Page 210 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 210
الفصل 9العلاقات العائل ّية :الأخوة والأخوات الأش ّقاء ،والأطفال الوحيدون
يتع ّين عليك أن تتخذ موق ًفا ثاب ًتا من السلوك غير المقبول ،لكن تج ّنب أن تنتقد أو تعاقب بشكل
علن ٍّي .وكما ذكرنا سابقاً ،فإ ّن العقوبة القاسية تد ّمر علاقاتك مع طفلك ،وتدفع إلى مزيد من التنافس
القو ّي بين الأخوة وتقضي على فرصك في إيجاد ج ّو لطيف ومريح .إن العقوبة القاسية أو ردة الفعل
العنيفة قد تجعل الأطفال يتنافسون في ما بينهم بش ّدة ليؤ ّكدوا لأنفسهم أ ّنهم على الأق ّل مثل أخوتهم،
وغال ًبا ما يبحثون عن طرق ملتوية للتنافس في محاولة لتج ُنب العقوبة ،وإلحاقها بإخوانهم؛ م ّما يرفع
من مكانتهم .كما أن ر ّدة فعل الأب العنيفة والمبالغ فيها يمكن أن ُتشعر الأطفا َل أ ّنهم مذنبون ،وغير
آمنين ،أو غير مقبولين في العائلة.
تج ّنب المقارنات أو ق ّلل منها ق ْدر الإمكان :لا يمكننا أن نتخلص بسهولة مما علق في ذاكرتنا عن أيام
طفولتنا ،فهناك كثير من الكبار الذين ما يزالون يقارنون أنفسهم بإخوتهم ،مثل قولهم« :كان أخوتي
أكثر ذكا ًء مني ،وحصلوا على علامات أفضل مني ،لك ّنني كنت اجتماع ًّيا أكثر منهم ،وأعتقد أنني أستطيع
التواصل مع الناس بشكل أفضل» ،أو « :لقد كنت عبقر ّي العائلة ،ولا زلت» « ،لقد كان أخي مزع ًجا ح ًّقا،
وقد كانت مشكلته أ ّنه كان عني ًدا ج ًّدا؛ لذلك قررت أن لا أكون مثله» .نحن نع ّرف أنفسنا بالمقارنة مع
الآخرين في العائلة ،ولكن كيف يمكننا أن نج ّنب أطفالنا تلك المقارنة؟
إننا نعترف بصعوبة تج ّنب المقارنات بالكامل ،لكن يمك ّننا أن نق ّلل من تكرارها ،ومن حساس ّيتنا
لها ،ومن طريقة تعامل أطفالنا معها .فإضافة إلى التقليل من مقارنة الأطفال بعضهم بع ًضا علانية،
يتع ّين على الآباء عند حديثهم عن أطفالهم مع الآخرين أن يتج ّنبوا مقارنة أطفالهم عندما يتحدثون
مع الأصدقاء ،خا ّصة إذا كان الأطفال يستمعون إلى تلك المحادثات .وعندما تتحدث عن أطفالك مع
الآخرين ،ننصحك بأن يكون هذا الحديث على انفراد .قد لا يدرك الآباء أثر ما يقولون في أطفالهم،
فهم قد يقولون أشياء منها ،مثل ًا« :،طفلي الأكبر هو «المجتهد» إ ّنه يحصل على درجة(أ) في ك ّل شيء،
وطفلي الثاني هو»الاجتماع ّي» ،فهو يقضي ك ّل دقيقة فراغ مع أصدقائه» .وقد يع ّلق طفل موهوب
عندما يسمع هذا الكلام قائل ًا« :أبي يح ّب (أخي الأكبر) أكثر مني؛ لأ ّنه يحصل على درجات ج ّيدة» .من
المحتمل أ ّن الأم أو الأب لم يكن يق ّوم طفله ،وإ ّنما كان يشير فقط إلى الفروق بين أطفاله .لك ّن الطفل
ف ّسر ما قيل بأسوأ طريقة ممكنة؛ لأ ّنه يقارن نفسه بإخوته ،والأم أو الأب يقارنان ذلك أي ًضا من وجهة
نظر الطفل ،فهو أصل ًا يتخ ّيل أ ّنكما تتح ّدثان عنه للآخرين ،وقد تأ ّكد الآن من ذلك.
قد يتع ّلق بعض الآباء بأحد أطفالهم دون أن يدركوا ذلك ،ويحابونه دون قصد .يمكن أن يقول
الأب مثل ًا »:محمد نابغ في الف ّن مثل ج ّده تما ًما» ،فهو بذلك يرسل رسالة مفادها أ ّن «محم ًدا» مف ّضل
بطريقة أو بأخرى .و أحيا ًنا قد يرتبط زهو الآباء وإعجابهم بأنفسهم بتحصيل الطفل الموهوب ،حيث
يمكنهم تحقيق آمالهم وأحلامهم من خلال ذلك الطفل .ومن غير المستغرب أن ُيح َبط أطفال آخرون
في العائلة بسبب ذلك.
ومن المر ّجح أن تؤ ّثر مقارنة الإنجازات سلب ًّيا -على الأخوة في بعض الأحيان ،أو على الطفل
الموهوب في أحيان أخرى -لأ ّن ذلك يتض ّمن تقوي ًما غير معلن لقيمة الشخص .ويح ّب الأطفال
المتنافسون في العادة التفاخر بالدرجات والتقارير المدرسية ،ويتباهى الواحد منهم إن كان هو
187