Page 154 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 154
الفصل 6الح ّدة والكمال والتوتّر العصبي
ش ّجع طفلك على الافتخار بمحاولاته :يستفيد الأطفال الموهوبون من فهمهم بأ ّن الطريق إلى النجاح
تحتوي على نتوءات وأخاديد أحيا ًنا .ث ّمة مثل إنجليز ّي يقول“ :إ ّنك لا تجد النجاح قبل العمل إل ّا في
المعجم ”.لك ّن الأطفال الموهوبين ينجحون معظم الأحيان ،دون أ ّي جهد يذكر ،ويعتقدون َت َب ًعا لذلك
أ ّن هذا ما سيحدث لهم دائ ًما .هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى من يش ّجعهم على المثابرة والاستمرار في
الأعمال المدرس ّية ،لا س ّيما عندما تزداد صعوبتها .فعلى سبيل المثال يمكن أن يتح ّدث الوالدان عن
خبرتهما في ركوب الد ّراجة الهوائ ّية ذات العجلتين ،والم ّرات الكثيرة التي سقطا فيها عن هذه الد ّراجة
قبل تع ُّلم ركوبها ،أو يتح ّدثان عن السنوات العديدة ال ّتي قضياها في التدريب والدروس؛ كي يتع ّلما
عزف مقطوعة موسيق ّية صعبة على البيانو أو الكمان .يتط ّلب إتقان أ ّي مهارة ،التمرين والتدريب.
وقد يحتاج الأطفال الموهوبون ،شأنهم في ذلك شأن الأشخاص المشهورين الذين سيأتي ذكرهم تال ًيا،
إلى ع ّدة محاولات قبل تع ّلم مهارة جديدة ،أو إكمال مشروع بنجاح ،ويكتشفون ،في أثناء التع ّلم ،أ ّن
الأخطاء مه ّمة ومفيدة؛ لأ ّنها تساعدهم على تع ّلم طرق أفضل لمواجهة المواقف في الم ّرات القادمة.
لقد ارتكب “توماس أديسون” ،Thomas Edisonالذي وصفه مع ّلموه بأ ّنه “غب ّي ج ًّدا ،ولا
يستطيع أن يتع ّلم” ،ثلاثة آلاف خطأ في طريقه إلى اختراع المصباح الكهربائ ّي .و ُطرد مح ّرر إحدى
الصحف “والت ديزني” Walt Disneyمن وظيفته؛ لأ ّنه“لا يمتلك أ ّية أفكار ج ّيدة” ،46.كما ُفصل
“مايكل جوردان” Michael Jordanمن فريق كرة السلة في مدرسته الثانو ّية ،ولم يصبح بطل ًا من
أبطال هذه اللعبة إل ّا بعد سنوات عديدة من التمرين والتدريب .47وقد تو ّلدت بعض أه ّم الاكتشافات
في العلوم والطب وغيرهما من أخطاء غير مقصودة .ومن الأمثلة على الاختراعات ال ّتي كان سببها
أخطاء الناس غير المقصودة :البنسلين ،وأفران الميكروويف ،والمشروبات الغاز ّية ،ورقائق البطاطا،
وأوراق الملاحظات اللاصقة .لقد ثابر الناس المسئولون عن هذه الاكتشافات على عملهم ،وشعروا
بالفخر لك ّل محاولاتهم .48ولا ش ّك في أ ّن قراءة س َير حياة هؤلاء المخترعين وكفاحهم للإنجاز سوف
تساعد على إبراز أثر المثابرة لطفلك بطريقة تخلو من التهديد.
ح ِّول المشكلات إلى فرص :يمكن أن تز ّودنا المواقف الصعبة بفرص جديدة ،تما ًما كما هي الحال في
الأخطاء ال ّتي قد تؤ ّدي إلى اكتشافات جديدة .فإن لم ُيق َبل طفلك في فريق كرة القدم ،مثل ًا ،سيصبح
لديه وقت فراغ يخ ّصصه لأنشطة أخرى .وإن فاتتك رحلة طيران ،سيتوافر لديك وقت إضاف ّي لمقابلة
أشخاص مهم ّين ،أو إنجاز بعض الأعمال على حاسوبك الشخص ّي .ويتع ّين على الشخص أ ّولاً أن يتجاوز
حدود حديث النفس السلب ّي عن خيبة الأمل والإحباط؛ كي يدرك وجود هذه الفرصة الجديدة .ويمكن
أن يع ّلم الوالدان طفلهما أ ّن الخيارات متوافرة له دائ ًما ح ّتى في المواقف المخ ّيبة للآمال ،أو المثيرة
للغضب .وح ّتى عندما تختار أن لا تق ّرر أ ّي شيء ،فإ ّنك ما زلت تختار شي ًئا ما.
تج ّنب لوم الآخرين؛ فال ّلوم لن يخ ّفض ضغطك :إ ّن القول بأ ّن شخ ًصا ما هو الملوم في حدوث الموقف
الس ّيئ ،لن يؤدي إلى خفض الضغط .وإ ّن إلقاء المسئول ّية على الآخرين قد يحمينا مؤ ّق ًتا من مواجهة
المشكلات ،ويحافظ على تقديرنا لذواتنا؛ ولك ّنه مع ذلك يزيد احتمال ّية شعورنا بالضغط؛ لأ ّننا سنشعر
عندئ ٍذ ،بالعجز والاستسلام .عندها نفقد السيطرة ،ويتع ّين علينا أن نعتمد على شخص آخر ُيصلح لنا
131