Page 129 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 129

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫ببرامج مناسبة في المدارس العادية يح ّسون بمستويات من القلق أدنى من تلك التي يحس بها الأطفال‬
                                                                   ‫الأقل ذكا ًء‪.4‬‬

‫لكن هناك دراسات أخرى تب ّين أن الأطفال الموهوبين هم‪ ،‬بسبب موهبتهم‪ ،‬عرضة لأنواع‬
‫من الضغوط لا تؤثر في المجموعات الأخرى من الأطفال‪ .5‬فهم يقلقون‪ ،‬مثل ًا‪ ،‬حول العثور على أقران‬
‫مناسبين‪ ،‬أو حول التأقلم مع بعض المواقف الاجتماعية‪ ،‬أو حل الصراعات التي تنشأ في المنزل‪ ،‬أو تق ّبل‬
‫الشخصيات التي تمثل السلطة‪ .‬وقد ي ّتسع قلقهم أحيا ًنا ليصل حد الألم الشديد وهم يفكرون ويعيدون‬
‫التفكير في الحوادث والاستراتيجيات الممكنة للتعامل معها‪ .‬بعض الأفراد الموهوبين يناضلون ليكونوا‬
‫أفضل ما يمكن‪ ،‬ثم يصابون بالشلل بسبب حاجتهم إلى إتقان كل ما هو مطلوب منهم‪ ،‬فلا يحاولون‬
‫بعد ذلك تعلم أي مهارة جديدة إذا اعتقدوا أنهم لن ينجحوا من المحاولة الأولى‪ .‬ولا شك أن درجة‬
‫الضغط الذي يشعر به الطفل لا تختلف باختلاف المواقف المدرسية والأسرية فحسب‪ ،‬وإنما تختلف‬
‫باختلاف مزاج الطفل أي ًضا‪ .‬فبعض الأطفال يولدون بطبيعة هادئة ومرونة في التعامل مع المواقف‪ ،‬ولا‬

                                         ‫تزعجهم المواقف التي تزعج الأطفال الآخرين‪.6‬‬
‫وهناك عوامل متعددة تجعل الطفل الموهوب أكثر عرضة للضغط‪ .‬بعض هذه العوامل‬
‫ذاتية وشخصية أو مفروضة على الطفل من داخله –كالح ّدة والحساسية الشديدتين مثل ًا‪ ،‬والمعايير‬
‫والتوقعات العالية ج ًدا‪ ،‬والتطور المتفاوت‪ ،‬والمثالية‪ ،‬والخوف من الفشل‪ ،‬والإحساس بعبء امتلاك‬
‫قدرات كامنة في مجالات كثيرة‪ .‬أما العوامل الأخرى فترتبط بعلاقاته مع الآخرين– كردود الفعل‬
‫السلبية من الآخرين مثل ًا‪ ،‬ونقص التحدي العقلي‪ ،‬ونبذ الأقران له‪ ،‬وعدم الانسجام التعليمي‪ ،‬والتوقعات‬
‫المتطرفة من الآخرين‪ ،‬وخبرات الصدمات النفسية‪ ،‬أو انعدام الاهتمامات المشتركة مع الآخرين‪ .‬وتشير‬
‫البحوث إلى أن درجة تناسق البرامج المدرسية مع مجالات الموهبة عند الطفل ( مثل المجالات‬
‫اللغوية أو الرياضية أو الفراغية مثل ًا) تؤثر هي الأخرى في مستوى الضغط عند ذلك الطفل‪ .7‬ولذا‪ ،‬فإن‬

           ‫تحسين التساوق الأكاديمي سيؤدي إلى التقليل من الضغوط لدى الأطفال الموهوبين‪.‬‬

                        ‫الح ّدة والحساسية‬

‫تنتشر ح ّدة الأطفال الموهوبين وحساسيتهم في كل ما يفعلونه – تفاعلاتهم اليومية مع الآخرين‪،‬‬
‫وردود أفعالهم للحوادث اليومية‪ ،‬وحتى اتجاهاتهم نحو أنفسهم‪ .‬بل إن بعض الأفراد الموهوبين‬
‫يحملون الح ّدة في أجسادهم؛ فتشتد ظهورهم وأكتافهم عندما ينشغلون في مهمة صعبة‪ ،‬أو تنطبق‬

                                         ‫شفاههم على بعضها وهم ير ّكزون على أمر ما‪.‬‬

‫يبدو أن لدى الأطفال الموهوبين مج ًسا انفعال ًيا زائ ًدا‪ ،‬أو وع ًيا خا َّصا‪ ،‬يم ّكنهم من التقاط‬
‫الانفعالات مهما صغر شأنها‪ .‬وهم قادرون‪ ،‬حتى عندما يكونون صغا ًرا ويافعين‪ ،‬على تفسير لغة أجسام‬
‫الآخرين وإدراك انفعالاتهم التي يع ّبرون عنها أحيا ًنا بنبرة الصوت‪ .‬ويمكن أن تكون اتجاهات الآخرين‬
‫وأفعالهم مصد ًرا أساس ًيا للضغط الذي يتعرضون له‪ .‬هؤلاء الأطفال قد يأخذون على محمل الجد أي‬
‫طرفة أو مزاح مهما كان بسي ًطا‪ .‬وقد يبالغون في ردود أفعالهم وتظهر عليهم نوبات الغضب إذا شعروا‬
‫أن الآخرين ق ّللوا من شأنهم أو أساءوا فهمهم‪ .‬فقد غضب مشعل الذي يبلغ من العمر خمس سنوات‬

                               ‫‪106‬‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134