Page 250 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 250
الفصل 12الأطفال مزدوجو الاحتياج
المسئولة عن تشخيص هذه الاضطرابات .كما أ ّن الانتشار الواسع لمستويات القدرة ،أو تش ّتتها ،نتيجة
التط ّور اللامتزامن يؤ ّدي إلى سلوكات يمكن أن تم ّثل صعوبات تع ّلم.
وقد لا يكون من الواضح ،أحيا ًنا ،إن كان نمط سلوك ّي مع ّين هو اضطراب حقيق ّي .فكثير من
الأنماط السلوك ّية تبدو وكأ ّنها واقعة على خ ّط م ّتصل .بمعنى؛ أ ّن هذه السلوكات بح ّد ذاتها لا تم ّثل
مشكلة عند معظم الناس؛ ولك ّنها ،عندما تكون شديدة ومهيمنة على الإنسان – مثلما هو الحال عند
الأطفال الموهوبين – فقد تصبح مشكلة؛ لأ ّنها ستعيق قدرة الطفل على التعايش مع الناس الآخرين،
أو على التحصيل والإنجاز ،أو على الإنتاج المثمر .فالسعي إلى الكمال ،الذي ينتشر كثي ًرا بين الأطفال
الموهوبين ،قد يكون مفي ًدا في ظروف مع ّينة ،ولك ّن المغالاة فيه قد تح ّوله إلى اضطراب يس ّمى
الاضطراب الاستحواذ ّي -القهر ّي .Obsessive – Compulsive Disorder
وسوف نناقش تال ًيا مجموعة من المواقف ال ّتي تتك ّرر لدى الأطفال الموهوبين فتجعلهم مزدوجي
الاحتياج على نح ٍو يؤ ّثر في أدائهم الاجتماع ّي والانفعال ّي.6
صعوبات التعّلم لدى الأطفال الموهوبين
وصف «برودي» و «ميلز» Brody & Millsثلاث مجموعات من الأطفال الموهوبين ذوي
صعوبات تع ّلم ،الذين من المحتمل أن تظل صعوباتهم و/أو مواهبهم غير مح ّددة .7تشمل المجموعة
الأولى الطل ّاب الذين ُص ّنفوا ضمن الطل ّاب الموهوبين ،ولك ّنهم استطاعوا أن يع ّوضوا عن إعاقتهم ج ّي ًدا
فتج ّنبوا تشخيصهم ضمن من يعانون من صعوبات تع ّلم .وعلى الرغم من أ ّنهم قد يواجهون عد ًدا من
الصعوبات عندما يصبح العمل الأكاديم ّي أكثر تحد ًّيا ،إل ّا أ ّن من المحتمل تجا ُهل صعوبات التع ّلم
لديهم ،وتظ ّل دون تشخيص .وبدل ًا من إجراء عملية التشخيص ،يعزو المعنيون مشكلاتهم الأكاديم ّية
إلى نقص الدافع ّية ،وتدني مفهوم الذات ،أو إلى التكاسل ،أو إلى عوامل أخرى .فقد يقول والد أحد
هؤلاء الأطفال مثل ًا« :أعتقد أ ّنه يتع ّين عليه أن يبذل ك ّل ما في وسعه كي يح ّسن درجاته» دون أن يعي
أن الطفل يعاني من صعوبة تع ّلم وأنه يبذل أقصى ما يستطيع لتحسين علاماته .وكثي ًرا ما تنجح ق ّوة
الطفل في حجب صعوبة كامنة .فمثل ًا ،يمكن التع ّرف إلى طفل موهوب ذي صعوبة تع ّلم بأ ّنه طفل
موهوب ،ث ّم يكتشف المع ّلم فجأة ،في الص ّف الثالث ،أو الرابع ،أو الخامس ،أ ّن هذا الطفل لا يستطيع
التهجئة أو الكتابة والقراءة أو لا يتقنها .وم ّما يؤسف له أ ّن هذه الاكتشافات غال ًبا ما تدفع المهت ّمين
على إعادة التفكير في تسمية «موهوب» ،بدل ًا من إضافة خدمات خا ّصة بهؤلاء الأطفال الذين يعانون
صعوبات في التع ّلم.
أ ّما المجموعة الثانية ،فهي مجموعة الطل ّاب الموهوبين الذين لديهم صعوبات تع ّلم شديدة
حيث يمكن ملاحظة إعاقتهم بسهولة ،ولك ْن لا أحد يه ّتم بقدراتهم العالية اهتما ًما كاف ًيا .ويتل ّقى هؤلاء
الطل ّاب عادة خدمات خا ّصة بصعوبات التع ّلم ،ولك ّنهم لا يز َّودون بأعمال أكاديم ّية مناسبة في مجالات
ق ّوتهم .فق ّلما تق َّدم لهم فرص إظهار ق ّوتهم ،أو الحصول على الخدمات ال ّتي يحتاجون إليها بصفتهم
موهوبين.
227