Page 149 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 149
144العلاقة بين الوراثة والذكاء
�إذا كانت الأبحاث الوراثية ت�صف « ما هو كائن» بدل ًا من العقلي ُيدعى فينيل-كيتونوريا (ُ ) PKUي�سببه جين وراثي،
التنب ؤ� « بما يمكن �أن يكون»� ،أو ت�صف « ما يجب أ�ن يكون» ،فما �إل ّا أ�نه يمكن تفادي �آثاره المدمرة بو�ساطة حمية معينة
(.)Plomin, DeFries, McClean, & McGuffin, 2001
�أهمية العوامل الوراثية إ�ذن؟ و ُيع ّد هذا المر�ض وعلاج الحمية الخا�ص به بمثابة مثال على
�سوف ت�ستمر العديد من البرامج التعليمية للموهوبين المبد�أ العام ،الذي يتمثل في أ�ن التدخل الجديد -الذي لم
في �أداء دورها دون تغيير؛ �سواء أ�كانت الوراثة مهمة أ�م ُي�سهم م�سب ًقا في الت�أثيرات البيئية بالمجتمع -قد يكون له
غير مهمة .وقد لا تكون معرفة الت أ�ثيرات الوراثية عامل ًا
م�ساع ًدا للمربين في مواجهة طفل موهوب .ومن المرجح ت أ�ثير رئي�س في هذا المجتمع.
�أن ُت�سهم بحوث الوراثة في هذا المجال بطرائق ع ّدة ،رغم
أ�ن الت�أثيرات الوراثية لا تحمل �أية تداعيات �ضرورية لأي من الوا�ضح أ�ن الوراثة لا تعني الثبات وعدم القابلية للتغير.
�إجراء اجتماعي؛ �إذ إ�ن القرار الجيد يجب �أن يكون مقرو ًنا وبعبارة أ�خرى ،ف�إن الأبحاث ت�صف ما هو كائن ،ولا تتنب�أ بما
بالمعرفة .وعليه ،ف�إن معرفة ما هو كائن ي�ساعد على التوجه يمكن أ�ن يكون .فالموهبة لي�ست مجرد موهبة فح�سب ،بل �إن
الأمر يتطلب الكثير من الممار�سة .وعلاوة على ذلك ،ف إ�ن
نحو معرفة ما يمكن أ�ن يكون. غالبية الأفراد يفيدون ب�شكل هائل من التدريب .وبالرغم
إ�ن ال�سبب الرئي�س لفهم ا أل�صول الوراثية والبيئية للفروق من ذلك ،يجب �أل ّا ي�صار �إلى اعتماد هذه الحقائق لتقرير
الفردية في الذكاء ،هو الهدف العلمي الأ�سا�س للتف�سير أ�ن العوامل البيئية ُتع ّد م�س ؤ�ولة عن أ��صل الفروق بين ا ألفراد،
والتو�ضيح .ورغم أ�ن العلوم الأ�سا�سية لا تحمل وعو ًدا للتطبيق أ�و أ�ن العوامل الوراثية لي�ست ذات قيمة؛ �إذ ُيع ّد مدى إ��سهام
العملي ،إ�ل ّا أ�نها غال ًبا ما تقود إ�لى تطبيقات مهمة وجديدة. العوامل البيئية في الفروق الفردية المت�صلة بتطوير الموهبة،
و ُيع ّد الف�ضول هو المحرك القوي وراء العلم .إ�نه الف�ضول وبعد الكثير من الممار�سة ،م�س�ألة تجريبية مبنية على
الذي ي�شترك فيه كل من المربين و أ�ولياء ا ألمور ،الذين الملاحظة والاختبار .وقد �أظهر تطبيق ملائم على ذلك أ�ن
دور الوراثة في أ�داء مهمة حركية هو أ�مر �أ�سا�سي وجوهري
يت�ساءلون عن الطريقة التي ُيط ّور فيها الأبناء أ�نف�سهم. قبل التدريب ،وفي �أثنائه ،وبعده & (Fox, Hershberger,
الذكاء (القدرة المعرفية العامة ،العامل (g ).Bouchard, Jr., 1996
هناك ق�ضية �أ�سا�سية تتعلق بالذكاء ،لا ُب ّد من ا�ستعرا�ضها وفيما يتعلق بالخوف من الت�أثيرات الوراثية ،ف إ�ن ا ألبحاث
في هذه العجالة ،وهي أ�ن الذكاء من حيث المبد أ� كلمة الوراثية ت�صف ما هو كائن ،ولا تمنع ما ينبغي �أن يكون .ويتمثل
مثيرة للجدل ،كما هو الحال بالن�سبة �إلى كلمة الوراثة في الخوف الكبير في �أن الجينات المرتبطة با ألداء الفكري
عالم تربية الموهوبين ،حيث �إن هناك العديد من المعاني �ستقل�ص من دعم البرامج الاجتماعية؛ إ�ذ إ�نها �ست�ضفي
المختلفة لكلمة الذكاء التي يف�ضل ا�ستخدامها؛ من ًعا للب�س. غياب العدالة الاجتماعية ،وتجعل منها أ�م ًرا ال�شرعية على
و ُيق�صد بالذكاء في هذا الف�صل «القدرة المعرفية العامة، عن الحقيقة غير المرحب بها ،التي تفيد ب�أن طبيع ًيا ،ف�ضل ًا
التي تمثل حقيقة را�سخة مفادها �أن جميع المقايي�س الموثوقة الم�ساواة في الفر�ص المتاحة ،لن تف�ضي �إلى الم�ساواة في
– تقري ًبا -للقدرات المعرفية (مثل اختبارات القدرات النتاجات؛ ألن النا�س يتباينون في بع�ض قدراتهم أل�سباب
اللفظية ،والمكانية ،والذاكرة) تتداخل فيما بينها بطريقة وراثية .ومع ذلك ،فعندما قال الآباء الم�ؤ�س�سون للولايات
المتحدة إ�ن النا�س خلقوا �سوا�سية ،لم يعنوا بذلك �أنهم جمي ًعا
معتدلة على أ�قل تقدير. ي�شبهون بع�ضهم بع ً�ضا تما ًما ،لكن المق�صود بذلك هو �أنهم
وتمثل القدرة المعرفية العامة العامل الم�شترك بين هذه �سوا�سية �أمام القانون .وبذا ،تبرز الحاجة �إلى الديمقراطية
ل�ضمان الم�ساواة في معاملة النا�س رغم الاختلاف فيما
الاختبارات. بينهم .ويتما�شى الت أ�ثير الوراثي مع العديد من ا إلجراءات
وفي تحليل ما ورائي لما يقرب من ( )322درا�سة �شملت بما في ذلك عدم اتخاذ �أي �إجراء على الإطلاق .وتبرز القيم
مئات ا ألنواع من اختبارات المعرفة ،كان معدل الارتباط بين على الم�سرح عند اتخاذ القرارات بخ�صو�ص ما يجب عمله
إ�زاء مثل هذه المعرفة.
هذه الاختبارات قرابة (.)Carroll, 1993( )0.30