Page 155 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 155
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
أمورنا ،أو يغ ّيرها إلى الأحسن ،أو يتص ّرف نيابة ع ّنا .وعندما ننتظر من شخص آخر أن يغ ّير أحوالنا ،فإ ّننا
نكون قد سلكنا طري ًقا سلب ّية بديل ًا عن الطريق النشطة التوكيد ّية .يجب أن يتع ّلم الأطفال الموهوبون
كيف يتج ّنبون الشعور بالعجز ،والانجراف وراء الموقف المش ِكل الذي يواجههم .ويتع ّين عليهم أن
يمارسوا دو ًرا نش ًطا في خفض ضغوطهم بالنظر إلى هذه المواقف على أ ّنها تح ّديات وخبرات تعلم ّية
جديدة.
حاول أن تج ِّزئ الضغوط وتعزلها .إ ّن حديث النفس السلب ّي المك ّثف عن سلوك أو موقف مع ّين يمكن
أن ينتشر بسهولة على صورة تفكير من نوع “إ ّما الك ّل وإما فلا” ،أو من نوع “دائ ًما أو أب ًدا” فينتج عن
ذلك تدفق الضغط إلى جوانب أخرى من حياة الإنسان .ومن أمثلة ذلك عندما يقول الطفل لنفسه:
“إ ّنني الملوم دائ ًما على أ ّي خطأ يحدث في المنزل” ،أو “أ ّمي لا ترى الأشياء الحسنة ال ّتي أفعلها .إ ّنها
لا تتح ّدث إل ّا عن الفوضى الكبيرة التي أح ِدثها أنا في أغراض المنزل” .ويمكن ،بدل ًا عن ذلك ،أن يتع ّلم
الأطفال الموهوبون كيف يجزؤون الضغط أو يعزلونه ،ويح ّصنون تلك المنطقة ،ولو بشكل مؤ ّقت ،من
الضغوط التي تملؤها .وقد وجد بعض الناس أ ّن من المفيد لهم أن يتخ ّيلوا أ ّنهم قد وضعوا الضغط في
صندوق ،أو “قارورة القلق” وأغلقوا الغطاء ،ث ّم وضعوا القارورة على أحد الرفوف إلى أن يحين الوقت
الذي يكونون فيه مستعدين لإنزالها عنه .فإن كنت منزع ًجا في جانب واحد من جوانب حياتك ،فهذا
لا يعني أن تكون تعي ًسا في الجوانب الأخرى ك ّلها .ساعد أطفالك على التخطيط للتعامل مع المسألة
في وقت لاحق ،أو خ ّصص لها ما يس ّمى “وقت القلق” ،وبعد ذلك ساعد الأطفال على استعمال بعض
الأساليب التي وصفناها ساب ًقا لح ّل المشكلة التي تواجههم.
لك ّن التجزيء المفرط قد يو ّلد مشكلات من نوع آخر؛ فقد يلجأ بعض الأطفال الموهوبين إلى بناء
سور منيع حول مشاعرهم ،حيث يجدون صعوبة في التعبير عنها في التو واللحظة .وقد يتخ ّيل آخرون
أ ّنهم قد عزلوا المشكلة في مكان مع ّين ،ولك ّنهم لا يتعاملون فعل ًّيا معها أب ًدا ،أو مع حديث النفس الذي
أوجدها أصل ًا .وقد يق ّسم بعض الأطفال الموهوبين ضغوطهم ج ّي ًدا ،حيث يحفظونها في مناطق ينقصها
المنطق السليم ،ح ّتى أ ّنهم لا يستطيعون أن يكتشفوا التعارض بين سلوكاتهم ومعتقداتهم ،مثل عدم
القدرة على إدراك التعارض بين الاهتمام بالبيئة والإعجاب بمركبة سباق تس ِرف في استهلاك البترول.
تع ّلم كيف ّية التجاهل :إ ّننا نطلب إلى الأطفال ،معظم الأحيان“ ،أن يتجاهلوا الأمر” ،أو يسمحوا للضغط
أن “ينزل عن ظهورهم” دون أن نخبرهم كيف يفعلون ذلك .يبدو أ ّن معظم الناس يعتقدون أ ّن
التجاهل نشاط سلب ّي ،في حين أ ّنه ،من الناحية الفعل ّية ،نشاط إيجاب ّي ،وف ّعال ج ًّدا .وهو نشاط يحتاج
إلى تدريب ،لأ ّن قوله أسهل من فعله .فنحن نعلم مثل ًا أ ّن التن ّمر والإغاظة يتو ّقفان ،في نهاية الأمر ،إن
لم يستجب لهما أحد؛ حيث يحاول المتن ّمر أن يؤذي الضح ّية ،ويحصل على استجابة منه .فالتجاهل،
إذن ،قرار نشط لإهمال الإغاظة أو العدوان.
يمكنك أن تج ّرب الإستراتيجية التالية ال ّتي ق ّدمها لنا أحد المرشدين المدرسيين لمساعدة الطفل
على تع ّلم التجاهل النشط .إ ّنه ينصح الأطفال أن يتركوا الإغاظة والنقد المؤذي “يسقط عن ظهورهم”،
وكأ ّنها كلمات كتبت بقلم الرصاص على قصاصات من الورق لا تلتصق بأ ّي جسم ،وإ ّنما تسقط على
132
