Page 131 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 131

‫‪ 126‬الموهبة وف ًقا لنظرية الذكاء الناجح‬

             ‫الك آ�بة لم�ساعدة �صديق ُ�أ�صيب بالاكتئاب‪.‬‬                           ‫ف�إن منحنيات التعليم للطلاب الموهوبين وغير الموهوبين‬
‫وقد جرى تقويم الطلاب في المجموعات الأربع وف ًقا‬                                                                   ‫متوازية تقري ًبا‪.‬‬
‫لأدائهم في الواجبات البيتية‪ ،‬إ��ضافة �إلى امتحان ف�صلي‪،‬‬
‫و آ�خر نهائي‪ ،‬وم�شروع م�ستقل‪ .‬كما جرى تقويم كل نوع من‬                             ‫لا ُيع ّد الذكاء كل �شيء بالن�سبة �إلى الموهبة؛ �إذ إ�ن ا إلبداع‬
‫أ�نواع العمل؛ بالتركيز على الجوانب المت�صلة بالذاكرة‬                              ‫يحتل مرك ًزا مه ًما‪ ،‬كما هو الحال بالن�سبة �إلى الطبيعة‬
‫والإبداع والقدرة العملية‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد تم تقويم الطلاب‬                              ‫أ�أ�ل�ّاسان�ًعستاقدعلأ�ىن‬  ‫ركزنا‬  ‫فقد‬    ‫ال�شخ�صية والدافعية‪ .‬ومن هنا‪،‬‬
                                                                                                             ‫ويجب‬   ‫كافة‪.‬‬  ‫الجانب الفكري‪ ،‬لا على الجوانب‬
                                 ‫بالن�سق نف�سه‪.‬‬                                   ‫النوع الوحيد الممكن للموهبة‪ ،‬هو ذاك المت�صل بالذكاء‪.‬‬
‫وقد أ�ظهرت النتائج فائدة ا�ستعمال نظرية الذكاء الناجح‪.‬‬
‫فعندما و�صل الطلاب إ�لى ييل‪ ،‬لاحظنا أ�نهم كانوا �ضمن‬                                 ‫اا�سلأتدعامءااللمندظرر�سيية الذكاء الناجح لتح�سين‬
‫مجموعتي الإبداع والقدرة العملية متباينين من حيث العرق‪،‬‬
‫والأ�صول‪ ،‬والنواحي الاجتماعية الاقت�صادية‪ ،‬والخلفيات‬                              ‫لقد �أجرينا عد ًدا من الدرا�سات البحثية لإثبات أ�ن نظرية‬
‫التعليمية على نحو أ�كبر من مجموعة التحليل العالي‪ .‬كما‬                             ‫الذكاء الناجح يمكن أ�ن ُتحدث �أث ًرا في الأداء المدر�سي‪ .‬فقد‬
‫�أظهرت هذه النتائج �أن الارتباطات بين الذكاء المقي�س‬                              ‫بحثنافيالمجموعةا ألولىمنالدرا�ساتم�س أ�لة�إنكانالتعليم‬
‫بمتغيرات الو�ضع قد تنخف�ض عن طريق ا�ستعمال مفهوم‬                                  ‫التقليدي في المدر�سة يحدث تميي ًزا �ضد الطلاب الموهوبين‬
‫أ�و�سع للموهبة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد اختلف الطلاب الذين ُ�ص ّنفوا‬                           ‫إ�بداع ًيا وعمل ًيا أ�م لا‪Sternberg & Clinkenbeard, 1995;(.‬‬
‫أ�قوياء ح�سب مقايي�س مجتمعاتهم التي قدموا منها‪ ،‬مقارنة‬
‫بغيرهم م ّمن �صنفوا أ�قوياء با�ستعمال مقايي�س تحليلية فقط‪.‬‬                        ‫‪Sternberg, Grigorenko, Ferrari, & Clinkenbeard,‬‬
‫وعلاوة على ذلك‪ ،‬ف إ�ن تو�سيع مدى القدرات التي نقي�سها‪،‬‬
‫تك�شف جوانب القوة الفكرية‪ ،‬التي قد لا تظهر با�ستعمال‬                              ‫‪ .)1999‬وقد كان الدافع وراء هذا العمل الاعتقاد ب أ�ن ا ألنظمة‬
                                                                                  ‫في المدار�س تميل بقوة نحو تف�ضيل الطلاب أ��صحاب الذاكرة‬
                           ‫الاختبارات التقليدية‪.‬‬
‫وقد تبين لنا �أن اختبارات القدرات الثلاث؛ التحليلية‪،‬‬                                                ‫القوية‪ ،‬والقدرات التحليلية الفائقة‪.‬‬
