Page 124 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 124

‫المرجع في تربية الموهوبين ‪119‬‬

  ‫دمج الموهبة التحليلية والتركيبية والعملية‬                                                   ‫ال�سوق بطرائق تختلف ع ّما يراها ا آلخرون‪ ،‬الذين يقومون‬
                                                                                              ‫بتحليل ال�سوق‪ .‬وعلى نحو م�شابه‪ ،‬ف�إن الأ�شخا�ص الذين‬
‫لا يملك ا أل�شخا�ص ‪ -‬بطبيعة الحال‪ -‬واحدة من هذه‬                                               ‫ينجحون في ا ألعمال التجارية‪ ،‬هم الذين يكت�شفون الحاجة‬
‫المواهب المختلفة فقط‪ ،‬لكنهم يمتلكون مزي ًجا من هذه‬                                            ‫إ�لى منتج جديد‪ ،‬أ�و خدمات جديدة‪� ،‬أو يكت�شفون طريقة‬
‫المواهب الثلاث‪ .‬وعلاوة على ذلك‪ ،‬ف�إن هذا المزيج قد‬                                            ‫مغايرة في تقديمها‪ .‬وعلى �أية حال‪ ،‬ف�إن الموهبة التركيبية‬
‫يتغير بمرور الوقت؛ لأن الذكاء يمكن �أن يتطور باتجاهات‬                                         ‫ُتع ّد مهمة للنجاح في هذا العالم‪� ،‬إل ّا أ�نه ي�صعب قيا�سها بما‬

