Page 97 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 97

‫‪ 92‬تحويل الموهبة �إلى نبوغ‪ :‬النموذج المتمايز للموهبة والنبوغ ب�صفته نظرية تط ّورية‬

‫البيئية‪ ،‬خا�صة من خلال التمو�ضع الجيني في مكونات‬                 ‫رئي�سين؛ الأول‪ ،‬أ�نه يعار�ض على نحو مفرط ا إلثراء والت�سريع‪،‬‬
‫الموهبة والمحفزات البين ‪� -‬شخ�صية‪ .‬وباخت�صار‪ ،‬وعلى‬               ‫وي�شجع ال�صورة النمطية التي ترى أ�ن ممار�سات الت�سريع‬
‫النحو الظاهر في ال�شكل (‪ ،)5:1‬ف إ�ن هناك درجة من‬                 ‫لي�ست إ�ثراء‪ .‬والثاني‪� ،‬أن الفئات لي�ست ح�صرية تبادل ًيا؛ إ�ذ‬
‫ال�صدفة في جميع المكونات العر�ضية للنموذج‪ ،‬ما عدا عملية‬          ‫إ�ن كثي ًرا من ممار�سات الت�سريع تتطلب و�ضع الطلاب في‬
                                                                 ‫مجموعات ح�سب قدراتهم‪ ،‬كما هو الحال في الم�ساقات‬
                              ‫التع ّلم‪/‬الممار�سة‪.‬‬                ‫المتقدمة )‪ .(College Board, 2001‬وبدل ًا من ذلك‪،‬‬
                                                                 ‫اقترح ما�سي‪ ،‬وجانييه (‪� )Masse & Gagne, 1983‬أن يكون‬
             ‫تقدير معدل انت�شار الموهبة‬                          ‫الإثراء هو الهدف العام لجميع الخدمات المقدمة للموهوبين‬
                                                                 ‫والنابغين؛ أ� ًّيا كان مجال النبوغ‪ .‬وعليه‪ ،‬فهناك نماذج �إدارية‬
‫يو�ضح هذا الق�سم �سبب ت�ضمين «تقدير معدل الانت�شار»‬              ‫عامة و�ضعت في فئات بناء على معيارين‪ :‬أ�ولاهما‪ ،‬و�ضع‬
‫في تعريف متكامل لمفاهيم الموهبة �أو النبوغ‪ ،‬و�سبب اختيار‬         ‫الأفراد (�أو عدم و�ضعهم) في مجموعات ح�سب القدرات‪.‬‬
‫ن�سبة ‪ %10‬ب�صفتها عتبة فا�صلة في النموذج المتمايز للموهبة‬        ‫وثانيهما‪ ،‬وجود ( أ�و عدم) وجود الت�سريع‪ .‬وبهذه الطريقة‬
                                                                 ‫يجري التمييز بين �أربعة أ�نواع من النماذج‪ ،‬ت ؤ�دي جميعها إ�لى‬
                             ‫والنبوغ )‪.(DMGT‬‬
                                                                        ‫الإثراء؛ �شريطة أ�ن يكون محتواها ذا نوعية جيدة‪.‬‬
              ‫الخلفية والم�شروع المقترح‬                          ‫و أ�خي ًرا‪ ،‬ف إ�ن الأحداث البارزة (مثل‪ :‬موت أ�حد الوالدين‪،‬‬
                                                                 ‫والفوز بجائزة �أو مكاف�أة‪ ،‬والمعاناة من حادث �أو مر�ض)‪ ،‬قد‬
‫ي�شير م�صطلح الانت�شار �إلى ن�سبة المجموعات الفرعية‬
‫�ضمن مجتمع �أكبر‪ .‬وتتطلب مفاهيم مثل النبوغ والموهبة‬                            ‫ت�ؤثر ت�أثي ًرا كبي ًرا في م�سار تطور النبوغ‪.‬‬
‫‪ talent & giftedness‬تقدي ًرا لمعدل انت�شارها حتى تكتمل‬
‫ال�صورة؛ ألنها ت�ستهدف مجموعات فرعية غير عادية �ضمن‬                                    ‫الحظ �أو ال�صدفة‬
‫مجتمع عام‪ .‬وهناك مفاهيم مماثلة أ�ي ً�ضا‪ ،‬مثل‪ :‬الفقر‪،‬‬
