Page 126 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 126

‫المرجع في تربية الموهوبين ‪121‬‬                                    ‫‪ -8‬تقويم الحل‪ :‬ينبغي للمرء ‪ -‬بعد أ�ن يتو�صل �إلى‬
                                                                 ‫حل الم�شكلة‪ -‬تقويم نوعية الحل‪ ،‬ومدى ملاءمته لطبيعة‬
‫�إن ا أل�شخا�ص الذين يجيدون ترميز الم�شكلات‪ ،‬هم أ�ولئك‬           ‫الم�شكلة‪ .‬ويلاحظ أ�ن الطلاب يرتكبون في م�ستويات‬
‫الذين يمتلكون أ��س�ًسا معرفية كبيرة‪ ،‬وقدرة على ر ؤ�ية ما‬         ‫درا�ستهم المختلفة أ�خطاء ع ّدة في أ�ثناء عملهم؛ لأن حلولهم‬
‫تكتنفه الم�شكلة ب�صورة �أكبر من المبتدئين‪ ،‬مع �أن الخبراء‬        ‫تكون غير مقبولة �أو منطقية؛ �إذ �إنهم لا يحفلون كثي ًرا‬
‫في الترميز لا يقومون بترميز الم�شكلة ب�صورة �أ�سرع من‬            ‫ب أ�عمالهم‪ ،‬وبمدى �صحتها وواقعيتها‪ .‬فنحن‪� ،‬إذن‪ ،‬بحاجة‬
‫المبتدئين دائ ًما؛ �إذ ترى بع�ض �أبحاثنا �أن ه ؤ�لاء الخبراء قد‬  ‫�إلى تقويم حلولنا ا�ستنا ًدا �إلى القيود ا أل�صلية المفرو�ضة على‬
‫يكونون بطيئين في ترميز الم�شكلة؛ وذلك ب�سبب معرفتهم‬              ‫الم�شكلة‪ .‬ولكن‪ ،‬لي�س �شر ًطا أ�ن يكون الأ�شخا�ص المتميزون‬
‫الكبيرة بحيثيات الم�شكلة من جهة‪ ،‬و إ��سهام الترميز القوي‬         ‫في ما وراء هذه المكونات متميزين في غيرها �أي ً�ضا‪ .‬وعلى‬
                                                                 ‫�أية حال‪ ،‬ف إ�نهم يدركون متى لا يكون الحل غير منا�سب‪،‬‬
          ‫في عملية الحل لاح ًقا من جهة �أخرى		‬                   ‫ويجتهدون لإيجاد الحل الذي يتلاءم مع قيود الم�شكلة‪.‬‬
   ‫(‪.)Sternberg & Refkin, 1979; S.Sternberg, 1969‬‬                ‫وتجدر ا إل�شارة �إلى �أن ما وراء المكونات تتفاعل فيما بينها‪،‬‬
‫‪ -2‬الا�ستنتاج‪ :‬يتمثل الا�ستنتاج في ر�ؤية العلاقة بين‬             ‫وبح�سب خبرتي‪ ،‬ف إ�نه يتعذر قيا�س �أ ّي منها بمفردها؛ �إذ إ�ن‬
                                                                 ‫�أ ّي واجب يتطلب �إحدى هذه الكونات‪ ،‬يحتم وجود غيرها‪ .‬لقد‬
     ‫�شرطين أ�و �شيئين‪ .‬وهو ي�ستخدم في واجبات متنوعة‪.‬‬            ‫حققنا بع�ض النجاح في قيا�س ما وراء المكونات (‪Sternberg,‬‬
‫�إن الأ�شخا�ص المتميزين في الا�ستنتاح عادة ما يكونون‬             ‫‪ ،)1985‬لكنني �أ�شك في �أن �أ ًّيا من مقايي�سنا أ�و مقايي�س أ� ّي‬
‫بارعين في المقارنة والمقابلة؛ �إذ إ�نهم يكت�شفون العلاقات‬        ‫�شخ�ص آ�خر‪ ،‬هي مقايي�س خال�صة تما ًما‪ .‬ويمكن القول �إن‬
‫بين الأ�شياء المختلفة ب�سهولة‪ .‬وتعتمد الا�ستنتاجات على مدى‬       ‫مركز الموهبة لا يتمثل في براعة ال�شخ�ص بتنفيذ كل من ما‬
‫ترميز الأ�شياء المتعلقة ببع�ضها بع ً�ضا ب�صورة جيدة‪ .‬فقد لا‬      ‫وراء المكونات كافة‪ ،‬بل في مدى براعته بدمجها في بع�ضها‬
‫يكون بمقدور المرء ا�ستنتاج العلاقة بين �شيئين إ�ذا تعذر عليه‬
