Page 224 - creativephilanthropy
P. 224

‫لإبا خيريلا لعملا عن البحث ‪:‬يناثلا ءزجلا  |  ‪223‬‬

‫وب�صورة متزايدة كان الت�شديد على الترويج لمبد�أ الم�شاركة المدنية التي تعني «م�شارك ًة عام ًة‬
‫متزاي�د ًة في تحديد خيارات ال�سيا�س��ة المهمة»‪ ،‬ويعود أ��ص��ل هذا الت أ�كيد إ�لى كلمة جي هاورد بيو‬
‫في �أثن�اء الح�رب الب�اردة في ع�ام ‪1953‬م‪« :‬نحن متي ِّقظ�ون ب�صورة دائمة �إلى أ�خطار الن�ش�اط‬
‫المخ ِّرب في أ�ثناء العمل في أ�ر�ضنا‪ ،‬ولكن الخطر الأكبر يكمن فيما ُي�س َّمى (الخمول المخ ِّرب)‪ .‬لا‬
‫ت�س��تطيع أ�ي ق�وى تخريبي�ة �أن تهزم أ�ي �أم ٍة ما لم ته َزم هذه الأم�ة أ�و ًل من قبل الخمول المخ ِّرب‬

                      ‫لمواطنيها‪ ،‬الذين أ�خفقوا في واجبهم المدني وفي خدمة بلدهم»‪.‬‬
                       ‫وتت�ضمن الأفكار المح ِّفزة نحو الطريقة الإبداعية لدى بيو‪:‬‬

                                     ‫لاا�ستجابة لتغير بيئة العمل‬

‫ت َّدع�ي ال�صناديق أ�ن تغ ُّي ا إل�س�تراتيجية ه�و �أم ٌر يح ِّفزه إ�دراك الظ�روف البيئية المتغيرة‪،‬‬
‫التي تت�ضمن‪ :‬ازدياد عدد الم�شكلات وق�ساوتها‪ ،‬وازدياد عدد ط َّلب الوظائف‪ ،‬إ��ضافة �إلى نقل‬
‫ال�س��لطة من الحكومة المركزية إ�لى الحكومات المحلية‪ ،‬وتراجع دور الحكومة الاتحادية‪ .‬يتميز‬
‫تاريخ ال�صندوق بالمراجعة المنتظمة والتغيير لمواكبة الق�ضايا النا�شئة والهياكل الجديدة؛ ففي‬
‫�أوائل الت�س��عينيات على �س��بيل المثال‪�« ،‬إدرا ًكا من ال�صندوق لحقيقة �أن الق�ضايا الاجتماعية لا‬
‫تتقيد بالحدود»‪ ،‬و�َّسع ال�صندوق من تركيزه الجغرافي وتركيزه البحثي المت�ضمن مجالات عدة‬
‫من مجالات المعرفة ليت�ضمن من ًحا مالي ًة ذات ت�أثير وطني وعالمي في ق�ضية البيئة‪ ،‬إ��ضافة إ�لى‬
‫ق�ضايا �أخرى‪ .‬وبحلول عام ‪2003‬م كانت ال�صناديق منك َّبة على تطوير برامج مبنية على الولاية‬
‫اعترا ًفا منها بحقيقة أ�ن دور الولايات أ��صبح �أكثر أ�همية في ت�أمين كثير من الخدمات الأ�سا�سية‪،‬‬

                                      ‫ومن �ضمنها‪ ،‬على �سبيل المثال‪ ،‬التعليم‪.‬‬

                                       ‫الوعي لم�س أ�لة �ُش ِّح الم�صادر‬

‫إ�درا ًكا م�ن ال�صنادي�ق لحقيق�ة أ�ن م�صادرها كانت (�ضئيلة) بالمقارن�ة بم�صادر الحكومة‪،‬‬
‫ق� َّررت ال�صنادي�ق أ�نها �إذا أ�رادت �أن ُت�دث فار ًقا ما ف إ�ن الطرق القديمة في العمل غير كافي ٍة‪،‬‬
‫ومن ثم ق َّرر ْت «�أن ننتقل �إلى �أبعد من دورنا التقليدي وال�سلبي ن�سب ًّيا ب�صفتنا مانحين‪ ،‬لن�صبح‬
   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229