Page 130 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 130
الفصل 6الح ّدة والكمال والتوتّر العصبي
كثي ًرا لأن المعلمة سمحت لطالب غيره أن يطفئ المصباح الكهربائي في غرفة الصف لأنه هو المك ّلف
بهذه المهمة ،رغم أنه كان مشغول ًا حينئذ بدور مساعد معلم .وقد يرى الآخرون أن ردود أفعال بعض
الأطفال الموهوبين للحوادث اليومية أو الضغوط اليومية البسيطة «أكبر مما ينبغي» أو حتى متطرفة
بعض الشيء.
لا شك أن الح ّدة والحساسية يشكلان مصدر قوة للأطفال الموهوبين ،لكنهما ،في الوقت ذاته ،قد
يكونان مصدر ضعف وتؤديان إلى التو ّترات الانفعالية .ويتمثل الجانب الإيجابي للحساسية ،مثل ًا ،في
التطور الواضح لتعاطف هؤلاء الأطفال وشفقتهم على الآخرين .فهم يعرفون أن المعلم اليوم يمر بوقت
عصيب ويظهرون اهتمامهم به .كما أن ينتبهون للأشخاص المعاقين أو المتشردين ويتعاطفون معهم؛
وهم يح ّبون أن يحلوا مشكلة الجوع في العالم .إن تعاطفهم مع هذه الأمور عميق ج ًدا في أنفسهم،
ولكنه قد يسبب لهم الضغط والتوتر إذا شعروا أنهم عاجزون عن تقديم المساعدة المناسبة .وقد
ذكر بعض أولياء الأمور أنهم يضطرون إلى إغلاق جهاز التلفزيون في أثناء نشرات الأخبار ،أو مشاهدة
الأفلام مسب ًقا حتى لا تتهيج مشاعر أطفالهم .وقد تخبر معلمة الروضة والدي أحد الأطفال الموهوبين
أن طفلهما غير ناضج عندما يبكي لسماع قصة حزينة أو لجرح مشاعر طفل آخر ،مع أن بكاءه يكون
حقيق ًيا نظ ًرا لمشاعره العميقة في التعاطف مع هذه المواقف.
قد يرى بعض الآباء أن أبناءهم الموهوبين أو بناتهم الموهوبات هم «مجرد أطفال أكثر مما
ينبغي» ،فيقولون له مثل ًا «أنت فقط متوتر أكثر من اللازم» ،أو «أنت فقط حساس أكثر من اللازم»،
أو «أفكارك شديدة الغرابة أكثر مما ينبغي» ،أو «إن مزاجك أغرب من اللازم» ،أو «بالك فقط مشغول
باهتماماتك الخاصة أكثر مما يجب» .صحيح أنهم لا يقولون هذه العبارات كلها دفعة واحدة ،ولكن
نتيجتها تكون تراكمية – إلى درجة أن الطفل يفكر جد ًيا فيما إذا كان طفل ًا مزع ًجا وغريب الأطوار ح ًقا.
وتترافق الح ّدة مع الموهبة في هؤلاء الأطفال ،وتتضمن ،في العادة ،خيال ًا ،نش ًطا ج ًدا .فقد كان
المخرج السينمائي «ستيفن سبيلبرغ» ،Stephen Spielbergمثل ًا ،ذا خيال واسع في طفولته .وكان
يعتقد أن الكائنات الغريبة تعيش في شق في أحد جدران غرفة نومه ويمكنها أن تخرج من ذلك الشق
ليل ًا .لقد كان خياله الواسع ،رغم مساهمته في الضغوط التي تعرض لها في صغره ،ميزة كبرى ساعدته
فيما بعد عندما أخرج وأنتج الفيلم المعروف كائن من خارج الأرض أو ).E.T.( Extraterrestrial
الأطفال الموهوبون يلاحظون الموقف ويستمعون إلى المحادثات ،ولكن قوة إحساسهم تأخذهم
إلى أبعد مما يقال أو يحدث .وقد يقفزون ،نتيجة لذلك ،إلى استنتاجات غير صحيحة – مثل أنهم غير
محبوبين ،أو أن والديهم على وشك الطلاق ،أو أن هجو ًما إرهاب ًيا على وشك الوقوع .وقد يكون من
المفيد أن نسمح لهؤلاء الأطفال أن يتحدثوا عن مخاوفهم ،ثم نناقش معهم أن فرص حدوث هذا الشيء
المرعب قليلة ج ًدا .والأهم من ذلك أن بإمكاننا مساعدة هؤلاء الأطفال على التحقق من أفكارهم
وإدارتها بطريقة تح ُّد من المبالغة في رد الفعل .ولا شك أن تعليم هذه المهارات يحتاج إلى كثير من
الوقت إضافة إلى التفهم والصبر.
107