Page 73 - creativephilanthropy
P. 73

‫‪  |  72‬الإبداع في العمل الخيري‬

‫وم�صوغ�ة بدق�ة �أك�بر‪ ،‬كان من ا أل�صعب على الم ؤ��س�س��ة �أن تكون مبدعة ومج�ددة بمرور الوقت‪.‬‬
‫وعلى العك���س من ذلك ف إ�ن الوثيقة التي تترك ر�س��الة الم ؤ��س�س��ة و أ�هدافها مفتوحة تما ًما وبقليل‬

             ‫من الإر�شاد يمكنها ب�سهولة أ�ن ت ؤ�دي �إلى م�ؤ�س�سات (�ضائعة) بمرور الوقت‪.‬‬

‫�إن بع�ض الم�ؤ�س�س��ات محددة الغر�ض تما ًما‪� ،‬أو كانت كذلك‪ ،‬في حين كانت م ؤ��س�س��ات �أخرى‬
‫محددة الأهداف ولكن بحرية وافية في التف�س�ير‪ ،‬وتعد الم�ؤ�س�س��ات المختلفة التي �أ�س�سها جوزيف‬
‫راونتري أ�مثلة جيدة في هذا المقام؛ فهي مقيدة في معالجة �أ�سباب الم�شكلات الاجتماعية‪ ،‬ولكن‬
‫لدى راونتري نفاذ الب�صيرة ليمنح القيميين الم�ستقبليين على م�ؤ�س�ساته بو�ضوح الحري َة ليف�سروا‬

                               ‫ذلك بطرائق تتما�شى مع المفاهيم ال�سائدة وقتها‪.‬‬

‫إ�ن ق�رار ت أ��سي���س م�ؤ�س�س��ة خيرية يمكن تقييده بدرج�ة عالية تما ًما‪ ،‬و إ�ن م ؤ��س�س��ة باند �إيد‪،‬‬
‫وتخ�صي���ص �صنادي�ق خيري�ة‪ -‬م�ن وق�ت قريب‪ -‬أ��س�س��ت بعد الحادي ع�ش�ر من أ�يل�ول في عام‬
‫‪2001‬م‪ ،‬ه�ي أ�مثل�ة جي�دة في هذا المقام‪ ،‬ولك�ن في بع�ض الحالات يمكن تقيي�د الابتكار الناجح‬
‫جزئ ًّيا بما تقوله القوانين‪ ،‬ولكن ب�صورة �أكبر بالكيفية التي ُتف�سر بها �صور التقييد هذه من قبل‬

                                              ‫مجال�س الم�ؤ�س�سات‪ ‬التنفيذية‪.‬‬

‫ثان ًي�ا‪ ،‬وفي معظ�م المنظمات تعد �صور ال�ضغط ال�سيا�س��ية والاقت�صادي�ة الخارجية هي التي‬
‫تعم�ل بو�صفه�ا القوى الدافع�ة وراء ا إلبداع والابتكار‪ ،‬ومع ذلك ف�إن الم�ؤ�س�س��ات محمية وبدرجة‬
‫كب�يرة م�ن مثل هذه الت�أثيرات الت�صويبية ا إلبداعية‪ ،‬فلي���س لها مالكون �أو ناخبون لديهم دوافع‬
‫وا�ضحة لمراقبة الأداء �أو مراقبة الان�س��جام بين الر�س��الة و�أن�ش�طة البرنامج وذلك أ�كثر �أهمية‪.‬‬
‫ق�د تح�اول عنا�ص��ر الفريق معالجة ه�ذه الموا�ضي�ع‪ ،‬ولكنه�م‪ -‬قانو ًنا‪ -‬مجرد وكلاء للمجال���س‬
‫التنفيذية‪ ،‬ونتيجة لذلك ف إ�ن ال�صبغة ا إلبداعية للم�ؤ�س�س��ة �س��تعتمد ب�صورة كبيرة على مجل���س‬
‫القيميين‪ .‬وعلى �أي حال ف إ�ن المجل���س مقي ٌد بوثيقة الت�أ�سي���س وقواعد �إطار العمل التنظيمي‪ ،‬ولا‬
‫يمكن�ه الت�ص��رف بدرجة المرونة نف�س��ها وبال�صفة ا إلدارية كما هي حال مجال���س ال�ش�ركات‪ .‬في‬
‫الحقيقة‪ ،‬إ�ن مجال���س الم�ؤ�س�س��ة تكون مرونتها نموذج ًّيا �أقل بكثير مقارنة با ألمناء في المنظمات‬
‫غ�ير الربحي�ة ا ألخ�رى‪ ،‬ولك�ن بع�ض الم�ؤ�س�س��ات أ�ي ً�ض�ا تح ِّقق به�ذه الحالة تجدي� ًدا مه ًّما‪ ،‬لماذا‬

  ‫يفعلون ذلك؟ وكيف؟ هذان �س�ؤالان من الأ�سئلة التي نمح�صها في درا�سات الحالات لاح ًقا‪.‬‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78