Page 27 - creativephilanthropy
P. 27

‫‪  |  26‬ا إلبداع في العمل الخيري‬

‫الذي تخدم الم�صلحة العامة‪ ،‬وت�ستفيد بع�ض الم�ؤ�س�سات كل ًّيا من هذه الحرية‪ ،‬في حين �أن بع�ضها‬
       ‫ا آلخر لا يحقق طاقته الكامنة كل ًّيا‪ ،‬والوعد الكبير الذي تعد به المجتمعات الحديثة‪.‬‬

‫يح�اول ه�ذا الكتاب فتح باب النقا���ش فيما يتعلق با ألدوار المنا�س��بة للم ؤ��س�س��ات الخيرية في‬
‫المجتم�ع الديموقراط�ي الحدي�ث‪ ،‬ونحن نعتقد أ�ن الم�ؤ�س�س��ات مهمة بخا�صة في المناخ ال�سيا�س��ي‬
‫الح�الي ال�ذي ي�ولي الأفعال والم�س���ؤوليات الحكومي�ة أ�همية �أق�ل‪ ،‬في حين يخ�ص���ص مزي ًدا من‬
‫(الف�ض��اء) للم ؤ��س�س��ات الخا�ص��ة الت�ي تخ�دم الم�صلح�ة العام�ة‪� .‬س��نو�ضح الطاق�ة الكامن�ة‬
‫للم�ؤ�س�سات ب�سل�سلة من درا�سات حالات بعينها ومخططات أ�ولية لم ؤ��س�سات في ثلاث دول‪ ،‬وهي‪:‬‬

                                  ‫الولايات المتحدة‪ ،‬والمملكة المتحدة‪ ،‬و�أ�ستراليا‪.‬‬
‫مرت ا ألعمال الخيرية في �آخر مراحل تحديثها في الق�سم ا ألول من القرن الع�شرين بت�أ�سي�س‬
‫م ؤ��س�س��ات كب�يرة الحج�م في الولاي�ات المتحدة (مث�ل كارنيجي وف�ورد) التي غال ًب�ا ما �صممت‬
‫الم ؤ��س�س��ات في البل�دان الأخ�رى عل�ى نموذجه�ا‪ ،‬ومن�ذ ذلك الح�ين أ��صبحت الأعم�ال الخيرية‬
‫مرادف�ة للم ؤ��س�س��ات المانح�ة‪ ،‬و�صنادي�ق ال�صدق�ات؛ و�أ�صب�ح كونك م�ن فاعلي الخ�ير مراد ًفا‬
‫للأفراد الذين يعطون �أموا ًل من المتبرعين الأثرياء‪ ،‬أ�ما �صور الابتكار في عالم ا ألعمال الخيرية‬
‫المنظم�ة فكان�ت ن�ادرة‪ ،‬ولم تب�د�أ �ص��ور جديدة مث�ل ا ألعمال الخيري�ة المهتمة بالم�ش�اريع �إلا في‬
‫ال�س��نوات ا ألخ�يرة فق �ط ‪(Breiteneicher and Marble 2001; Letts et al. 1997; Porter and‬‬

                                                   ‫)‪.Kramer 1999; Reis and Clohesy 2001‬‬

‫ولذل�ك توجد حاجة ما�س��ة إ�لى نقا���ش ج�دي حول أ�دوار الم ؤ��س�س��ات الخيري�ة في عالم تبدل‬
‫ويتب�دل‪ ،‬وتحول�ت في�ه مع�اني الديموقراطي�ة وعملياته�ا‪ ،‬ويج�ب علينا �إع�ادة تق�ويم للأعمال‬
‫الخيرية لي�س ب�سبب الوعد ال�سهل الذي قد تنطوي عليه‪ ،‬ولكن ب�صورة �أكبر ألن الآليات الأخرى‬
‫(ال�ضرائ�ب‪ ،‬والفعل الحكومي‪ ،‬والأ�س��واق الخا�ص��ة) �أ�صبحت ب�صورة متزاي�دة ‪�-‬أو يعتقد �أنها‬
‫كذل�ك‪ -‬غ�ير فاعلة وغير م�ؤثرة في حق�ول متنوعة تمتد من الخدمات الاجتماعية وال�صحة إ�لى‬

                                                       ‫التعليم والثقافة‪.‬‬
‫يتمث�ل ج�زء من الم�ش�كلة في الحاجة �إل�ى �أن نكون منفتحين ووا�ضحين حول الم ؤ��س�س��ات التي‬
‫تب�دو جي�دة أ��سا�ًس�ا‪ ،‬عل�ى الأقل للوهل�ة ا ألولى‪ ،‬ومع ذلك ف�إن�ه لمن الأهمية بمكان بالن�س��بة إ�لى‬
‫وا�ضعي ال�سيا�س��ات‪ ،‬ولي���س مجرد مو�ضوع في الخطاب الأكاديمي‪ ،‬أ�ن ن�س���أل‪ :‬ما ال�شيء الموجود‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32