Page 68 - creativephilanthropy
P. 68
لخيا لامعألا اذامل :لوألا ءزجلا | 67
الفجوة الكامنة بين الإبداع والابتكار غال ًبا لا ُتفهم بالكامل في عالم الم�ؤ�س�سات ،حيث الافترا�ض
�أن ا إلب�داع يق�ود تلقائ ًيا للابتكار« :فلو �صممت فخ فئران أ�ف�ضل من غيره ف�س�ترى العالم يطرق
باب�ك ل�ش�رائه» .كان ه�ذا ه�و الافترا�ض الذي يب�دو �أن عدي ًدا من الم�ؤ�س�س��ات ق�د عملت وفقه:
هناك م�شروع (تجريبي) �أو (تو�ضيحي) �س ُيقبل -وبعملية غام�ضة من التنا�ضح -وينفذ ،وين�شر
ويت َبنى من الآخرين .ولكن في الواقع -وكما تو�ضح التجربة في عدد من الحقول المعرفية -هناك
فج�وة �ضخمة بين ا إلبداع والابتكار وفق �ش�روط الزمن ،والم�ص��ادر ،والمواهب ،إ�لخ ،و�إن ا ألفراد
الذي�ن نعتق�د �أنه�م اخترعوا �ش�ي ًئا ما ،غال ًب�ا لا يكونون هم م�ن اخترعوه ولكن كان�وا مبتكرين
ل�ه .م�ن الوا�ضح -على �س��بيل المثال� -أن ري ك�روك لم يخترع هامبرغ�ر ماكدونالز ،ولكنه كان
مهند�س ت أ��سي�سها وانت�شارها.
ا إلبداع
ا إلب�داع يعني �صن�ع تركيبات جديدة ،ور�ؤية نقاط و�صل جديدة بين عنا�صر موجودة ،و�صنع
�ص��ور م�ن التركيب�ات الجديدة ،وهكذا .ووف ًقا للان�دري ( )Landry 2000يتطل�ب ا إلبداع توافر
الم�صادر والقدرة على حل الم�شكلات من خلال التفكير الناقد .والإبداع �إطار عقلي يطرح أ��سئلة
أ�كثر من �أن ينتقد ،وي�س أ�ل« :لماذا الأمر على ما هو عليه؟» ولا ير�ضى القبول ب�إجابة« :كان الأمر
كذلك دائ ًما»� .إنه لا يتحدى الأ�شياء التي ترى بو�صفها م�شكلة فح�سب ،ولكن ا أل�شياء التي ُيعتقد
حال ًّيا �أنها كافية« ،والأفراد والم�ؤ�س�سات ا إلبداعيون م�ستعدون لإعادة كتابة الإجراءات والمبادئ،
ومن ثم ت�صور �سيناريوهات الم�ستقبل ،وظروفه ،واختراعاته ،وتطبيقاته ،وتكييفاته ،وعملياته.
إ�نه�م يبحث�ون ع�ن خيوط بين م�ا يبدو �أ�ش�ياء منف�صلة ،ويجمع�ون بين تركيبات غ�ير مت�صورة
عادة لحل م�ش�كلة ما .ولعل الأهم من ذلك هو المقدرة على النظر على ا أل�ش�ياء بطريقة �ش�املة
مندمجة ،وب�صورة حيادية ومرنة» ( .)Landry 2000: 13
ق�د ينط�وي ا إلب�داع -ومن ثم الابتكار -عل�ى اختراقات جذرية ،وتعدي�لات �إجرائية مهمة،
وتح�س�ين �صغير ،أ�و تغيرات (بنيوية)؛ فعلى �س��بيل المثال إ�ن تطوير حوا�س��يب �ش�خ�صية �صغيرة
وت�س��ويقها ق�د غ� َّير البيت كما غ َّي الطريق�ة التي نعمل من خلالها .ولي�س��ت كل مظاهر الإبداع