                                                                              ‫بع ً�ضا‪ ،‬وا�ستعمالها بطريقة متكاملة جي ًدا‪.‬‬
  ‫معرفة الرموز ذات ال�صلة‪ ،‬التي تتطلبها عملية الا�ستنتاج‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد العلاقات‪ :‬ت�ستعمل هذه العملية لتقرير‬                                             ‫مكونات ا ألداء‬
‫العلاقات فيما بينها‪ .‬وت�شكل هذه العملية الأ�سا�س للا�ستنتاج‬
‫التناظري‪ .‬وقد تبين لنا أ�ن هذه العملية تظهر مت�أخرة مقارنة‬       ‫تمثل مكونات الأداء الطريقة التي ت�ستخدم في حل‬
‫بغيرها من مكونات الأداء؛ ربما ب�سبب �أنها ت أ�تي في المرتبة‬      ‫الم�شكلة‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إن ما وراء المكونات تقرر ما ينبغي فعله‪،‬‬
‫الثانية في ترتيب العلاقات (‪.)Sternberg & Rrefkin, 1979‬‬           ‫في حين تقوم مكونات الأداء بفعل ذلك‪ .‬ومن الملاحظ‬
‫كما يمكن تر�سيم العلاقات ذات الترتيب العالي أ�ي ً�ضا‪ .‬وقد‬        ‫�أن عدد مكونات الأداء كبير إ�لى حد ما‪ ،‬حيث إ�ن مكونات‬
‫أ�ظهر العمل مع المراهقين أ�ن اكت�ساب مهارة التر�سيم‬              ‫الأداء المختلفة ت�ستخدم في حل الم�شكلات المختلفة‪ .‬ومع‬
‫للعلاقات العليا‪ ،‬ت�ستمر مع �سني المراهقة (;‪Case, 1978‬‬            ‫ذلك‪ ،‬فهناك تداخل بين فئات الواجبات‪ .‬وفي هذا ال�سياق‪،‬‬
                                                                 ‫أ�ود �أن �أبحث في بع�ض مكونات ا ألداء المتعلقة بالا�ستدلال‬
                  ‫‪.)Sternberg & Downing, 1982‬‬                    ‫الا�ستقرائي‪ ،‬التي ت�شكل مجموعة فرعية �صغيرة من المجموع‬
‫‪ -4‬التطبيق‪ :‬تتمثل عملية التطبيق في نقل العلاقة‬                   ‫الكلي لمكونات ا ألداء في عملية معالجة المعلومات الب�شرية‪:‬‬
‫من مجموعة من ال�شروط �إلى �أخرى‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪،‬‬              ‫‪ -1‬عملية الترميز‪ :‬لكي يتمكن المرء من حل م�شكلة‬
‫ي�ستخدم هذا المكون في عمليات التناظر‪ ،‬من خلال تطبيق‬              ‫ما؛ ينبغي له في البداية أ�ن يدرك مرجعيات هذه الم�شكلة‪،‬‬
‫علاقة ا�س ُتنتجت �ساب ًقا (‪� .)Sternberg, 1977‬أ ّما الأ�شخا�ص‬    ‫ومن ثم ي�سترجع المعلومات طويلة ا ألمد ذات ال�صلة بها‪ .‬مثل‬
‫البارعون في التطبيق‪ ،‬فهم أ�ولئك القادرون على نقل‬                 ‫هذه العملية ُتدعى بالترميز‪ ،‬وهي عملية مهمة ج ًدا في حل‬
                                                                 ‫الم�شكلات‪ .‬ف إ�ذا أ�خط�أ المرء في ترميز الم�شكلة‪ ،‬ف�إن ذلك‬
   ‫العلاقات التي ا�ستنتجوها في موقف ما �إلى موقف �آخر‪.‬‬           ‫ينعك�س �سل ًبا على كفاءة الترميز وجودته؛ أ�ي‪� ،‬ستكون الإجابة‬

                ‫مكونات اكت�ساب المعرفة‬                                        ‫خط أ�؛ لأن الم�شكلة ُفهمت بطريقة خاطئة‪.‬‬

‫ت�ستخدم مكونات المعرفة في تع ّلم معلومات جديدة‪.‬‬
‫وعادة ما يكون الأ�شخا�ص الموهوبون فاعلين في ا�ستعمال‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131