Page 215 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 215

‫دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين‬

                                          ‫منهم ما يحتاج إليه وف ًقا لاهتماماته ورغباته‪.‬‬

‫وبدلاً من إعطاء الأطفال الكم ّيات نفسها بالتساوي‪ ،‬لا ب ّد أن يف ّكر الآباء في إعطائهم الكم ّيات‬
‫بشكل متف ّرد حسب الاحتياجات الفرد ّية لك ّل منهم‪ .‬ويستطيع الآباء الذين يستعملون الوقت الخا ّص‬
‫بانتظام‪ ،‬أن يق ّرروا ما الذي يحتاجه ك ّل طفل‪ ،‬اسأله فقط‪« :‬ما الذي تح ّب أن تتح ّدث عنه؟» أو «ما الذي‬
‫تح ّب أن تعمله في وقتنا الخا ّص بهذا اليوم؟»‪ .‬عندما يصبح الوقت الخاص حد ًثا متك ّر ًرا في العائلة‪،‬‬
‫يعرف الأطفال أن ّهم متف ّردون‪ ،‬ويت ّم تقديرهم لذواتهم فقط‪ ،‬فيتك ّون عندهم ما يكفي من الثقة واحترام‬
‫الذات لإخبار الآباء باحتياجاتهم‪ .‬وبناء على ما سبق فإ ّن المعاملة المتساوية تعني أن نعطي ك ّل طفل‬

                             ‫ما يحتاجه‪ ،‬وليس أن نعطي أشياء أو موارد متطابقة لك ّل طفل‪.‬‬

                       ‫تعاون الأخوة الأش ّقاء‬

‫عملت إحدى العائلات بك ّل أفرادها ح ّتى تجمع النقود لشراء مع ّدات ملعب لحديقة بيتهم الخلف ّية‪.‬‬
‫وقد شارك في هذا العمل ح ّتى طفل ما قبل المدرسة الذي تو ّلى جمع علب الصودا لبيعها وكسب ثمنها‪.‬‬
‫لقد تعاون أفراد الأسرة على ذلك‪ ،‬وح ّولوا العملية إلى لعبة‪ ،‬ور ّكز كل واحد منهم ليس على النتيجة‬
‫فقط ‪ ،‬وإ ّنما على الطريقة أي ًضا‪ .‬لقد ابتهجوا عندما ح ّققوا هدفهم‪ .‬وكان ك ّل طفل يرغب في الاشتراك‬
‫باستعمال المع ّدات الجديدة‪ .‬لقد اس ُتثمر ك ّل واحد منهم في ك ّل من الطريقة والنتيجة‪ .‬وتع ّلم الأطفال‬

      ‫قيمة التعاون‪ ،‬والعمل الجا ّد‪ ،‬والمه ّمة المتقنة‪ .‬كان لك ّل طفل دور مه ّم‪ ،‬وكان لك ّل دور قيمته‪.‬‬

‫في هذا المثال‪ ،‬شعر ك ّل طفل في هذه العائلة أ ّنه موضع تقدير‪ ،‬وأ ّنه عو ِمل بعدالة وتشجيع‪،‬‬
‫وأ ّنه واثق من نفسه؛ م ّما أ ّدى إلى تقليص احتمال ّية حدوث التنافس السلب ّي بين الأخوة‪ .‬وأصبح التكاتف‬
‫الموجود واض ًحا باستمرار‪ .‬كان الأطفال في الماضي يتكاتفون فقط إذا ع ّلق شخص من خارج العائلة‬
‫تعلي ًقا يح ّط من قد ْرها‪ .‬أما الآن فإنهم يقضون فترات طويلة من التعاون‪ ،‬خا ّصة عندما يصبح الأطفال‬
‫راشدين صغار‪ ،‬ويبدون أقرب لبعضهم بعضاً‪ .‬صحيح أنهم لا يزالون يحتفظون بأدوارهم الأساس ّية‪ -‬هذا‬
‫هو المه ّرج ‪ ،‬وذاك الذي يأتي دائ ًما متأ ّخ ًرا‪ -‬لكن مظاهر الغضب‪ ،‬والحسد‪ ،‬والكراهية بينهم أصبحت‬

               ‫أقل‪ ،‬وازداد التعاون و توث ّقت صداقتهم؛ حيث وضع مشروع العائلة الأساس لذلك‪.‬‬

‫يع ّد تعاون الأخوة هد ًفا صح ًّيا‪ ،‬ولهذا ش ّجع أطفالك ما أمكن على التعاون‪ ،‬بدل ًا من التنافس مهما‬
‫كان عددهم‪ ،‬حيث تظهر بعض العائلات المك ّونة من ستة أو سبعة أطفال تعاو ًنا واحترا ًما متبادلاً‪ .‬إن‬
‫الأطفال يعرفون ويق ّدرون من خلال التعاون ليس أدوارهم وأنشطتهم فحسب‪ ،‬وإ ّنما أدوار وأنشطة‬
‫الآخرين أي ًضا‪ ،‬وهذا بالتأكيد مرغوب أكثر من عائلة يتنافس فيها الأطفال على اهتمام الآباء‪ ،‬وتكون فيها‬
‫ك ّل محتويات البيت في حالة من الفوضى المستم ّرة‪ .‬وعلى الرغم من أ ّن الناس يت ّبعون عادة أنما ًطا‬
‫سلوك ًّية عامة طيلة حياتهم‪ ،‬إل ّا أ ّن التغيير ممكن‪ .‬ولكن‪ ،‬من السهل تغيير هذه الأنماط في عمر مب ّكر‪،‬‬
‫وليس في زمن الرشد‪ ،‬كما أن ر ّدات فعل الآباء على تفاعلات الأخوة المبكرة هي بالتأكيد عوامل رئيسة‬

                                                                ‫في هذا التغيير‪.‬‬

                               ‫‪192‬‬
   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220