Page 100 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 100

‫المرجع في تربية الموهوبين ‪95‬‬                                    ‫المهارات على درجة كبيرة من ا ألهمية‪ ،‬حتى في الحالات‬
                                                                ‫التي يتمتع فيها ا ألفراد بقدرات طبيعية عالية ج ًدا‪ ،‬وتبدو‬
‫مكان أ�قرب إ�لى المعهد المو�سيقي؛ لزيادة فر�ص التوا�صل مع‬       ‫�إنجازاتهم الأولى عفوية‪ ،‬ولا تحتاج إ�لى بذل جهد‪ .‬ويلاحظ‬
‫مدر�س المو�سيقى‪ ،‬ف�ضل ًا عن ت أ�ثير تغيير �سيا�سات المدر�سة‬     ‫في بع�ض ا ألحيان‪� ،‬أن الت�أثيرات البيئية لا تعمل في عملية‬
‫في حجم الواجبات البيتية التي ُيك ّلف بها الطلاب‪ .‬وبعك�س‬         ‫التع ّلم مبا�شرة‪ ،‬بل تعمل من خلال المحفزات ال�شخ�صية‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬ف إ�ن �ضعف عملية التع ّلم‪/‬الممار�سة‪ ،‬التي قد تظهر‬          ‫فعلى �سبيل المثال‪ ،‬عندما يحاول الآباء �أو المعلمون زيادة‬
‫في ا ألداء غير ال ُمر�ضي للطالب �إزاء واجباته البيتية‪ ،‬يمكن‬     ‫اداألفكعايدةي امليطل–ا‪،‬بف�إليندترد�سخلواه�أمكث�سري ؤ�‪-‬ثورمفنيثمّمكيو�ؤنماللتتع ّلحم�س‪/‬يالنم أ�مداارئ�هسمة‬
‫�أن ي ؤ�دي �إلى اهتمام الوالدين والمعلمين (محفزات بيئية)‪،‬‬       ‫عن طريق تعديل مكون المحفز ال�شخ�صي‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فعندما‬
                                                                ‫ُي�شرف المدربون الريا�ضيون على تطوير قدراتهم الب�صرية‬
                 ‫وحر�صهم على تقديم �إ�شراف �أوثق‪.‬‬               ‫(‪ ،)Orlick, 1986‬ف إ�نهم يحاولون تح�سين مكون ُمح ّدد في‬
                                                                ‫اولتمعنحيفزاعمتلياةل�شالتخع ّل�صمي‪/‬ةا‪،‬ل ُيممحا�ّرس�نسةب‪،‬دوالرتهيفا ُتععل ّيدة�أكعثملريةفاالعتليدةريفب‪.‬ي‬
              ‫النبوغ ب�صفته ق�ضية ب أ�ثر رجعي‬                   ‫العادة‪� ،‬أدا ًء أ�ف�ضل ي ؤ�دي �إلى زيادة في م�ستوى النبوغ‪ .‬وكما‬
‫ُيع ّد النبوغ – في العادة‪ -‬متغي ًرا تاب ًعا في كثير من‬          ‫�سنلاحظ لاح ًقا‪ ،‬ف إ�ن الدور العادي لعملية التع ّلم ب�صفتها‬
‫الدرا�سات التجريبية المكر�سة للتنب ؤ� با ألداء المتميز‪ .‬لكنه‪،‬‬   ‫و�سي ًطا تعني ‪ -‬ب�صورة تلقائية‪ -‬المزيد من ا ألهمية العار�ضة‪.‬‬
‫على �سبيل المثال‪ ،‬قد ي�صبح متغي ًرا م�ستقل ًا‪ ،‬عندما يدخل‬
‫النبوغ في حلقة التغذية الراجعة‪ ،‬وي ؤ�ثر فيمن يقومون بالأداء‬     ‫التفاعلات ثنائية الاتجاهات‬
‫و‪�/‬أو ا أل�شخا�ص الم ؤ�ثرين في بيئاتهم‪ .‬ولا �شك في أ�ن النجاح‬   ‫يمكن �أن تكون التفاعلات معقدة ج ًدا‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬ف�إن‬
‫المبكر للطلاب ال�صغار‪ ،‬والفنانين �أو الريا�ضيين ال�شباب‪،‬‬        ‫هناك �أدلة تجريبية لدعم التفاعلات العر�ضية بين أ� ّي زوجين‬
‫يعمل على رفع م�ستوى دافعيتهم لموا�صلة التدريب وتكثيفه‪.‬‬          ‫من المكونات الخم�سة‪ ،‬وفي كلا الاتجاهين في كل حالة‪ .‬وقد‬
‫وبالمثل‪ ،‬ف�إن الوالدين �سيكونان أ�كثر دافعية لتقديم مزيد من‬     ‫ذكرنا �ساب ًقا أ�مثلة على ت أ�ثير المحفزات البيئية في المحفزات‬
