Page 130 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 130

‫المرجع في تربية الموهوبين ‪125‬‬                                      ‫النظرية‪ ،‬بدل ًا من الاعتماد على �أ�سا�س تجريبي‪� ،‬أو �أ�سا�س‬
                                                                                             ‫غير مبني على النظرية‪.‬‬
‫عن الموهبة‪ ،‬ومن ثم مقدرتنا على تحديد الأفراد الذين‬
‫قد يكونون مبدعين في مهارات لا يتعذر قيا�سها بو�ساطة‬                ‫كيف ي�ستطيع المرء قيا�س بع�ض ا ألنواع الجديدة من‬
‫الاختبارات التقليدية‪ .‬فقد يكون ه ؤ�لاء الأفراد هم َم ْن يقدم‬                 ‫القدرات التي لم ت�شملها الاختبارات ال�سابقة؟‬
‫الإ�سهامات المهمة في زمن لاحق‪ .‬وعمو ًما‪ ،‬ف�إن القدرات‬
‫التحليلية لا تكفي وحدها لتمكين المرء من تقديم �إ�سهامات‬            ‫لن أ�خذ على �سبيل المثال‪ ،‬مو�ضوع الجدة ودوره في م�س�ألة‬
‫مهمة؛ �إذ إ�ن هنالك حاجة لكل من التفكير التركيبي والعملي‬           ‫القدرة التركيبية‪ .‬ففي الاختبارات ال�شفوية اللفظية‪ ،‬يعطى‬

