Page 18 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 18
المقدمة
لصياغة النواتج بعيدة المدى الخاصة بالأطفال الموهوبين .وحيثما لا تتوافر فرص تربوية كافية في
المدرسة ،فإن الوالدين قادران على إغناء بيئة الطفل بهذه الفرص ،ويمكنهما التفاوض مع المدرسة
للمساعدة على ضمان وجود الملاءمة بين البرنامج التربوي من جهة وبين اهتمامات الطفل الموهوب
وقدراته ودافع ّيته للتعلم من جهة أخرى .وتستطيع الرعاية الأبوية الجيدة – المتمثلة في فهم الطفل
الموهوب ورعاية إمكاناته وتوجيهها والترويج بها بين الناس – أن تتغلب على سنة كاملة من الخبرات
المدرسية الضعيفة أو حتى السلبية.
رعاية الطفل الموهوب خبرة تعتمد على الوالدين وحدهما
يكافح والدا الطفل الموهوب أحيا ًنا للعثور على معلومات ومصادر مفيدة .3وعلى الرغم من أنهما
يلاحظان سلوكات وقدرات غير عادية قبل دخول الطفل إلى المدرسة بوقت طويل ،إل ّا أن قليل ًا من الآباء
فقط يدركون أن بعض السمات الشخصية أو حتى الجسمية ،مثل التوتر والحساسية والميل إلى الكمال
والحاجة المتدنية إلى النوم ،هي سمات مميزة للطفل الموهوب وتنتشر بين الأطفال الموهوبين أكثر
من انتشارها بين غيرهم .4صحيح أن هؤلاء الآباء يعرفون أن طفلهم مختلف عن الأطفال الآخرين،
ولكنهم لا يعرفون أين يبحثون عن المعلومات والتوجيه المناسبين .وهذا الوضع يثير أسئلة كثيرة مثل:
مع من يستطيعون أن يتحدثوا بصراحة عن طفلهم؟ وأين يمكن أن يجدوا الدعم داخل المدرسة وفي
المجتمع المحلي؟ وفي الواقع أن كثي ًرا من الآباء لا يملكون إجابات عن هذه التساؤلات.
أما آباء الأطفال الآخرين فناد ًرا ما يدعمون هؤلاء الآباء وربما لا يتعاطفون معهم ،ويعتقدون على
الأغلب أن آباء الأطفال الموهوبين يبالغون في وصف إنجازات أطفالهم أو يفرضون عليهم ضغو ًطا
لكي ينجزوا أفضل من غيرهم .وقد يشعرون بالغيرة أو الامتعاض عندما يسمعون ما يتعلق بإنجازات
الطفل الموهوب .ويتر ّدد آباء الأطفال الموهوبين في مناقشة القضايا المتعلقة بتربية الأطفال مع الآباء
الآخرين ،إل ّا إذا كان لهؤلاء الآباء الآخرين أطفال موهوبون أي ًضا.
كما أن أطباء الأطفال وأخصائيي الرعاية الصحية لا يستطيعون دعم الأطفال الموهوبين ،لأنهم
ق ّلما يتلقون تدري ًبا يتعلق باحتياجات الأطفال الموهوبين والنابغين .ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد،
فحتى المكتبات العامة لا توفر لوالدي الطفل الموهوب أي معلومات تساعدهما على فهم طفلهما
المبدع والذكي.
وأخي ًرا ،فإن للآباء أنفسهم ردود أفعال مختلفة نحو سمات أطفالهم الموهوبين،فمع أنهم يقدرون،
وربما يستمتعون ،بالعلامات العالية والإرشادات العلنية التي يحصل عليها أطفالهم نتيجة الموهبة ،إلا
أنهم في الوقت ذاته يشعرون بالقلق من التدقيق الزائد الذي يتعرضون له هم وأطفالهم ،كما أنهم
يقلقون لإحساس أطفالهم بأنهم «مختلفون» عن غيرهم ،أو أنهم «سابقون لعمرهم» نتيجة قدراتهم
العالية .كما يقلقون لحساسية أطفالهم المفرطة وتوترهم ومثاليتهم أو اهتمامهم بالإنصاف؛ لأنهم
يعرفون أن هذه السمات قد تسبب صعوبات كثيرة للأطفال في المستقبل.
XIII