Page 46 - ibdaa
P. 46
ﺭﺍﺒﻌﹰﺎ :ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ
ﺘﻅﻬﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻤﻀﻰ ،ﻭﺫﻟـﻙ ﻟﻤـﺴﺎﻋﺩﺓ
ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﻭﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻡ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ،ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ،
ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﻴﺔ ،ﻭﻴﺤﻔـﺯﻫﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﺴـﺘﺨﺩﺍﻡ
ﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ.
ﻴ ﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﻟﺘﻭﻓﻴﺭ ﺃﺩﻟﺔ ﻟﺩﻋﻡ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ،ﻭﻁﻠﺏ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻗﺒل ﻗﺒـﻭل
ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺘﻬﻡ .ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻟﺤـل
ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭﺘﻌﻠﻡ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺠﺩﻴﺩﺓ .ﻭﻴﻌ ﺭﻓﻪ ﺒﺎﻴﺭ ) (Beyer,1987ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻭﺍﻟﺘـﺩﻗﻴﻕ
ﻓﻲ ﻤﺩﻯ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ.
ﻭﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﻓﺤﺹ ﺍﻵﺭﺍﺀ ،ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺠﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻓﺤﺹ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺎﺕ ﻓﻲ ﻀـﻭﺀ ﺍﻟـﺸﻭﺍﻫﺩ
ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﺒﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺤل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻜﻤﺭﻜﺏ ﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﻘـﺼﻲ ﺃﺒﻌـﺎﺩ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﻭﺘﻘﺒل ﺍﻟﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﺩﻻل ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠـﻰ ﻗﻭﺍﻋـﺩ
ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ.
ﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ:
ﻭﺘ ﺼﻨﻑ ﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻫﻲ:
.1ﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ:
ﻭﻴ ﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺴﺘﺩﻻل ﻋﻘﻠﻲ ﺘـﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﻭﺼـل ﺇﻟـﻰ ﺍﺴـﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﺃﻭ
ﺘﻌﻤﻴﻤﺎﺕ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺘـﻀﻤﻥ ﺃﻴـﻀﹰﺎ
ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺎﻤﻴﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ .ﻭﻴﻌﺘﻤـﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴـﺭ ﺍﻻﺴـﺘﻘﺭﺍﺌﻲ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺔ
-ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
-ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ
46