‫وال�سمنة‪ ،‬والق�صور العقلي‪ ،‬والعبقرية‪ ،‬وال�صمم‪ ،‬وغيرها‪،‬‬           ‫ُيع ّد تاننبوم (‪� )Tannenbaum, 1983‬أول َم ْن �أجرى درا�سة‬
‫ت�ستند في تعريفاتها �إلى �أحكام معيارية‪ .‬وبا�ستعمال ن�سبة‬        ‫مكثفة لدور ال�صدفة أ�و الحظ (‪ )Chance‬في تطور الموهبة‬
‫تقديرية (مثل‪ %5 :‬من أ�فراد المجتمع)‪� ،‬أو عتبة فا�صلة‬             ‫والنبوغ‪ .‬وا�ستنا ًدا إ�لى النموذج المتمايز للموهبة والنبوغ‪ ،‬فقد‬
‫(مثل‪ :‬معدل ذكاء ≤ ‪ُ ،)130‬يح ّدد العلماء الحدود الفا�صلة‬          ‫اعتبر الحظ العن�صر الخام�س من بين المحفزات البيئية‪ .‬وعلى‬
‫بين أ�ولئك الذين ينتمون إ�لى تلك الفئة‪ ،‬والذين لا ينتمون‬         ‫�أية حال‪ ،‬فقد ات�ضح بعد ذلك �أن الحظ ي ؤ�ثر في المحفزات‬
‫إ�ليها‪ .‬وبدوره‪ُ ،‬يو ّ�ضح حجم المجتمع معنى المفهوم على نحو‬        ‫البيئيةجميعها‪.‬فعلى�سبيلالمثال‪،‬لايملكالأطفال�أ ّية�سيطرة‬
‫�أكبر‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪� ،‬إذا ُح ّدد الموهوبون باعتبارهم �أعلى‬  ‫على الو�ضع الاجتماعي‪ -‬الاقت�صادي للعائلة التي يعي�شون فيها‪،‬‬
‫(‪ )%1‬من �أفراد المجتمع‪ ،‬ف إ�ن ذلك �سيعك�س ر�سالة مختلفة‬          ‫�أو نمط التن�شئة ا أل�سرية الذي يعاملون به‪ ،‬ولا على برامج تطور‬
‫تما ًما عن تميزهم‪ ،‬مقارنة بتحديد الموهوبين باعتبارهم‬             ‫الموهبة والنبوغ المقدمة في المدار�س المجاورة‪� .‬إ�ضافة �إلى‬
‫�أعلى (‪ )%20‬من أ�فراد المجتمع العام‪ .‬وتجدر الإ�شارة إ�لى‬         ‫ذلك‪ ،‬يبرز دور ال�صدفة �أو الحظ في حدث رئي�س �آخر‪ ،‬هو‬
‫أ�ن هناك زيادة قدرها ع�شرون �ضع ًفا من الأفراد عندما تكون‬        ‫انتقال الخ�صائ�ص الوراثية من الوالدين �إلى الأبناء‪ .‬وهناك‬
                                                                 ‫عدد قليل من الظواهر ا إلن�سانية التي تعتمد على ال�صدفة‪،‬‬
                         ‫التقديرات �أكثر ت�ساهل ًا‪.‬‬              ‫أ�كثر من اعتمادها على الاختلاط المحدد للجينات‪ ،‬الناجم‬
‫ومن الوا�ضح �أن تحديد عتبة فا�صلة لي�س مهمة �سهلة؛‬               ‫عن الالتقاء الع�شوائي لبوي�ضة معينة بواحد من بين ملايين‬
‫نظ ًرا إ�لى عدم وجود حدود وا�ضحة ومو�ضوعية على مقيا�س‬            ‫الحيوانات المنوية‪ .‬ويدعي أ�تكن�سون (‪� )Atkinson, 1978‬أن‬
‫ما‪ ،‬ت�شير إ�لى الحد الفا�صل بين الفئتين (مثل‪ :‬القدرة‬             ‫جميعا إلنجازاتالب�شريةيمكن�أن ُتعزى�إلى«رميتينحا�سمتين‬
                                                                 ‫بحجر النرد‪ ،‬لا يملك أ� ّي فرد �سيطرة �شخ�صية عليهما‪ ،‬هما‪:‬‬
                         ‫العادية‪ ،‬والوزن الزائد)‪.‬‬
‫وبوجه عام‪ ،‬يمكن القول �إن �أية عتبة فا�صلة مقترحة تقع‬                             ‫حادثتا الولادة‪ ،‬والخلفية» (�ص‪.)221‬‬
‫في منطقة رمادية‪ ،‬مع وجود بع�ض الخبراء الذين يظهرون‬               ‫ت�ؤكد حادثة الولادة دور ال�صدفة خارج منطقة المحفزات‬
‫انفتا ًحا �أكبر (يقترحون ن�س ًبا أ�كبر)‪ ،‬و آ�خرين يحتفظون‬
‫بمراكز �أكثر ت�شد ًدا‪ .‬وتتراوح مقترحات العلماء والأكاديميين‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102