Page 257 - AParentsGuidetoGiftedChildren
P. 257
دليل الوالدين في تربية الأطفال الموهوبين
اللاإرادية للجسم وأعضائه « .»proprioceptionإ ّن من الصعب ،في الأحوال الطبيع ّية ،أن تؤ ّدي هذه
المشكلات إلى الإزعاج أو المضايقة؛ ذلك لأ ّن أحدنا لا يستطيع أن يقارن إدراكاته مباشرة بإدراكات
أ ّي شخص آخر .فقد يكشف التمحيص الدقيق ،غال ًبا ،عن الفروق في الإدراك ،التي قد تسبب في حال
عدم اكتشافها عج ًزا عمل ًّيا كبي ًرا ،أو حتى مزي ًدا من الإحباط عندما لا ُيفهم السبب الجذر ّي لذلك العجز.
إ ّن مشكلات التكامل الحس ّي -الحرك ّي هي حال ًّيا مج ّرد تشخيص مؤ ّقت ،ونحن حت ًما بحاجة إلى
إجراء مزيد من البحوث .ويمكننا ،مثلما هي الحال في كثير من ميادين الدراسة الجديدة ،الاستفادة من
الأساليب والتد ّخلات ال ّتي تناسب الطفل دون تب ّني هذه الأساليب .فإذا ك ّنا نش ّك في وجود اضطراب
التكامل الحس ّي ،فقد يكون من الأفضل استشارة باحثين في هذا الميدان ،وليس مخ ّتصين محل ّيين فقط،
حيث يستطيع المعالج المهن ّي الم ّتخصص في قضايا التكامل الحس ّي تزويدنا بمساعدة عمل ّية كبيرة.
اضطرابات المعالجات السمع ّية :لقد أدرك معظمنا ،بصفتنا راشدين ،في أثناء حضور إحدى الحفلات،
صعوبة محاولة تت ّبع الأحاديث الجانب ّية الدائرة في هذا الجو الصاخب .وبعد مرور برهة من الزمن،
نتوقف عن متابعة واستيعاب ما نسمع ،ونبدأ به ّز رؤوسنا بحذر ،وندرك أ ّننا لم نعد نعالج معظم
المحادثة .ويغدو الجهد الذي نبذله لسماع الحديث مت ِع ًبا ج ًّدا .وتصبح الأحاديث ال ّتي كنا سنتت ّبعها
بك ّل سرور في مواقف هادئة ،شا ّقة ومجهدة لنا .هذا الوصف يشبه خبرة الأطفال أو الراشدين الذين
يعانون من اضطراب المعالجة السمع ّية .فالأشخاص الموجودون في الحفلة يمتلكون أسما ًعا سليمة،
وأدمغة ج ّيدة ،ولك ّنهم على الرغم من ذلك يتت ّبعون الأحاديث بك ّل صعوبة .ويحاول الأطفال الذين
يعانون من مشكلات المعالجة السمع ّية أن يتع ّلموا الجبر في خضم «ضجيج» الصف الذي يماثل
ضجيج الحفلة بالنسبة لشخص لا يوجد لديه هذا الاضطراب .إ ّن التركيز على المعلومات الوافدة ،ومن
ث ّم معالجتها ،يمكن أن يتح ّول إلى عمل روتين ّي ،م ّما يؤ ّدي إلى إضاعة المعاني ك ّلها.
ولا ش ّك في إ ّن المعالجة السمع ّية تختلف عن السمع .وقد تتذ ّكر اختبار السمع المدرس ّي الذي
ُطلب منك فيه أن تضع س ّماعات على أذنيك ،وترفع يدك عندما تسمع صو ًتا مع ّينا .إ ّن هذه الاختبارات
السمع ّية الأساس ّية لا تع ّد ف ّعالة في قياس مهارات الاستماع المع ّقدة .فالأطفال الذين ينجحون في هذه
الاختبارات قد يستم ّرون في مواجهة مشكلات المعالجة السمع ّية؛ وقد يكون من الصعب عليهم ،مثل ًا،
أن يتخ ّلصوا من أثر الخلف ّية الصوت ّية ،أو أن يفهموا الكلام المتداخل ،أو أن يتك ّيفوا مع أساليب الكلام
غير المألوفة .وقد يكون لديهم صعوبات تطور ّية ،أو أعطال عصب ّية طفيفة تعيق معالجتهم للمعلومات
السمع ّية ال ّتي تدخل آذانهم .وعندما يتعبون من الجهود ال ّتي يبذلونها ،فإ ّن قدرتهم على الانتباه تق ّل
بشكل م ّطرد .إل ّا أ ّن أداء هؤلاء الأطفال يكون أفضل في الحصص الأولى من اليوم المدرس ّي ،أو في
الحصص الهادئة ال ّتي يجلسون فيها في المقاعد الأمام ّية .وقد يتع ّلم بعض هؤلاء الأطفال قراءة الشفاه؛
كي يح ّسنوا استيعابهم ،أو أ ّنهم قد يستنتجون ما قرؤوه من السياق الموقف ّي.
قد يبدو الأطفال ذوو مشكلات المعالجة السمع ّية أحيا ًنا أ ّنهم يعانون من عجز آخر -مثل ،السمع،
وعدم الانتباه ،والتأ ّخر اللغوي ،وصعوبات التع ّلم أو اضطرابات القراءة .ومن المحتمل تجا ُهل مهارتهم
العقل ّية ،وإمكاناتهم الكامنة .وقد نفترض أحيا ًنا أخرى أ ّنهم يتع ّمدون صعوبة السمع؛ فنقول مثل ًا
234