Page 14 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 14
تمهيد
والسؤال هنا هو :هل يشبه الأطفال الموهوبون سائر الأطفال الآخرين؟ أجل .إنهم مثلهم في كثير
من الجوانب ،فهم ،مثل الأطفال جميعهم بحاجة إلى الأصدقاء ،ويستمتعون باللعب بالدمى ،ويحبون
عائلاتهم ،ويحبون أن يتعلموا مهارات جديدة .لكن من الواضح أن بعض الأطفال يتعلمون أسرع من
غيرهم .فبعض الأطفال الصغار يكتشفون كيف يقرؤون ويقومون بعمليات الجمع قبل دخول الروضة،
ويتعلمون هذه المهارات بأنفسهم ،دون أن يوضحها أحد لهم .لكن تعلمهم السريع قد يضعهم أمام
مشكلات حقيقية في المدرسة ،لأن المعلمين يجدون أن من الأسهل «التعامل مع الطلاب جمي ًعا»،
ويرغبون في أن «ينتظر الأطفال الموهوبون حتى يلحق بهم الطلاب الآخرون» .ويحتاج معظم الأطفال
إلى قدر من التكرار والممارسة حتى يتعلموا مهارة جديدة في المدرسة .لذا ،فإن الطفل الموهوب
سريع التعلم الذي لا يحتاج إلى التكرار لإتقان المهارة قد يشعر بالإحباط إلى درجة أنه قد لا يحب
المدرسة أو قد يكرهها إن لم يجد فيها شي ًئا جدي ًدا أو مثي ًرا يتعلمه.
يحتاج الأطفال جميعهم إلى توجيه وتشجيع من الراشدين لكي يطوروا إمكاناتهم .فالأطفال ذوو
القدرات الرياضية العالية ُيش َّجعون على تطوير هذه القدرات من خلال التدريبات والمشاركة في
الفرق والنوادي الرياضية؛ كما ُيش َّجع الأطفال ذوو القدرات الموسيقية على تلقي دروس في الموسيقى
أو على الانضمام إلى الفرق الموسيقية .ويقال الشيء نفسه عن الأطفال ذوي الإمكانات الأكاديمية
العالية ،وكذلك الحال مع الأطفال ذوي القدرات العقلية أو الإبداعية أو الفنية ،فهم بحاجة إلى فرص
لتطوير مجالات مواهبهم المختلفة .لكن المدارس ،لسوء الحظ ولأسباب عديدة ،ناد ًرا ما تقدم للأطفال
أكثر من المنهاج الأكاديمي المعتمد – الذي يتوفر فيه قدر من التحدي لبعض الأطفال ،ولكنه يخلو من
التحدي للمتعلمين المتقدمين.
يعتقد بعض المربين أن الأطفال الأذكياء لا يحتاجون إلى مساعدة خاصة؛ فهم ،في نهاية المطاف،
يمتلكون كثي ًرا من الجوانب الإيجابية التي تساندهم .2حقيقة الأمر هي أن الحاجات التربوية للأطفال
الموهوبين تبرز مباشرة من جوانب قوتهم .فهم ،بسبب سرعتهم وتميزهم في التعلم ،في أمس الحاجة
إلى فرص تعلمية خاصة بهم .إنهم أطفال غير عاديين ،وعليه فإنهم بحاجة إلى خدمات غير عادية تما ًما
كالأطفال من ذوي صعوبات التعلم الذين هم بحاجة إلى خدمات خاصة واهتمام خاص بهم.
يتردد آباء الأطفال الموهوبين أحيا ًنا قبل أن ُيق ّرروا بأن طفلهم ،الذي يتعلم دون بذل مجهود
يذكر ،قد يحتاج إلى مساعدة أو دعم إضافيين .وحتى عندما تتوفر المناهج والبرامج الإضافية الخاصة
بالأطفال الموهوبين في مدرسة ما ،فإن الآباء يترددون في طلب تسهيلات تربوية تتناسب مع قدرات
طفلهم الموهوب .وقد يتردد بعضهم لشعورهم بالذنب ،قائلين في أنفسهم“ :حت ًما هناك آخرون
يحتاجون إلى المساعدة أكثر من طفلنا” .لكن من المهم أن يع ّدل المربون والآباء م ًعا المنهاج لجعله
أكثر ملاءمة لاستعدادات الطفل ومساعدته على التقدم إلى الأمام بدلاً من “الجمود في مكانه”.
يحتاج الأطفال الموهوبون إلى توجيه ودعم أكاديميين في مجالات موهبتهم ،كما يحتاجون
إلى دعم في المجالات الاجتماعية والانفعالية .فهم يحتاجون ،كسائر الأطفال ،إلى أصدقاء وتقبل من
الآخرين .ومع ذلك فقد يعانون من صعوبات في التعامل مع الآخرين؛ لأن اختلافهم يؤدي إلى صعوبة
IX