‫الدعم له�ؤلاء ا ألفراد‪ .‬كما أ�ن المدربين �سي�شعرون برغبة �أكبر‬  ‫ال�شخ�صية‪ ،‬كما أ�ن العك�س �شائع أ�ي ً�ضا‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪،‬‬
‫ل إل�شراف على الريا�ضيين ال�شباب‪ ،‬الذين ُتظهر م�ستويات‬          ‫�أ�أبنماواءل ًاهمل�يشبرادءونتلا�سهكتومابًمابم�ش�سدتيو ًدىا‬  ‫بع�ض الآباء أ�ن‬  ‫إ�ذا لاحظ‬
‫أ�دائهم الفائقة في �سن مبكرة تفو ًقا واع ًدا في الم�ستقبل‪.‬‬                                                                  ‫فقد يخ ّ�ص�صون‬   ‫بالف�ضاء‪،‬‬
‫وحتى �أولئك الذين يتولون رعاية ه ؤ�لاء النابغين‪ ،‬ف إ�نهم‬        ‫عا ٍل من الجودة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف�إن القلق العالي الذي يعانيه‬
‫ي�صبحون أ�كثر كر ًما‪ ،‬ويغدقون عليهم مزي ًدا من ا ألموال؛‬        ‫مو�سيقي مبتدئ قبل البدء بتقديم و�صلته المو�سيقية أ�مام‬
                                                                ‫الجمهور‪ ،‬قد ي�شجع معلم المو�سيقى على تقديم تدريبات على‬
          ‫تج�سي ًدا للقول الدارج‪ « :‬النجاح ُيو ّلد النجاح»‪.‬‬     ‫الا�سترخاء قبل البدء با ألداء‪ .‬و ُيع ّد الأثر ا إليجابي أ�و ال�سلبي‬
‫وباخت�صار‪ ،‬لا يمكن لأ ّي مكون �أن ي�صمد وحده أ�ب ًدا؛ إ�ذ‬       ‫في مفهوم الذات للفرد الموهوب أ�و المتفوق حالة نموذجية‬
‫تتفاعل المكونات كافة مع بع�ضها بع ً�ضا‪ ،‬ومع عملية التع ّلم‬      ‫للتفاعل بين الموهبة والمحفزات ال�شخ�صية‪ .‬وعلى العك�س‬
‫بطرائق معقدة‪ .‬ولا �شك في �أن هذه التفاعلات �ستختلف من‬           ‫من ذلك‪ ،‬يمكن أ�ن ت�ؤثر المحفزات ال�شخ�صية في تطور‬
‫�شخ�ص إ�لى �آخر اختلا ًفا كامل ًا‪ ،‬و أ�ن النبوغ الفردي ينبثق‬    ‫القدرات الطبيعية‪ .‬ويعمل ا ألفراد الذين تتدنى دافعيتهم‬
‫من التفاعلات الفريدة والمعقدة بين المجموعات الخم�س‬              ‫حيال الاهتمام ب�صحتهم‪ ،‬على تجنب ممار�سة الأن�شطة‬
                                                                ‫البدنية‪ .‬وبمقارنة ه ؤ�لاء الأفراد بغيرهم م ّمن يجرون تدريبات‬
                             ‫للم�ؤثرات العر�ضية‪.‬‬                ‫ريا�ضية‪ ،‬ف�إن لياقتهم البدنية �سوف تتراجع ‪ -‬دون �شك‪ -‬مع‬
                ‫ما ال�شيء الذي يحدث فر ًقا؟‬                     ‫مرور ال�سنوات‪ .‬وكمثال �أخير‪ ،‬ف إ�نه ي�سهل ت�صور العلاقة‬
‫بالرغم من �أن جميع المكونات العر�ضية الخم�سة ن�شطة‪،‬‬             ‫العر�ضية بين المحفزات البيئية من جهة‪ ،‬والتع ّلم‪/‬الممار�سة‬
‫إ�ل ّا أ�ن هذا لا يعني �أنها تملك القوة نف�سها كمتغيرات لظهور‬   ‫من جهة �أخرى؛ إ�ذ قد ت�ؤثر خطة جديدة للتدريب في ا ألن�شطة‬
‫النبوغ؛ إ�ذ يم ّر كل �شخ�ص متفوق عبر م�سارات فريدة نحو‬          ‫التي ُتمار�س يوم ًيا‪ ،‬وكذلك انتقال ا أل�سرة إ�لى ال�سكن في‬
‫التميز‪ .‬ولكن‪ ،‬ماذا عن المتو�سطات؟ هل ُتع ّد بع�ض المكونات‬
         ‫عمو ًما �أكثر قوة في الت أ�ثير على الأداء المتميز؟‬
‫في الواقع‪ ،‬ف إ�ن مثل هذه الأ�سئلة مهمة بالن�سبة �إلى‬
   ‫المهتمين في البحث عن الأفراد الموهوبين وتطويرهم‪.‬‬
   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105