‫والإبداعية‪ ،‬والعملية‪ ،‬تتنب�أ ب�شكل مرتبط بم�سار الأداء‪.‬‬
‫فقد أ�ظهر ا�ستعمال تحليل الانحدار المتعدد‪ ،‬إ��سهام اثنين‬                          ‫أ�ننا ا�ستعملنا اختبار �ستيرنبرج ثلاثي القدرات‪ ،‬حيث‬  ‫ُأ�جكرميا‬
‫–على ا ألقل‪ -‬من مقايي�س هذه القدرات على نحو يتنب�أ‬                                ‫الاختبار على (‪ )326‬طال ًبا من الموهوبين (ح�سب‬
‫بكل من مقايي�س التح�صيل‪ .‬ونظ ًرا �إلى �صعوبة التقليل من‬                           ‫مدار�سهم)‪ ،‬وف ًقا للمعايير المحلية في الولايات المتحدة‪،‬‬
‫التركيز على الطريقة التحليلية في التعليم؛ فقد كانت �إحدى‬                          ‫وفي بع�ض البلدان ا ألخرى‪ .‬وقد جرى اختيار الطلاب‬
‫المتنبئات الحا�سمة هي العلامة التحليلية دائ ًما(‪ .)1‬وا ألكثر‬                      ‫لبرامج �صيفية على م�ستوى كلية علم النف�س‪ ،‬بناء على‬
‫�أهمية من ذلك‪ ،‬وجود تفاعل بين الا�ستعداد والمعالجة‪،‬‬                               ‫تمتعهم بواحدة من مجموعات القدرات الخم�س‪ :‬التحليل‬
‫حيث تفوق الطلاب الذين خ�ضعوا لظروف تدري�س تنا�سب‬                                  ‫العالي‪ ،‬الإبداع العالي‪ ،‬العملي العالي‪ ،‬التوازن العالي (عا ٍل‬
‫أ�نماط قدراتهم على أ�ولئك الذين لم يحظوا بذلك‪ .‬وتف�سير‬                            ‫في القدرات الثلاث)‪ ،‬التوازن المتدني (متد ٍّن في القدرات‬
‫ذلك أ�ن توفير طرائق تعليم تنا�سب تفكير الطلاب‪� ،‬ستجعل‬                             ‫الثلاث)‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد ُق�سم الطلاب الذين قدموا �إلى (ييل)‬
‫�أداءهم المدر�سي يبدو أ�ف�ضل‪� .‬أ ّما الطلاب الذين يتمتعون‬                         ‫إ�لى �أربع مجموعات تعليمية‪ .‬وقد ا�ستعمل الطلاب في‬
‫بقدرات إ�بداعية وعملية‪ ،‬الذين لم ُتتح لهم فر�صة التع ّلم‬                          ‫المجموعات ا ألربع الكتاب المدر�سي نف�سه‪ ،‬وهو مدخل إ�لى‬
‫وف ًقا لميولهم‪ ،‬فقد انعك�س ذلك �سل ًبا على �أدائهم المدر�سي‪.‬‬                      ‫علم النف�س‪ ،‬وا�ستمعوا إ�لى المحا�ضرات نف�سها‪� ،‬إل ّا �أن ال�شيء‬
                                                                                  ‫الوحيد المختلف هو جل�سات النقا�ش الم�سائية المخ�ص�صة‬
‫(‪ )1‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تو�صلت ديبورا كوت�س من جامعة �سيتي في مدينة نيويورك في تكرار‬     ‫لهم‪ .‬لقد ُو�ضعوا في ظروف تعليمية ُتركز على الذاكرة‪� ،‬أو‬
‫لدرا�ستنا أ�جرتها على الطلاب ال�سود الأمريكيين‪� ،‬إلى �أنماط نتائج مختلفة‪ .‬فقد‬     ‫التحليل‪� ،‬أو الإبداع‪ ،‬أ�و القدرة العملية‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪،‬‬
‫�أ�شارت بياناتها �إلى أ�ن اختبارات القدرات العملية كانت �أف�ضل في تخمين أ�داء‬     ‫يمكن أ�ن يوجه إ�لى الطلاب �س ؤ�ال في الذاكرة يتحدث عن‬
‫المقرر من القيا�سات التحليلية‪ ،‬مما يعني أ�ن نوع اختبار القدرات الذي يحدد المعيار‬  ‫و�صف المعتقدات ا أل�سا�سية للنظرية الرئي�سة للك�آبة‪ .‬وفي‬
                                                                                  ‫الإبداع‪ ،‬قد يطلب إ�ليهم �صياغة نظريتهم في الك آ�بة‪ .‬أ� ّما في‬
                           ‫يعتمد على مجتمع الدرا�سة و�أ�سلوب التدري�س‪.‬‬            ‫الذكاء العملي‪ ،‬فقد ُي�س أ�لون عن كيفية ا�ستعمال ما تع ّلموه عن‬
   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136