Page 133 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 133
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
المعقدة يجب أن يكون قاد ًرا على التعامل مع المواقف الانفعالية والاجتماعية والمناقشات المتقدمة؛
لكن الحقيقة هي أن التطور الانفعالي عند هذا الطفل لا يكون متقد ًما مثل التطور المعرفي واللغوي”.
فالطفل ،في الواقع ،يشبه في الجانب الانفعالي ،بقية الأطفال الذي هم في مثل عمره الزمني .وإذا ع ّبر
الراشدون عن موقفهم بانتقاد الطفل أو بخيبة أملهم في سلوكاته الانفعالية ،فإن ذلك سيو ّلد الضغط
في نفس الطفل ،الذي لن يفهم سبب ردود أفعال هؤلاء الراشدين.
ويمكنك أن تجنب طفلك هذا الضغط غير الضروري إذا كان لديك الوعي بمجالات التطور
اللامتزامن عند هذا الطفل .عليك أن تعترف بهذه المجالات وتتقبلها وتتعامل معها على أنها عوامل في
تنشئة طفلك .يجب أن تسمح له بالعيش وف ًقا لعمره الفعلي إذا كان لا بد أن يتصرف وكأنه أصغر من
عمره العقلي ،وأن تساعده على فهم جوانب قوته العقلية وجوانب قصور انفعالاته.
اللاتزامن في القدرات :يتضمن اللاتزامن أكثر من مجرد تأخر التطور الانفعالي واتخاذ القرارات عن
التطور العقلي .فقد يظهر اللاتزامن أي ًضا بين القدرات العقلية ذاتها .وكلما زاد ذكاء الطفل ،زاد احتمال
تميزه في مدى واسع من القدرات .فمن المألوف ،مثل ًا ،أن يشعر الطفل الموهوب بالإحباط لأن أصابعه
لا تنفذ ما يطلبه عقله منها .ويستطيع ذلك الطفل أي ًضا أن يتخيل ،بفهم متقدم ،كيف يجب أن يبدو
منتج مع ّين بعد اكتمال صنعه ،لكن مهاراته الحركية الدقيقة لم تتطور بعد لكي تصنع ذلك المنتج.
وإذا كان اللاتزامن عند الأطفال الموهوبين متطر ًفا ،على غرار من لديهم صعوبات في التعلم ،مثل ًا،
فإنهم يكونون أكثر ميل ًا إلى تقدير الذات المنخفض والاكتئاب .12وقد تدور أسئلة في أذهان هؤلاء
الأطفال مثل“ :هل تعتقد ح ًقا أنني ذكي؟ بكل تأكيد .فأنا أستطيع فعل ًا حل المعادلات الرياضية في
رأسي ،ولكنني لا أستطيع تهجئة الكلمات!” إن هذا الطفل يعتقد أن المهام التي يستطيع إنجازها
بسهولة مهام تافهة وسطحية .وهو يرى أن قيمته تكمن في التركيز على مهام أكثر صعوبة من تلك
المهام السهلة ،وبالتالي فإنه يحكم على نفسه بناء على ما لا يستطيع القيام به ،وليس بناء على ما
يمكنه إنجازه .وعندما يكون الأطفال أشداء ويسعون إلى الكمال ،وينصب تفكيرهم على إنجاز الكل
و”إل ّا فلا” ،فإن اليأس والضغوط ستقودهم إلى الشعور بأنهم “لا يستطيعون إنجاز أي عمل بصورة
صحيحة” ،أو إلى الاكتئاب الشديد.
اللاتزامن الاجتماعي :وهناك نمط آخر من اللاتزامن الذي يحدث عندما يدرك الطفل أنه لا يستطيع
التكيف مع العالم الذي يحيط به .والأطفال الموهوبون يدركون ،في وقت مبكر من حياتهم ،أنهم
يختلفون عن الآخرين ،كما يشعرون أنهم “ غرباء” عن العائلة والأصدقاء .وحتى عندما يحاول الوالدان
توفير جو من التقبل والدعم لهؤلاء الأطفال ،فإنهم يشعرون أنهم غير متكيفين تما ًما مع هذا الجو.
فهم يشعرون بالغربة حتى مع أصدقائهم أو مع التقاليد أو المجتمع الكبير ،ويشعرون أن المدرسة
ليست المكان المناسب لهم .وكلما كان الأطفال أكثر ذكاء وموهبة وإبدا ًعا واعتما ًدا على عقولهم ،زاد
احتمال أن يعيشوا هذا التنافر .13فالطفل الذي يمتلك موهبة استثنائية – أي الذي تزيد نسبة ذكائه
عن – 160يمكن أن يجد صعوبة بالغة في الإحساس بالراحة في كثير من الأوضاع ،ويحتمل أنه سيمر
بقدر كبير من الضغط والتوتر.14
110