Page 53 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 53
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
مما يؤثر بدوره في تطور التواصل وبناء العلاقات الاجتماعية .وقد أظهر استطلاع للرأي عام 2006
أن شخ ًصا واح ًدا من كل أربعة أشخاص لا يجد من يناقش معه الأمور المهمة ،كما أشار الناس من
الفئات المختلفة التي شملها الاستطلاع (مثل ًا ،العرق ،والعمر ومستوى التعليم) إلى أن لديهم عد ًدا من
الأصدقاء الحميمين أقل مما كان لدى الناس الذين شاركوا في استطلاع مماثل قبل 20عا ًما .كما كشفت
هذه الدراسة أن المو ّدة بين أفراد العائلة الواحدة أصبحت أقل من ذي قبل.3
التواصل والمشاعر مترابطان
من حسن الحظ أن عوائق الاتصال يمكن التغلب عليها ،فما الطرق ،بالإضافة إلى النمذجة أو
القدوة ،التي يمكن أن تساعد الأطفال على تعلم التواصل وبناء العلاقات الصحيحة؟ تذ ّكر أولاً ،أن
لكل صور التواصل بع ًدا انفعال ًيا .فنبرة الصوت ،وح ّدته وارتفاعه ،والوضع الجسمي ،والإيماءات تنقل
مشاعر مع ّينة .وهذه المشاعر تؤثر في كيفية استقبال طفلك ،وكيفية سماعه واستجابته لما تقول .
ولكي نوضح ذلك ،ال ُفظ الحروف الهجائية الأربعة الأولى كالمعتاد؛ ثم الفظها بطريقة توحي بالغضب،
ثم بالحزن ،وأخي ًرا بنبرة سعيدة .لاحظ الاختلاف الواضح في المعلومات الانفعالية التي تنقلها للطفل
عبر تغيير نبرة صوتك وشدته ،حتى عندما تكون الحروف (أو الكلمات) هي ذاتها .إن من السهل علينا
أن ننسى البعد الانفعالي للكلمات التي نتلفظ بها؛ لذا فإن علينا الانتباه إلى الكلمات ونبرة الصوت
والمشاعر التي ننقلها من خلال هذه الكلمات.
ثم اعرف ،ثان ًيا ،أن نقل المشاعر يكون أي ًضا من خلال السلوك .فعندما يغلق الطفل الباب بقوة،
فإننا نعلم أن لديه مشاعر غضب قوية .ونحن ،بوصفنا آباء ،نميل إلى انتقاد ذلك السلوك ونفشل في
الاستجابة لمشاعر الطفل التي و ّلدت هذا السلوك .لقد كان للبعد الانفعالي (الغضب في هذه الحالة)
دور مهم في عملية إغلاق الباب بعنف؛ ومعرفتك لذلك من البداية سوف ت ّسهل عليك التواصل مع
طفلك .ويمكنك أن تقول له« :إنني أرى أنك غضبان؛ لكنني أفضل أن تستعمل الكلمات لتخبرني بذلك
بدل ًا من إغلاق الباب بهذه الطريقة» .إن قولك هذا من شأنه أن يساعد الطفل على التحدث عما يقلقه،
إن لم يكن في هذه اللحظة فربما في المستقبل.
نحن نعلم أن الانفعالات يمكن أن تؤثر جذر ًيا في التحصيل الدراسي للطفل ،وحتى في درجات
ذكائه أو درجات الاختبارات الأخرى .4ويؤكد بعض الخبراء بقوة أن القدرات الانفعالية والاجتماعية لا
تقل أهمية عن القدرات الأكاديمية والعقلية في تحديد نجاح الشخص في حياته الراشدة .5ولسوء
الحظ ،فإن كثي ًرا من الآباء والمعلمين يقللون من أهمية الانفعالات ويع ّدونها مجرد منغصات في طريق
ما يرون أنه الهدف الأسمى – وهو تطوير القدرات الكامنة والإنجاز الأكاديمي المتميز لدى الطفل .لذا
فإنهم يميلون أحيا ًنا إلى تجاهل مشاعر أطفالهم أو تجنبها ،أو محاولة التحكم فيها ،أو حتى التقليل من
شأنها .وعندما يحدث ذلك ،فإن الرسالة التي تصل إلى الطفل تفيد أن مشاعره ليست مهمة وأنه غير
مهم أو أنه لا قيمة له .إن الرسائل من هذا النوع تؤثر بوضوح في التواصل وبناء العلاقات.
30