Page 101 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 101

‫‪ 96‬تحويل الموهبة �إلى نبوغ‪ :‬النموذج المتمايز للموهبة والنبوغ ب�صفته نظرية تط ّورية‬

‫والت�سلط‪ ،‬والمناف�سة‪ ،‬والمحاكاة‪ .‬ول�سوء الطالع‪ ،‬لا يمكن العثور‬                                                         ‫مراجعة الأدب‬
‫في أ� ّي مكان على محاولة لترتيب هذه الأبنية ح�سب قوتها‬                                                        ‫�إلمّانأ�ناها ألهماميزةالالتن بظحرايةجةواإ�للعىمل�إيةجابلةم�وساأ�ل�ةض احلة‪.‬هرومفيية‬  ‫بالرغم‬
‫اأ�لع�سطببىيةكاللًّان�سمبنيهةا‪ .‬دورعنجةدمام قن ّدام أل�هسماييةم‪،‬ونتتاورنًكاالاعنواطمبال ًعاالموتانو�ضع ًةحا‪،‬‬                                                                                       ‫العر�ضية‪،‬‬
‫ب�أن معظم هذه العوامل ت�سهم في بزوغ العظمة بالقدر نف�سه‬                                                       ‫مجال التربية وحده‪ ،‬فقد قارنت �آلاف الدرا�سات التجريبية‬
                                                                                                              ‫بين الطلاب ذوي التح�صيل العالي و أ�قلهم �أداء‪� ،‬آملين‬
                             ‫(‪.)Gangne, 1999c‬‬                                                                 ‫حل لغز �شبكة العوامل العر�ضية التي ت ؤ�دي �إلى النجاح‬
‫وبالرجوع إ�لى ال�س ؤ�ال ال�سابق‪ :‬ما ال�شيء الذي ي�صنع‬                                                         ‫ا ألكاديمي‪ .‬وقد قي�ست ع�شرات المتغيرات التي تغطي كل فئة‬
‫الفرق؟‪ ،‬يورد م�ؤ ّلف هذا الف�صل الفقرات التالية للإجابة عن‬                                                    ‫ارلئيط�اسلةع‪،‬وففرقدعيتة�فضمينالتناملودذراج�اسلامتتمااليفزرلدليمةوعهبد ًةداواقللنيبلوًاغ‪.‬ج ًودلا�سموءن‬
‫هذا ال�س ؤ�ال‪ ،‬التي يدافع من خلالها عن الهرمية المقترحة‪،‬‬                                                      ‫المتغيرات الم�ستقلة‪ ،‬التي قد لا تكفي حتى لتقديم �شبه إ�جابة‬
                                                                                                                       ‫لهذه الم�س أ�لة‪.‬‬
         ‫ولكن باخت�صار؛ ب�سبب محددات الحيز المتاح‪.‬‬
                                                                                                              ‫وربما ت�شير نظرة ما وراء تحليلية لعينة كبيرة من الدرا�سات‬
 ‫نموذج �سي جايب‪ ،‬و�أول ّية ال�صدفة �أو الحظ‬                                                                   ‫التجريبية إ�لى الاتجاه ال�صحيح‪ .‬وقد فعل والبيرج ورفاقه‪.‬‬
                                                                                                              ‫ذلك تما ًما‪ ،‬حيث جمعوا نحو (‪ )3000‬درا�سة عن العوامل‬
‫يمكن تلخي�ص وجهة نظري الحالية في الا�سم المخت�صر‬                                                              ‫الم ؤ�ثرة في التح�صيل ا ألكاديمي (‪ ،)Walberg, 1984‬وتمكنوا‬
‫(‪ ،)C.GIPE‬و ُيلفظ (�سي جايب)‪ .‬وبا�ستعمال حرف واحد‬                                                             ‫من تحديد ت�سع مجموعات بارزة من العوامل‪ ،‬التي نظموها‬
‫لكل مك ّون م أ�خوذ باتجاه عقارب ال�ساعة من أ��سفل ي�سار‬                                                       ‫تحت ثلاثة عناوين رئي�سة‪ ،‬هي‪ :‬الا�ستعداد (القدرة‪ ،‬التطور‪،‬‬
‫ال�شكل (‪ُ ،)5:1‬يظهر الاخت�صار الترتيب المتناق�ص ل ألثر‬                                                        ‫الدافعية)‪ ،‬والتدري�س (الكمية‪ ،‬النوعية)‪ ،‬والبيئة (البيت‪،‬‬
‫العر�ضي‪ :‬من ال�صدفة في قمة الهرم �إلى المحفزات البيئية‬                                                        ‫غرفة ال�صف‪ ،‬ا ألقران‪ ،‬التلفاز)‪ .‬وفيما يتعلق بحجم الأثر‪،‬‬
‫في ا أل�سفل‪ .‬وال�س�ؤال الذي يتبادر إ�لى الذهن الآن‪ ،‬هو‪ :‬لماذا‬                                                 ‫ت أ�تي القدرة (معامل الذكاء) في مقدمة العوامل الأخرى‬
                                                                                                              ‫بمتو�سط ارتباط قيمته (‪ ). ,70‬بالتح�صيل ا ألكاديمي‪ .‬وفي‬