                                ‫على حد �سواء‪.‬‬

‫تطوير الموهبة العقلية‬                                              ‫باعللبافراظيت‪ُ ،‬تجعمِّبل ًرا‪�،‬أوملان ُتعم ِّثبرل‬  ‫الطلاب م�شكلات ا�ستدلالية م�سبوقة‬
                                                                                                                     ‫عن حقائق‪ .‬فمثل ًا‪ ،‬قد يبقى القيا�س‬
‫لا أ�عتقد أ�ن الموهبة العقلية من النوع الذي يولد مع الفرد‪.‬‬         ‫«البالونات مملوءة بالهواء»‪� ،‬أو على �سبيل المقابلة « البالونات‬
‫فمن الثابت لدى علماء النف�س وجود بع�ض المكونات الوراثية‬            ‫�شياطين»‪ .‬وعلى الطلاب حل الم�شكلة الا�ستدلالية‪ ،‬مفتر�ضين‬
‫في الذكاء‪ ،‬و أ�ن مفعول الذكاء هو أ�كبر من ت أ�ثير الوراثة‪ .‬ورغم‬    ‫�صحة الفر�ضية ال�سابقة‪ .‬ن�صف الفر�ضيات �صحيح‪ ،‬ون�صفها‬
‫�شخ�ص متخلف عقل ًيا �إلى عبقري‬    ‫أ�نه لا يمكن للمرء تحويل‬         ‫الآخر خط�أ‪ .‬ففي الوقت الذي بدا فيه �أن التحليل ( نمط‬
‫يمكن زيادة مهاراتنا الفكرية‪ ،‬وقد‬  ‫نا�شئ‪ ،‬إ�ل ّا �أنني �أعتقد �أنه‬  ‫�ألي�س) هو أ�ف�ضل في حل المعايير والقيا�سات اللفظية‪،‬‬
‫جمعنا أ�دلة على ذلك (;‪Davidson & Sternberg, 1984‬‬                   ‫تبين أ�ن التركيب (نمط باربارا) أ�ف�ضل في حل القيا�سات‬
                                                                   ‫الجديدة؛ �إذ �أ�صبح بو�سع الطلاب افترا�ض �شيء ما مغاير‪،‬‬
‫‪Sternberg, 1987, 1997; Sternberg & Grigorenko,‬‬                     ‫في حين يواجه الم�ؤيديون لنمط أ�لي�س م�شكلة التراجع عن‬
                                                                                                                     ‫افترا�ضاتهم اليومية الم�سبقة‪.‬‬
‫‪ .)2000‬فقد طورنا برنام ًجا لتعليم مهارات التفكير لطلاب‬
‫المرحلة الثانوية وطلاب الكلية‪ .‬كما تعاملنا مع الطلاب‬               ‫يت�ألف الاختبار الكمي من م�صفوفات رقمية‪ ،‬تكون فيها‬
‫ال�صغار أ�ي ً�ضا‪ .‬ويجب أ�ن ي�صار �إلى دمج فكرة التطوير في‬          ‫بع�ض المدخلات �أرقا ًما تقليدية‪ ،‬وبع�ضها ا آلخر أ�رقا ًما ممثلة‬
‫فكرة الاختبار‪ ،‬بحيث ُيعطى ال�شكل الأول من اختبار الذكاء‪،‬‬           ‫بالنظام الرقمي الجديد‪ ،‬حيث ُيعطى الطلاب معادلات‬
‫ومن ث ّم التدريب‪ ،‬وبعدها ُيعطى ال�شكل الثاني من �أجل تقويم‬         ‫تتراوح بين النظام الرقمي الجديد والآخر القديم‪ ،‬ث ّم ُيطلب‬
                                                                   ‫إ�ليهم التنقل بينها �إلى الأمام والخلف؛ كي يتمكنوا من حل‬
                                 ‫مدى التح�سن‪.‬‬
                                                                                               ‫م�شكلات الم�صفوفة‪.‬‬
      ‫ما القدرات التي يجب اختيارها بدقة؟‬
                                                                   ‫كما ُتقا�س القدرات العملية بو�ساطة العديد من البنود‬
‫يت�ضمن الذكاء العملي ا إلفادة من مكامن القوة‪ ،‬والتعوي�ض‬            ‫المختلفة‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬يت أ�لف الاختبار اللفظي الفرعي‬
‫عن مكامن ال�ضعف أ�و معالجتها؛ لذا‪ ،‬ينبغي لنا تعليم الطلاب‬          ‫من بنود ا�ستنتاجية غير ر�سمية‪ ،‬تفر�ض على الطلاب إ�دراك‬
‫كيفية الا�ستفادة من قدراتهم و�إمكاناتهم في البحث عن �سبل‬           ‫المغالطات الا�ستدلالية في الإعلان‪ ،‬وال�شعارات ال�سيا�سية‪،‬‬
‫لمعالجة نواحي ال�ضعف لديهم‪ .‬وبما �أنه يتعذر علينا �إحداث‬           ‫والبيانات اليومية‪ ،‬وما �شابه ذلك‪ .‬وتكمن الفكرة في �إظهار‬
‫تغييرات هائلة لكل فرد‪ ،‬ف إ�نه يمكننا م�ساعدة الطلاب على‬            ‫الطلاب مهاراتهم في الا�ستدلال عن طريق المواد اليومية‬
‫ا�ستغلال قدراتهم الفكرية على نحو فاعل‪ ،‬في الوقت الذي‬               ‫الر�سمية بدل ًا من المواد الر�سمية الأكاديمية‪ .‬ويت أ�لف‬
                                                                   ‫الاختبار الت�شكيلي من الخرائط والأ�شكال‪ ،‬مثل خريطة‬
    ‫يعملون فيه على تنمية القدرات التي تحتاج إ�لى تعزيز‪.‬‬            ‫الطرائق الفرعية أ�و خريطة المدن‪ ،‬وعلى الطلاب ا�ستخدام‬
                                                                   ‫المعلومات في الخريطة من أ�جل تخطيط م�سارات ب�صورة‬
‫إ�ن تعليم مهارات التفكير من واقع تجربتنا لا يلغي الفروق‬            ‫فاعلة‪ .‬وتكمن الفكرة هنا في تقويم تطبيق مكونات الذكاء‬
‫الفردية؛ �إذ لن ينتهي بنا المطاف إ�لى مرحلة يت�ساوى فيها‬
‫الجميع في أ�دائهم‪ .‬وقد لاحظنا أ�نه في اثناء تدريب مجموعة‬                                       ‫في المواقف العملية‪.‬‬
‫من الطلاب؛ بع�ضهم موهوبون‪ ،‬وبع�ضهم ا آلخر لي�س كذلك؛‬
‫�أن الطلاب جميعهم تقري ًبا قد أ�ظهروا تح�س ًنا وتقد ًما‪ ،‬إ�ل ّا‬    ‫وهكذا‪ ،‬ف إ�ن فكرة الاختبار تتمثل في تو�سيع رقعة مفهومنا‬
‫أ�ن الفارق الذي كان موجو ًدا في البداية بين هاتين الفئتين‪،‬‬
‫بقي على حاله بعد الانتهاء من التدريب‪ .‬وبعبارة �أخرى‪،‬‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135