Page 33 - creativephilanthropy
P. 33
| 32ا إلبداع في العمل الخيري
ال�سيا�س��ية ي�ش�ير �أي ً�ض�ا إ�ل�ى غي�اب أ��صح�اب الم�صلحة؛ لمراقب�ة �إن كان�ت الم ؤ��س�س��ات تلبي هذه
الوظائ�ف �إل�ى أ�ق�ص��ى حد ،أ�و البرهن�ة على أ�نها انحرفت ع�ن إ�رادة المتبرع ،وهو م�ا ي�ؤدي إ�لى
الانحراف عن الهدف المحدد.)Holcombe, 2000( .
كانت الم ؤ��س�سات عر�ضة لمدى وا�سع من الانتقادات فيما يتعلق بت�صرفها وفق �شروط الحكومة
وا إلدارة ،و�إ�سهاماتها الحقيقية وت أ�ثيرها (Anheier and Leat 2002; Frumkin 1998; Letts et
) ،al. 1997; Porter and Kramer 1999; Dowie 2001ولكن ماذا بو�س��ع الم ؤ��س�س��ات أ�ن تفعل؟
في خطوة �أولية نحو تقديم حجة مقنعة ل ألعمال الخيرية ا إلبداعية ،من المفيد ت�شخي�ص الخط أ�
في الأ�س��اليب الحالية ،ثم الح�صول على فهم أ�ف�ضل عن الأ�س��باب الكامنة وراء نقد الم ؤ��س�سات؛
ولذل�ك �س��نلقي نظ�رة فاح�ص��ة ب�ص��ورة أ�كبر عل�ى ا أل�س��اليب ال�س��ائدة �أو نماذج للم�ؤ�س�س��ات،
والأدوار المختلفة التي نيطت بها.
�أ�ساليب الم ؤ��س�سات
كم�ا ورد في الف�ص��ل ال�س��ابق فق�د طورت ثلاثة نماذج أ�و �أ�س��اليب �أ�سا�س��ية تن�اط بها -وفق
�ش�روط عري�ض��ة -وظائ�ف و�أن�ش�طة مح�ددة للم ؤ��س�س��ات ،وه�ي :أ��س��لوب الم ؤ��س�س��ة الخيري�ة/
الخدمية ،وا أل�سلوب الخيري/العلمي ،والأ�سلوب العلمي الحديث .و�سنناق�شها بالترتيب.
أ��سلوب الم�ؤ�س�سة الخيرية/الخدمية
�إن �أ�سلوب الم�ؤ�س�سة الخيرية /الخدمية هو النموذج الأ�صلي ،وقد طور في �أنحاء العالم ب أ�قنعة
مختلف�ة وموجودة اليوم ب أ��س��ماء متعددة .كان ا أل�س��لوب الخيري متج�ذ ًرا في المعتقدات الدينية
الغربي�ة القديم�ة؛ مث�ل إ�عطاء ال�صدق�ات ،و ُع�ش�ر المحا�صيل الذي يقدم للكني�س��ة م�ن ناحية،
ومنظوم�ة القي�م ا ألخلاقي�ة مثل التزامات النب�لاء ا ألثرياء تجاه الفقراء م�ن الناحية الأخرى.
وقد ُربط تطبيقها مع نهاية القرن التا�س��ع ع�ش�ر وبداية القرن الع�ش�رين على �أيدي الم�ؤ�س�س��ات
الخيري�ة في بع��ض الدول ب إ��ضفاء �صبغة دنيوية على �إعط�اء ال�صدقات وبالدور المتنامي للنخبة
ال�صناعية والطبقة الو�سطى الح�ضارية في الأعمال الخيرية.)Smith and Borgmann 2001( .
