Page 132 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 132
الفصل 6الح ّدة والكمال والتوتّر العصبي
أو “استعراضي” ،أو “متسلط” ،أو “طفل كثير البكاء” ،أو كثير أحلام اليقظة” ،أو “عنيد” ،أو “مثير
للمشاكل” ،أو “فنان خادع” ،أو “متحذلق” ،أو “متلاعب بارع” .وعندما يسمع الطفل الموهوب هذه
المصطلحات ،فإنه سيشعر أن هناك خلل ًا ما في شخصيته .وقد يصنف سلوك الطفل الموهوب ،في
حالات مع ّينة ،على أنه مرض نفسي لا لشيء إل ّا لأنه مختلف ج ًدا عن المعايير.9
لا يمكن التخلص من صفات الطفل الموهوب؛ فهي جزء مهم من شخصيته .فعندما ينتقد الآخرون
هذه الصفات وينعتونها بنعوت سلبية ،فإن الطفل الموهوب يحاول إخفاء تلك الموهبة ،وهو أمر
يكلفه الشيء الكثير .إن من المقبول في مجتمعنا أن يكون الطفل متمي ًزا في بعض المجالات ،كالرياضة
أو الموسيقى .ولكن عندما يبدي الأطفال قدرات عقلية قوية ومتميزة ،يقول أولياء الأمور والمعلمون
“حس ًنا ،لا تدع هذه الأفكار تدخل إلى عقلك” - ،مشيرين بذلك إلى أن الطفل يجب أن يكون متواض ًعا
ويخفي قدراته العقلية .ومن هنا فإن الصفات التي تجعل الطفل موهو ًبا تصبح هي ذاتها الأسباب التي
تدفع الوالدين والمعلمين إلى القول “يجب أن تتغير في بعض الجوانب حتى تنسجم بشكل أفضل
مع التيار العام”.
التطور اللامتزامن
يمكن أن يؤدي التطور اللامتزامن إلى حدوث ضغوط عند الأطفال الموهوبين؛ لاس ّيما عندما
يتأخر نضج الطفل الانفعالي وقدرته على إصدار الأحكام عن نموه العقلي“ .فالعمر العقلي” للأطفال
الموهوبين يكون عادة أكبر من عمرهم الزمني .فالطفل الموهوب ذو الثماني سنوات ،مثل ًا ،يمكن أن
يعادل طفل ًا عمره ،12أو 13أو حتى 16عا ًما ،لكن قدرته على اتخاذ القرارات حول ما يتوجب عليه
فعله تكون قريبة من تلك التي يبديها طفل آخر في الثامنة من عمره .فالذكاء والمعرفة تختلفان عن
النضج الانفعالي والفهم والحكمة .فمثل ًا ،يستطيع طفل موهوب في السادسة من العمر أن يناقش
تطبيقات حاسوبية أو يحل ألغا ًزا معقدة بمهارة طفل في الثانية عشرة من عمره ،ولكنه ما زال بحاجة
إلى الذهاب إلى سريره لينام حامل ًا دمية مفضلة أو ممس ًكا بغطاء ناعم.
النضج الانفعالي والعقلي :عندما يكون لدى الطفل عقل طفل أكبر منه أو عقل مراهق أو راشد ولكن
مستواه الانفعالي مناسب لعمره ،فإنه ذلك سوف يخلق ضغوطات لهذا الطفل .فهو يستطيع أن يفهم
القوى الفيزيائية التي تسبب كوارث طبيعية مثل الأعاصير ،ولكن تنقصه القدرة الانفعالية للتعامل مع
الآثار المأساوية وبعيدة المدى لهذه الحوادث .وكما لاحظت “ليتا هولنجوورث” Leta Hollingworth
(وهي من الر ّواد الأوائل في تربية الموهوبين وتعليمهم)“ ،إن اجتماع ذكاء راشد وانفعالات طفولية
م ًعا في جسم طفل صغير يعني مواجهة كثير من الصعوبات10”.
ويمكن أن ينزلق الراشدون غير الواعين باللاتزامن عند الطفل الموهوب إلى المصيدة ،فيتوقعون
من الطفل أن يتصرف وف ًقا لعمره العقلي الكبير بدلاً من التصرف بناء على عمره الزمني الأصغر منه.
وهم يتح ّيرون ج ًدا عندما يرون أن الطفل لم ينضج انفعال ًيا بعد ،لأنهم يرون النضج في مجالات أخرى
كثيرة .ويقع الراشدون غال ًبا في خطأ الافتراض بأن الطفل الذي يفهم المفردات والمصطلحات اللغوية
109