Page 154 - HANDBOOKOFGIFTEDEDUCATION
P. 154
المرجع في تربية الموهوبين 149 ما وراء الوراثة
يت�ضمنالاكت�شافالثالث...تحليل ًاوراث ًيامتعددالمتغيرات، ُتع ّد النتيجة التي أ��شارت �إلى أ�همية إ��سهامات الوراثة في
يجعل من الممكن تقدير مدى ت�أثير الوراثة في �إحدى ال�سمات الفروق الفردية في علامات اختبار الذكاء ،واحدة من أ�كثر
الحقائق �أهمية التي ك�شفت النقاب عنها أ�بحاث الذكاء.
المتداخلة مع الت أ�ثيرات الوراثية ل�سمات �أخرى. وحتى في حال قبول هذه النتيجة بالكامل ،ف�إننا نكون �أقرب
تحدث التحليلات الوراثية متعددة المتغيرات عملية �إلى بداية رواية الوراثة والذكاء أ�كثر من قربنا �إلى نهايتها
�إح�صائية تدعى الارتباط الوراثيُ ،تع ّد تقدي ًرا لمدى ارتباط (� .)Plomin, 1998أ ّما بقية الرواية ،فتتطلب �أن نذهب �إلى
ت�أثير الوراثة في �سمة ما بالت أ�ثيرات الوراثية في �سمة �أخرى، ما هو �أبعد من المكونات البيئية والوراثية الخفية للمتغيرات.
بعي ًدا عن ال�صفات الوراثية لكلتا ال�سمتين .ورغم �أن جميع هناك ثلاثة اكت�شافات وراثية �أخرى ت�ستحق الذكرُ ،يمكن
القدرات المعرفية وراثية إ�لى حد ما ،ف�إن الارتباط الوراثي
بينها قد يتراوح من �صفر �إلى واحد حيث الا�ستقلال التام، إ�جمالها على النحو الآتي:
و�صول ًا إ�لى ( ،)1.0حيث ت�ؤثر الجينات نف�سها في القدرات
المعرفية المختلفة .وفيما يت�صل بالقدرات المعرفية ،فقد يبين الاكت�شاف الأول �...أن ال�صفات الوراثية للعامل ()g
تبين من التحليلات الوراثية متعددة المتغيرات� ،أن الارتباط تزداد مع التقدم في العمر & (Mc McCartney, Harris
الوراثي بين القدرات المعرفية عا ٍل ج ًدا وقريب من ()1.0
( .)Petrill, 1997وبعبارة أ�خرى ،ف�إذا ما تبين أ�ن جي ًنا ما & Bernieri, 1990; McGue, Bouchard, Jr., Iacno,
كان مرتب ًطا بقدرة معرفية بعينها ،ف إ�نه يتوقع أ�ن يكون
الجين نف�سه مرتب ًطا بالقدرات المعرفية الأخرى ك ّلها .وكما ) .Lykken, 1993; Plomin, 1986وي�شير فرز النتائج وف ًقا
تبين �ساب ًقا ،ف�إن العامل ( )gيت�سبب في ( )%40من التباين للعمر إ�لى أ�ن ال�صفات الوراثية تزداد من نحو ( )0.20في
الكلي لاختبارات المعرفة .وقد كان لهذا الا�ستنتاج تداعياته مرحلة الر�ضاعة �إلى قرابة ( )0.40في مرحلة الطفولة ،ثم
الجدلية؛ �إذ إ�ن ما ُيع ّد خا ً�صا باختبار معرفيُ ،يع ّد بيئ ًيا �إلى �إلى ( )0.60وربما أ�على من ذلك في مراحل الحياة ا ألخرى
حد كبير؛ أ�ي �أن ما يجعلنا جيدين في الاختبارات ك ّلها ،يعتمد ( ،)McGue et al., 1993حتى بالن�سبة إ�لى الأ�شخا�ص الذين
على الوراثة اعتما ًدا كبي ًرا .ولكن ،ما يجعلنا �أف�ضل في بع�ض تجاوزوا �سن الثمانين )McClearn et al., 1997(.و ُيع ّد هذا
التزايد لل�صفات الوراثية عبر مراحل الحياة أ�م ًرا مثي ًرا؛ �إذ
الاختبارات ،يعتمد على البيئة �إلى حد كبير. �إنه ُيع ّد مغاي ًرا للحد�س المتعلق بالفر�ضية القائلة «�إن ت أ�ثير
هناك مثال �آخر على تحليل الوراثة متعدد المتغيرات، التجارب يتراكم مع مرور الزمن» .فهذه النتيجة ترى �أن
ي�شمل اختبارات التح�صيل المدر�سية التي ُتظهر ت أ�ثي ًرا وراث ًيا النا�س يختارون ،ويعدلون ،ويجدون البيئة التي ت�ساعد على
جوهر ًيا .فقد �أظهرت تحليلات الوراثة متعددة المتغيرات� ،أن تطوير ميولهم .وعليه ،فمن المنا�سب التفكير بالعامل ()g
�آثار الوراثة في اختبارات الذكاء تكون م�س ؤ�ولة عن الت�أثيرات
الوراثية لاختبارات التح�صيل المدر�سية )Thompson, det ب�صفته ميل ًا فطر ًيا أ�كثر من كونه ا�ستعدا ًدا.
) .terman & Plomin, 1991; Wadsworth, 1994وعلى
النقي�ض من ذلك ،ف�إن الفروق بين علامات اختبار الذكاء �أ ّما الاكت�شاف الثاني ...فقد انحدر من التحليلات الوراثية
واختبارات التح�صيل المدر�سية ،مردها بيئي في الأ�صل. المت�صلة بالتغير والا�ستمرار من مرحلة عمرية إ�لى أ�خرى.
وتو�ضح هذه النتيجة �إمكانية وجود تطبيقات غير متوقعة ُتظهر هذه التحليلات أ�ن العامل الوراثي ُي�سهم في التغيير
كما في الا�ستمرار ،خا�صة خلال فترة التحول من الطفولة
ل ألبحاث الأ�سا�سية على النحو ا آلتي: المبكرة إ�لى الطفولة المتو�سط ة �(Fulker, Cherny & Car
أ�ول ًا ،ترى النتائج أ�ن علامات اختبارات التح�صيل ) .don, 1993وهذا يعني أ�ن العوامل الوراثية التي ُت�سهم في
المدر�سية ،بعي ًدا عن علامات اختبارات الذكاء ،تخلو من الفروق الفردية في العامل ( )gفي �سن الطفولة المبكرة،
ت أ�ثير الوراثة تما ًما؛ لذا ،ف�إنها تقدم مقيا�ًسا �أف�ضل لمدى تختلف � -إلى حد ما -عن العوامل التي ت�ؤثر في الذكاء في
�سن الطفولة المتو�سطة .ورغم �أن هذا قد يعني تحول جينات
فاعلية بيئة الطالب في تعزيز التح�صيل وتدعيمه. جديدة في �سن الطفولة المتو�سطة ،فمن المرجح �أن للجينات
ثان ًيا ،ترى النتائج �أن تدني التح�صيل ،الذي ُيعرف ب أ�نه نف�سها ت أ�ثيرات مختلفة في دماغ ا ألطفال في �سن الثامنة،
مقارنة با ألطفال في �سن الرابعة (.)Plomin, 1986