                                     ‫متعددة‪.‬‬                                                                 ‫يتوافر من اختبارات في الوقت الراهن‪.‬‬
                                                                                              ‫وعادة ما أ��سوق تلميذتي في مرحلة البكالوريو�س باربارا‬
‫إ�ن الأ�شخا�ص الذين يمتلكون موهبة واحدة ا�ستثنائية من‬                                         ‫(‪ )Barbara‬مثال ًا على الموهبة التركيبية‪ ،‬حيث �إنها لم تفلح‬
‫هذه المواهب الثلاث‪ ،‬دون أ�ن يكون لديهم ‪-‬على ا ألقل‪-‬‬                                           ‫في الاختبارات قط‪ ،‬بالرغم من ح�صولها على تو�صية من‬
‫بع�ض المهارة في المواهب الأخرى؛ يفتقرون �إلى القدرة على‬                                       ‫جامعة ييل(‪ )Yale‬ب أ�نها طالبة تتمتع بب�صيرة ومهارات �إبداع‬
‫إ�قناع ا آلخرين بقيمة هذه المواهب‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬ف إ�ن‬                                   ‫غير عادية‪ .‬وعلى الرغم من تدني علاماتها في الاختبارات‪،‬‬
‫ال�شخ�ص الذي يتمتع بقدرة إ�بداعية عالية‪ ،‬لكنه عاجز عن‬                                         ‫إ�ل ّا أ�نها أ�ثبتت تمتعها ب إ�بداع متميز في تقديم أ�فكار لأبحاث‬
‫إ�ظهارها عمل ًيا‪ ،‬وعن �إقناع الآخرين بقيمة أ�فكاره؛ قد ي�صاب‬                                  ‫جديدة‪ .‬ومع �أنها قد لا تتمتع بالقدرة نف�سها التي تتمتع بها‬
‫با إلحباط‪ .‬لذا‪ ،‬ف�إن جز ًءا مه ًما من الموهبة يكمن في القدرة‬                                  ‫�ألي�س في تحليل الم�شكلات‪ ،‬إ�ل ّا �أنها كانت �أف�ضل منها في‬
‫على تن�سيق هذه القدرات الثلاث‪ ،‬ومعرفة متى ُت�ستعمل كل‬
                                                                                                           ‫توليد �أفكار جديدة من �إبداعها وابتكارها‪.‬‬
                                  ‫واحدة منها‪.‬‬
                                                                                                  ‫الموهبة العملية ‪Practical Giftedness‬‬
‫وعليه‪،‬ف�إنالموهبةتتمثلفيالقدرةعلى إ�يجادالتوازنالجيد‬
‫ال–ق�أدحرياا ًنات‪-‬البثأ�لناهيثد‪.‬يركاملاعيقملكبننطريياقلإة�ذشااتريةة�إلجيىداةل‪�.‬شخ�ص‬  ‫بين هذه‬  ‫يتمثل النوع الثالث من الموهبة العقلية في الموهبة‬
                                                                                     ‫الموهوب‬  ‫العملية‪ ،‬التي ت�شمل تطبيق �أ ّي من القدرات التحليلية أ�و‬
                                                                                              ‫التركيبية التي قد يمتلكها المرء في المواقف العملية اليومية‪،‬‬
        ‫المكونات الداخلية للموهبة العقلية‬                                                     ‫حيث ي�ستطيع ال�شخ�ص الذي يمتلك موهبة عملية اقتحام‬
                                                                                              ‫�أي موقف‪ ،‬وتخمين ما يحتاج إ�ليه هذا الموقف؛ كي يحقق‬
‫ُتع ّد المواهب العقلية الثلاث‪ ،‬التي أ�و�ضحناها �ساب ًقا‪،‬‬                                      ‫النجاح فيه‪ ،‬ومن ثم القيام به‪ .‬ويمتلك العديد من ا أل�شخا�ص‬
‫بمثابة فئات عامة للتفوق‪ .‬ولكي ُتفهم الموهبة على نحو‬                                           ‫قدرات تحليلية أ�و تركيبية قوية‪� ،‬إل ّا �أنهم لا ي�ستطيعون تطبيق‬
‫�أو�سع‪ ،‬على المرء فهم موا�ضع معالجة المعلومات التي ُت�سهم‬                                     ‫هذه القدرات لدى مناق�شة العلاقات الناجحة مع الآخرين‪،‬‬
                                                                                              ‫�أو التقدم في مجال عملهم ومهنتهم‪ ،‬عل ًما �أن ال�شخ�ص ذي‬
                 ‫في بيان هذه ا أل�صناف من الموهبة‪.‬‬                                            ‫الموهبة العملية هو الأقدر على ا�ستعمال مثل هذه القدرات‪.‬‬
                                                                                              ‫وعادة ما أ��سوق تلميذتي في مرحلة البكالوريو�س �سيليا‬
                               ‫مكونات الذكاء‬                                                  ‫(‪ )Celia‬مثال ًا على الموهبة التركيبية‪ ،‬حيث كانت تفتقر إ�لى‬
                                                                                              ‫القدرة التحليلية التي تمتلكها أ�لي�س‪ ،‬و�إلى القدرة التركيبية‬
‫ما وراء المكونات‪ .‬ت�شير النظرية الثلاثية ال�سابقة للذكاء‬                                      ‫التي تمتلكها باربارا‪ ،‬إ�ل ّا أ�نها كانت ناجحة في تخمين ما‬
‫إ�لى العمليات التنفيذية التي ُت�ستعمل للتخطيط‪ ،‬والمراقبة‪،‬‬                                     ‫تحتاج إ�لى عمله من �أجل النجاح في بيئة أ�كاديمية؛ إ�ذ كانت‬
‫وتقويم حل الم�شكلات‪ ،‬واتخاذ القرارات الخا�صة بما وراء‬                                         ‫تعرف جي ًدا أ�نواع البحوث القيمة‪ ،‬و�آلية �إدخال المقالات في‬
‫المكونات (‪ .)meta-components‬و ُتع ّد ما وراء المكونات‬                                         ‫ال�صحف‪ ،‬وكيفية �إثارة انتباه ا آلخرين في مقابلات الوظائف‪،‬‬
‫واتخاذ القرارات‪ .‬وعادة ما‬   ‫�أ�أُ��سشاي�رس�اشلنخج�اص ًيحافإ�ليىحثلماالنيمة�شمكنلهاا‪،‬ت‬         ‫وما �شابه ذلك‪ .‬ورغم �أنها لا تفتقر إ�لى المهارات التي تمتلكها‬
‫رغم أ�ن القائمة قد لا تكون‬                                                           ‫�شاملة‪:‬‬  ‫كل من أ�لي�س وباربارا‪� ،‬إل ّا �أ ّنها ت�ستطيع تحويل ما تملكه من‬

‫‪ -1‬إ�دراك الم�شكلة‪ :‬لا يمكن للمرء �أن يحل م�شكلة لا يعلم‬                                               ‫مهارات �إلى الاتجاه الذي تريده ب�صورة عملية‪.‬‬

‫عنها �شي ًئا‪ .‬فبع�ض النا�س يملكون القدرة على حل الم�شكلات‬
‫ب�سبب �سرعة إ�دراكهم الم�شكلة حين وقوعها‪ ،‬أ�و امتلاكهم‬
   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128   129