              ‫تعطى ال�صدفة مثل هذا الدور المهيمن؟‬                                                             ‫اأ�لثمرقياببللغ‪(،‬ف‪.‬إ�‪,‬ن‪ 1‬أ�ف)�اضنلحالرامتنفبئماعيتار�ضيمتنقفرئي ًبةاا‪،‬لتودهروي�يسكاتتفمئتعاربتبحاجًطام‬
‫تكمن ا إلجابة في رميتي النرد الحا�سمتين اللتين اقترحهما‬                                                       ‫قيمته (‪ ). ,45‬تقري ًبا (‪� .)Cohen, 1969‬أ ّما أ�ف�ضل المتنبئات‬
‫�أتكن�سون (‪ ،)Atkinson‬وهما‪ :‬الجينات‪ ،‬والوالدان‪ .‬وهنا‬                                                          ‫في فئة البيئة‪ ،‬فتتمتع بمتو�سط حجم أ�ثر يبلغ قرابة (‪). ,70‬‬
‫تجدر ا إل�شارة �إلى �أن التمو�ضع الجين ي �‪(genitic endown‬‬                                                     ‫انحراف معياري؛ أ�ي ما يكافئ ارتبا ًطا قدره (‪ .). ,33‬ولم‬
‫)‪ ment‬لا ي ؤ�ثر فقط في مكون الموهبة (‪ ،)G‬بل يتعداه �إلى‬                                                       ‫بين هذه‬  ‫ايلذعكوارمولا‪.‬لبويبردجل ًاتلمكنالذهلركم‪،‬يةفاقلدتف�أ��سشيارري إ�ةلاىلو�أان�ضالحعةواممنل‬
‫مكون المحفزات ال�شخ�صية (‪ ،)IC‬الذي ُتم ّثله الأ�سهم في‬                                                        ‫الخم�سة‬
‫ال�شكل (‪ .)5:1‬وهناك حقيقتان أ�خريان ترتبطان بالتمو�ضع‬                                                         ‫ا أل�سا�سية الأولى‪ ،‬يمكن أ�ن ت�ستبدل‪ ،‬أ�و تعو�ض بع�ضها بع ً�ضا في‬
‫الجيني‪ ،‬وتلعبان دو ًرا بار ًزا في عامل الحظ �أو ال�صدفة؛ ت�شير‬                                                ‫تناق�ص معدلات العائد‪ .‬وعليه‪ ،‬فلا يوجد عامل يمكن �أن يطغى‬
‫أ�ولاهما إ�لى تنامي أ�همية النمط الجيني (‪ )genotype‬ب�صفته‬                                                     ‫على العوامل ا ألخرى‪ ،‬ويبدو أ�نها جمي ًعا مهمة (�ص ‪.)22‬‬
‫مقر ًرا للفروق الفردية بين الب�شر خلال العقدين الما�ضيين‪.‬‬
‫�أ ّما الحقيقة ا ألخرى‪ ،‬فت�شير �إلى أ�ن الت أ�ثير المبا�شر لل�صدفة‬                                            ‫وبالمثل‪ ،‬فقد تبنى �سايمنتون ( ‪ )Simonton, 1994‬منظو ًرا‬
‫في العاملين التاليين للهرمية المقترحة‪ ،‬وهما‪ :‬الموهبة‪،‬‬                                                         ‫واقع ًيا �أي ً�ضا‪ ،‬عندما تفح�ص حياة رموز تاريخية كبيرة‪،‬‬
                                                                                                              ‫وحاول ا�ستخلا�ص الخ�صائ�ص التي قد ُتف�ّسر الأ�سباب والآلية‬
                          ‫والمحفزات ال�شخ�صية‪.‬‬                                                                ‫التي مكنت هذه الرموز من بلوغ المكانة التي و�صلت �إليها في‬
                                                                                                              ‫المجالات المختلفة‪ ،‬بما في ذلك‪ :‬العلوم‪ ،‬والفنون‪ ،‬وال�سيا�سة‪.‬‬
                ‫الدور الرئي�س للموهبة‬                                                                         ‫وقد در�س وراجع مجموعة وا�سعة من الأبنية النف�سية المتنوعة‪،‬‬
                                                                                                              ‫«التي ُت�سهم في �صنع العبقرية للجن�س الب�شري»‪ ،‬كما هو الحال‬
‫ت�ستند وجهة نظر الم ؤ� ّلف‪ ،‬ب�إعطاء الموهبة الرتبة الثانية‪،‬‬                                                   ‫بالن�سبة �إلى التمو�ضع الجيني‪ ،‬وجداول التعزيز‪ ،‬والدافعية‪،‬‬
‫�إلى بيانات مجالين في الموهبة‪ ،‬هما‪ :‬القدرات المعرفية‪،‬‬                                                         ‫وترتيب الولادة‪ ،‬و�صدمات الطفولة‪ ،‬والعمر‪ ،‬والذكاء‪،‬‬
‫والقدرات الج�سمية‪ ،‬حيث �أظهرت البحوث في الحالة ا ألولى‬                                                        ‫والمخاطرة‪ ،‬وتحقيق الذات‪ ،‬والاكتئاب‪ ،‬والتع ّلم الاجتماعي‪،‬‬
‫أ�ن معدل الذكاء‪ ،‬حتى ا آلن‪ ،‬هو �أف�ضل متنبئ بالتح�صيل‬
‫ا ألكاديمي (‪ .)Jensen, 1980, 1998‬وفي ال�صفوف المدر�سية‪،‬‬
‫تتراوح معظم الارتباطات بين معدلات الذكاء والاختبارات‬
‫المقننة بين ‪ .0.70 - 0.60‬وحتى في المدار�س الثانوية‪ ،‬يبقى‬
‫الارتباط عادة حول ‪ ،0.50‬في حين تنخف�ض الارتباطات �إلى‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106