Page 252 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 252
الفصل 12الأطفال مزدوجو الاحتياج
الأمريكية يتع ّلق بالتعريفات الخا ّصة بصعوبات التع ّلم ،ويجري إعداد تشريع جديد قد يغ ّير الطريقة
ال ّتي تستعملها المدارس في التع ّرف إلى هذه الصعوبات.
وكي يتم ّكن علماء علم النفس الإكلينيك ّي ،وعلم النفس العصب ّي ،من الحصول على المعلومات
التشخيص ّية ،فإ ّنهم يستعملون بعض القياسات ،بما في ذلك اختبارات الذكاء والقدرة والتحصيل ،ث ّم
يح ّللون الأنماط ال ّتي يتو ّصلون إليها ضمن الصفحات النفس ّية .أ ّما في اختبارات الذكاء فإنهم يقارنون بين
القدرات اللفظ ّية وغير اللفظ ّية ،ويتفحصون الفروق بين المقاييس الفرع ّية .ويمكنهم أي ًضا باستعمال
نموذج المفارقة أن يقارنوا بين القدرة المتو ّقعة للطفل (بنا ًء على تحديدات هذه الاختبارات) وتحصيله
الحالي .ويف َّسر أ ّي تباين دا ّل في هذه الأنماط على أ ّنه مؤ ّشر إلى وجود خلل ما ،ولكن قد يكون
للأنماط المختلفة معا ٍن مختلفة ،تب ًعا لاختلاف المخ ّتصين؛ لأ ّن التدريب الذي يت ّلقاه علماء النفس
الإكلينيكيون يختلف عن التدريب المتوافر في المدارس .ولع ّل هذا ما يف ّسر تجاهل المدارس قضايا
الأطفال الموهوبين وتغاضيها عنها.12
لك ّن تحليلات أنماط المقاييس المعرف ّية ليست على الدرجة نفسها من الفائدة في تحديد
صعوبات التع ّلم لدى الأطفال الموهوبين؛ لأ ّن الأنماط اللامتزامنة هي الأكثر شيو ًعا بين الأطفال
الموهوبين .13ولا توحي هذه الفروق بالضرورة بوجود صعوبات تع ّلم ّية ،على الرغم من أ ّنها قد تعكس
جوانب الق ّوة والضعف في التع ّلم ،وأساليب التع ّلم عند هؤلاء الأطفال .وقد ُوجد أن الفروق الواسعة
بين القدرات اللفظ ّية وغير اللفظ ّية من الأمور الشائعة لدى الأطفال الموهوبين ،ويجب أل ّا تس ّبب لنا
أ ّي قلق في غياب أ ّي أد ّلة أخرى .14وتوصلت معظم الدراسات في هذا المجال إلى أ ّن الدرجات اللفظ ّية
على اختبارات الذكاء عند الطل ّاب الموهوبين ،أعلى من درجات الاختبارات الأدائ ّية ،وكان الفرق أحيا ًنا
كبي ًرا ج ًّدا .كما وجدت الدراسات أ ّن الفروق بين الدرجات اللفظ ّية وغير اللفظ ّية يمكن أن تكون أكبر
لولا وجود ما يعرف بآثار السقف .15 Ceiling Effects
إ ّن من غير المحتمل أن يل ّبي هؤلاء الأطفال الموهوبون -ح ّتى بوجود هذا المدى الواسع من
القدرات -الشروط ال ّتي تطلبها الحكومة للاعتراف بصعوبات التع ّلم؛ لأ ّنهم يستطيعون النجاح على
مستوى صفوفهم الدراس ّية؛ إذ تشترط الأنظمة المدرس ّية الحكوم ّية للاعتراف بتلك الصعوبات أن يكون
أداء الطالب أق ّل من مستوى أداء أقرانه بصف ْين دراسي ّين أو أكثر .ورغم ذلك ك ّله ،فإ ّن اختبارات الذكاء
يمكن أن تح ّدد بعض الجوانب العقل ّية المتخ ّلفة عن القدرة المتف ّوقة العا ّمة للطفل ،ولا ش ّك في أ ّن
هذه المعلومات قد ُتطمئن الطفل والوالدين الذين قد تساورهم الشكوك فيما يتع ّلق بقدرات الطفل
الأكاديم ّية والعقل ّية .وقد يتع ّرض الأطفال الموهوبون الذين يمتازون بتش ّتت القدرات أو تبعثرها ،سواء
أكانوا يعانون من صعوبات تع ّلم ّية أم لا ،إلى خطر الوقوع في مشكلات تتع ّلق بتقديرات الذات؛ لأ ّنهم
يميلون إلى تقويم أنفسهم بنا ًء على ما لا يستطيعون عمله ،بدلاً من تقويمها بنا ًء على ما يمكنهم
إتقانه .ومن المحتمل أن يعاني هؤلاء الأطفال من مشكلات تتع ّلق بمفهوم الذات ،والإحباط ،وح ّتى
الغضب والاستياء ما لم يفهموا هذه الجوانب النسب ّية من الضعف ،بالإضافة إلى جوانب القوة.16
ث ّمة سلوك مح ّدد يفترض كثير من المتخصصين أ ّنه مؤ ّشر تشخيص ّي إلى وجود صعوبات تع ّلم،
229