Page 32 - creativephilanthropy
P. 32

‫لخيا لامعألا اذامل ‪:‬لوألا ءزجلا  |  ‪31‬‬

          ‫‪  2‬و�ضع نماذج الأعمال الخيرية في �سياقها ال�صحيح‬

‫م�اذا يمكنن�ا الق�ول عن دور الم ؤ��س�س��ات في المجتمع الحديث ووظائفها؟ م�ن وقت بعيد‪ ،‬وفي‬
‫خم�سينيات القرن الع�شرين تحدي ًدا‪ ،‬اقترح المحللون أ�ن الم�ؤ�س�سات مهي�أة ب�صورة فريدة لتتمكن‬
‫م�ن تحقي�ق الابتكار‪ ،‬وتق�وم بمجازفات اجتماعي�ة‪ ،‬وتخدم ‪-‬في لغة الع�صر‪ -‬بو�صفها ر�أ�س��مال‬
‫خير ًّي�ا مغام� ًرا‪ :‬لدى «الم ؤ��س�س��ات تفوي��ض خا�ص لتدخ�ل المجالات التي هي مح�ط جدل‪ ،‬حيث‬
‫إ�ن الطبيعة الانفجارية للموا�ضيع تجعل من الم�ش�كوك فيه العثور على منظمات �أقل ا�س��تقلالية‪،‬‬
‫وحي�ث إ�ن التموي�ل المحت�اج م�ن م�ص��ادر أ�خ�رى قد يبرهن عل�ى أ�نه �صع�ب المن�ال» ‪(Andrews‬‬

                                    ‫)‪.1956:19; see also Nielsen 1985, 1996; Smith 1999‬‬

‫إ�ن الحجة في �أن الم ؤ��س�سات لديها كفاءات خا�صة تعتمد على الت�صور ب�أن الم�ؤ�س�سات الخيرية‬
‫‪-‬خ�لاف الم�ؤ�س�س��ات الأخ�رى‪ -‬متحررة ب�ص��ورة كبيرة من ال�ضب�ط الخارجي المبا�ش�ر؛ إ�ذ إ�نها‬
‫لا تخ�ضع لمحا�س��بة الناخبين‪ ،‬وا ألع�ضاء‪ ،‬والم�س��تهلكين‪ ،‬و أ��صح�اب الم�صلحة الآخرين‪ .‬ولما كانت‬
‫مدعومة كلا�س��يك ًّيا بالدخل الوقفي الذاتي‪ ،‬فعادة ما تكون الم�ؤ�س�س��ات والق ِّيمون عليها مقيدين‬
‫ب إ�رادة المتبرع‪ ،‬كما هو موثق بالميثاق‪ ،‬مع أ�ن ذلك في الحالة الطبيعية �ضمن �إطار القيود القانونية‬
‫والتنظيمية العامة داخل الم�ؤ�س�سة‪ .‬لقد اع ُتف بهذه الطاقة الكامنة للم ؤ��س�سات الخيرية المانحة‬
‫منذ �أمد بعيد؛ فقد لاحظ تقرير عام ‪1949‬م عن برنامج و�سيا�س��ة لجنة الدرا�س��ات في م�ؤ�س�سة‬
‫ف�ورد‪ -‬على �س��بيل المث�ال‪� -‬أن «التحرر م�ن �صور التعقي�د‪ ،‬وال�ضغوطات‪ ،‬والت�ش�ريعات المقيدة‪،‬‬
‫والفائ�دة الخا�ص��ة‪ ،‬تمنح الم�ؤ�س�س��ة الخيرية حرية جوهرية للت�صرف لا تمتلكها �س��وى منظمات‬

                                ‫قليلة أ�خرى» )‪.(quoted in Andrews 1956: 21‬‬
‫على أ�ي حال‪ ،‬ت�ش�هد الكتابات المتعلقة بالم ؤ��س�س��ات الخيرية على �صعوبة ا�س��تخدام الأموال‬
‫الخا�صة في خدمة أ�ق�صى ما يمكن من الم�صلحة العامة؛ فغياب إ��صلاحات ال�سوق والإ�صلاحات‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37