واحدة على
الأق ّل ك ّل ست سنوات ،ويعزى سبب ذلك في معظم الأحيان إلى تغ ّير وظيفة أحد الوالدين .1ونتيجة
لذلك تفقد العائلة ارتباطها بمجتمعها في ك ّل م ّرة تنتقل فيها ،إلى درجة تجهل فيها أسماء جيرانها،
ويشعر الشخص أ ّنه غير معروف في مجتمعه .وهذا الحال هو العكس تما ًما على ما كان عليه الوضع
في العقود الماضية حين كانت العائلات تعيش في الح ّي نفسه م ّدة عشرين سنة على الأق ّل ،وتعتمد
على الجيران الذين تعرفهم جي ًدا وتربطها بهم علاقات حميمة .كان الناس يشعرون بالأمان؛ لأ ّن الس ّكان
كانوا يعرفون الأطفال جمي ًعا بأسمائهم .وكان الوالدان يعرفان أن ابنهم إذا أساء التص ّرف في بيت أحد
الجيران فسوف شخص في ذلك البيت بتصحيح سلوكه .يؤ ّثر هذا التن ّقل من مكان إلى آخر داخل
البلاد سلب ًّيا على الأطفال والعائلات على ح ٍّد سواء ،فهو من ناحية يق ّلل فرص رؤية الأطفال أجدادهم
209