Page 149 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 149

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

‫اسمح للطفل أن يحلم‪ :‬لقد اكتشف بعض الآباء والأمهات أنهم يمكن أن يساعدوا أطفالهم على‬
‫التخفيف من وطأة الضغط عن طريق الخيال المتحمس حول أفكارهم وطموحاتهم‪ .‬و ّفر للطفل‪ ،‬مثل ًا‪،‬‬
‫فرصة للتخيل‪ ،‬كأن تقول له “أستطيع أن أراهن على أنك تتمنى أن تهرب من كل هذه الضغوط‪ ،‬وأنا‬
‫أي ًضا أتمنى لك ذلك‪ .‬سيكون من الأفضل ح ًقا أن تعيش دون هذه الضغوط كلها‪ ،‬ولو لفترة قصيرة من‬
‫الوقت على الأقل‪ ”.‬إن هذه العبارات ستنتقل للطفل‪ ،‬إلى جانب تفهمك لموقفه‪ ،‬أنه لا بأس بالحصول‬
‫على وقت يستريح فيه من مشكلات الحياة حيث يبتعد عن الضغط ويصلح أحواله‪ ،‬حتى وإن كان من‬

                                              ‫غير المعقول أن يحدث ذلك في الواقع‪.‬‬

‫ع ِّلم طفلك كيف يبحث عن أدلة لتحدي حديث النفس غير الصحي‪ :39‬إن من المح ّير ح ًقا أن نجد‬
‫الأطفال الأذكياء القادرين على المناقشات البناءة يواجهون صعوبة كبيرة في رؤية مقدار الضغط الهائل‬
‫الذي يس ّببونه لأنفسهم‪ .‬فهم يتقبلون المعتقدات اللاعقلانية‪ ،‬ويؤمنون بصحة الانتقادات غير العادلة‬
‫التي يوجهها لهم الآخرون‪ ،‬أو يقررون أنهم فاشلون تما ًما إذا لم تن ّفذ خططهم كما أرادوا لها أن تكون‪.‬‬
‫فإذا تعلم طفلك البحث عن الأدلة ليفحص بها دقة إدراكاته ومعتقداته‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى خفض‬
‫تو ّتره‪ .‬وهذا لا يعني أن الأمور السيئة ستتوقف عن الحدوث‪ ،‬ولكنه يعني أن الطفل سيتمكن من دحض‬

      ‫التصورات غير الدقيقة‪ ،‬وسيكون أكثر مرونة‪ ،‬ويقلل من تأثير العوائق التي تحول دون تق ّدمه‪.‬‬

‫قد يش ّبه بعض الآباء والأمهات البحث عن الأد ّلة بعمل التح ّري‪ .‬فرجل التح ّري الناجح يفعل أمرين‬
‫اثنين هما‪ )1( :‬يحدد قائمة من الأسباب المحتملة ومن البدائل التي تفسر سبب وقوع حادثة ما‪ ،‬و (‪)2‬‬
‫يبحث عن قرائن لمعرفة أي هذه الأسباب‪ ،‬أو أي البدائل‪ ،‬يحتمل أن يكون قد تسبب في تلك الحادثة‪.‬‬
‫فبدلاً من أن يؤمن الطفل بأول فكرة تخطر على باله‪ ،‬عليه أن يكون مثل التح ّري الذي يبحث دائ ًما‬
‫عن الدليل ليقرر إن كان ما يظنه صحي ًحا أم لا‪ .‬فإذا استطاع الطفل أن يح ّدد سب ًبا محتمل ًا واح ًدا (سبب‬
‫واحد مثل ًا أدى إلى حدوث شيء ما‪ ،‬أو أحد أسباب المشكلة)‪ ،‬اطلب إليه أن يرسم مشهدين آخرين‬
‫مختلفين يعتقد أنهما يمكن أن يفسرا الموقف‪ .‬ومع أن هذا الإجراء قد يستغرق وق ًتا طويل ًا‪ ،‬لاس ّيما مع‬
‫الأطفال ذوي التفكير الخ ّطي أو الذين يكونون “متأكدين” من السبب‪ ،‬إل ّا أنه يساعد الطفل على تفهم‬

  ‫أن هناك احتمالات أخرى‪ ،‬وأن الطفل يستطيع استكشاف البدائل المتعددة بطرق صحية ومقبولة‪.‬‬

‫تد ّرب على التنبؤات‪ :‬عندما نتنبأ أ ّن عاقبة مخيفة أو كارثية ومؤلمة فعل ًا قد تنتج عن موقف مع ّين أو‬
‫سلوك مع ّين‪ ،‬فإننا نكون قد أوجدنا كثي ًرا من الضغط والتو ّتر‪ .‬إننا نتنبأ‪ ،‬في تفكيرنا‪ ،‬عواقب سلبية أو نتوقع‬
‫حدوث “الكوارث”‪ .40‬ولا شك أن الأطفال‪ ،‬لاس ّيما المثاليين منهم‪ ،‬يكونون في الغالب أكثر عرضة للتنبؤ‬
‫بالعواقب السلبية‪ .‬وقد يكون من المفيد أن نساعد الأطفال على تخيل نهايات سعيدة محتملة للموقف‪.‬‬
‫وكما قال المستشار الإداري “بيتر دركر” ‪ Peter F. Drucker‬أكثر من مرة‪“ :‬إن أفضل طريقة للتنبؤ‬
‫بالمستقبل هي أن تصنع هذا المستقبل”‪ .‬إن تخيل العواقب الإيجابية يزيد احتمال حدوث هذه العواقب‪.‬‬

‫ومن الأمور المفيدة في هذا المجال أن نطلب من الأطفال التفكير في المواقف الراهنة‬
‫والمستقبلية والتنبؤ بثلاث عواقب محتملة هي‪ )1( :‬أسوأ عاقبة على الإطلاق‪ ،‬و (‪ )2‬أفضل عاقبة‬
‫محتملة على الإطلاق‪ ،‬و (‪ )3‬أكثر عواقب الموقف احتمالاً للحدوث‪ .‬اطلب إلى طفلك أن يفكر عال ًيا‬

                               ‫‪126‬‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154