Page 131 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 131
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
كيف يستجيب الآخرون لسلوكات الموهوبين
إن الطريقة التي ينظر بها مجتمعنا إلى الأطفال الموهوبين تعكسها وسائل الإعلام المطبوعة
والتلفاز والأفلام التي تصور لنا الأطفال مرتفعي الذكاء على أنهم أشخاص غريبو الأطوار ،وأقرب إلى
البلهاء والمخبولين ،الذين يتم ّيزون عادة بقدراتهم الفائقة في الرياضيات والعلوم ،ولكنهم لم يبلغوا
المدى الكامل لإمكاناتهم وشخصياتهم الإنسانية .وتقوم وسائل الإعلام عادة بتحويل قدرات هؤلاء
الأطفال وميولهم وانفعالاتهم من الإيجابيات إلى السلبيات .ورغم أن هناك بعض الأوصاف الإيجابية
القليلة ،إل ّا أنها تمثل الاستثناء ،لا القاعدة .فالرسائل التي تنقلها وسائل الإعلام ،في العادة ،هي أنه ليس
من المقبول ولا من المفيد أن يكون الطفل موهو ًبا ،لأنه سينظر إليه عندها على أنه حالة غير طبيعية
نادرة أو شخص “غريب الأطوار”.
إن سلوكات الأطفال الموهوبين ،طب ًعا ،ليست دائ ًما إيجابية .فكثير من سمات الموهبة لها جوانب
إيجابية وسلبية في آن واحد ،اعتما ًدا على الموقف والظروف ووجهة نظر الشخص .فالجانب السلبي
للقدرة اللفظية العالية ،مثل ًا ،هو أن الطفل يتحدث أو يقرأ بلا توقف .والجانب الآخر للمثالية والسعي
إلى الكمال والمثالية هو أن الطفل دائ ًما يصدر أحكامه ليق ّوم الآخرين ،مكتش ًفا النفاق الاجتماعي
حيثما تو ّجه .كما أن الجانب الآخر لحب الاستطلاع أن الطفل دائم الأسئلة – إلى حد يزعج الكبار الذين
يطلبون منه التوقف .فالطفل الذي يناقش طريقة والديه في عمل الأشياء يكون عقله ،في الغالب،
فضول ًيا وباح ًثا عن إجابات عميقة .كما أن الطفل الذي لا يحب إنجاز أعماله بطرق تقليدية ومألوفة
يكون طفل ًا ذا قدرة تفكيرية تباعدية ت ّتسم بالإبداع .ويمكن النظر إلى تنظيم طلاب الصف الأول في
لعبة جديدة معقدة على أنه شكل من أشكال السيطرة ودليل على بدايات القدرة القيادية .وإذا ُأسيء
فهم بعض السمات العامة للأطفال الموهوبين ،فإنهم يظهرون للآخرين بمظهر السلبية والتطرف.
يمكن أن يقوم الطالب الموهوب كثير الأسئلة بمقاطعة خطة الدرس أو يلاحظ شي ًئا غير صحيح
فيرغب في تصويبه .إن هذا السلوك ،من وجهة نظر المعلم ،هو سلوك غير مقبول؛ وإذا كان المعلم
غير مؤهل للتعامل مع الأطفال الموهوبين ،فإنه سيشكو من هذا الطفل «الوقح» أو «غير الناضج».
لكن المعلم الذي يعرف خصائص الأطفال الموهوبين سوف يتقبل تعليقات ذلك الطفل ،ويعيده إلى
الدرس بعبارات تشبه الآتي« :ربما كنت مح ًقا يا بدر .دعونا نتحقق من هذه المسألة الليلة ،ونناقشها
مرة أخرى غ ًدا» .يجد الأطفال الموهوبون صعوبة في تعديل سلوكاتهم بسبب ح ّدة انفعالاتهم ،مما
يثير استجابات قوية من الآخرين أحيا ًنا.
إن أي شخص موهوب هو ،بالتعريف ،مختلف عما هو اعتيادي ،وكونه مختلف لا يعني أنه غير
عادي فحسب ،وإنما غير مقبول أي ًضا .تبدو القدرات والقوة الانفعالية والحساسية أو الخواص الأخرى
غير العادية وكأنما هي مصدر تهديد للآخرين لأنها جمي ًعا لا تتطابق مع كل ما هو طبيعي .8وقد
يشعر أولياء الأمور والمعلمون أحيا ًنا بالذنب لأنهم يح ّولون السلوكات التي تميز هؤلاء الأطفال إلى
انتقادات ونعوت سلبية مثل قولهم إنه “وقح” ،أو “كثير الكلام” أو “أناني” ،أو “غارق في اهتماماته”،
أو “مغرور” ،أو “مسترق للسمع” أو “متكلم بارع” ،أو “غير منظم” ،أو “كسول” ،أو “قليل الاحترام”،
108